الموضوع: ما تبقى من وطني
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
3038
 
منير عليمي
من آل منابر ثقافية

منير عليمي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
27

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10181
06-07-2012, 01:01 AM
المشاركة 1
06-07-2012, 01:01 AM
المشاركة 1
افتراضي ما تبقى من وطني
ظلي هنا..يمشي امامك

يكنس الدنيا بعزلته..

يعانق نملة تعبت من القمح المجفف

من جماجمنا الفقيرة

من حقائبنا التي حرقت قبيل محطتي....

ظلي هنا...و الريح تحمل جرحه لمدينة بلورها

دمع العجائز بالمقابر

دمعك المنفي بين مقابر العشاق في امد الحكاية

دمعك المنثور فوق الرمل

يحمل نملة تعبت من الدنيا و من لغة الجماجم و الغصون

ظلي هنا..و الدرب يحمل ما تبقى من خطانا

ينتشي بالشوك يعزف حرقة المنفى

يفتش عن نبي ضائع

يقتص من صمت المعابر..

من رحيلك

من مسافات التامل و البكاء

الان يحملك المدى..

و يموت ظلك مثلما مات الصدى..

ظلي هنا يمشي وراء الغيم

ينحت بالفناء قصيدتي

و يعود ممتطيا رحيلك

يكنس الدنيا و يمضي حاملا وطني

كابصا تودع اهلها

عبر القطارات السريعة

ربما كانت تجهز للرحيل خرابها

او ربما كانت تعد وليمة لقتيلها

لربيعها المسفوك بالعربات

او حفنة من طينها المذبوح بين جنائز الموتى

سيدركني الظلام بعزلتي

و ينام كالكلب اليتيم بلا عواء

يمتص في شغف تفاصيل المدينة

مدركا ان السواد ربيعنا

و رصيفنا للفجر و الطعنات

جمع اذا صدف الحقيقة و اغترف من جرحنا

بعض الهدايا و انتبه للساعة السفلى

تخيط عقارب الفسفاط من دمنا

تودع صبية يستنشقون نهاية الدنيا

و يمتدحون اروقة المقابر كلما

لمحو نبيا يمتطي سور المناجم كي يرمم جرحه الدامي

يضمد بالمساء خرائط العشاق

يرنو للنوافذ و الاسرة

و المخدة و الجنود العائدين لموتهم

يمضي..يقلب كوخنا

يكتض بامراة

تودع بالمساء خيالها لمدينة اخرى

تجفف ثوبها المرقون بالصحف التعيسة و المملة

تشتهي وجعا يجسد صمتها

بين الفنادق و الخنادق و البيادق

كلما سرق الصباح من الجبين الى الجبين...

.....امشي و ظلي ينحت الدنيا

يراود وجهها

يغتالني عطر المقاهي

و المواعيد المليئة بالفراق

يمتصني جرح الكنائس

حين تفتح بابها

يمتصني نبض المساجد

حين ترسل بالبريد خرابها

يمتصني..صوت المواخير العتيقة

جرحنا..

لغز البكارة

صوت فيروز القتيلة بالشتات

يمتصني..شرف الشوارع

جثتي في كف راقصة تطارد لذة الشعراء

تذرف في حنايا الروح حنتها

تمشط ليلنا بالمشط و الدنس الرفيع

تكتض بالمدن الفقيرة

ترسم الاوطان في جسد الحكاية

يرقص الترحال فيها

تنتشي بالسندل الاتي

باروقة الجنائز...

تنتشي..بالنعش في كف الامومة

بالصراخ و بالنشيد

تراقب الدمع المجهز للنواح

تراقب الدنيا..

فتهمس للنجوم تمهلي

كابصا هنا..تكتض بالشرفات

و باللغة الفقيرة

فارتفع...كن نجمة

في كفها

كن جمرة..تكتض بالحطب

المهندس للولادة

كن وليدا و ارتفع

و اطلق صراخك عاليا

ثم ارتفع

و انفض خرابك صوبها...

وار...

و ارتسم في ليلها

انت المتيم بالشوارع

و البنوك المغلقة

انت المتيم بالزوال

انت المتيم بالصراخ و بالقتال بلا هدف

فانفض جراحك و انصرف

و انفض ربيعك و انصرف

و ان..........

كابصا هناك

نبض يغوص بدربنا

و الدرب لغم من صدف

جمع اذا صدف الحقيقة و اغترف

من جرحنا بعض الهدايا و انتبه

كل المدينة رحلت

مدت لنا وطنا و غابت بالخرائط ترتدي وجه الجنوب

تخيط بكارة التاريخ بالابر الكليلة

بالرحيل الى كمائنهم

تلمع فجرنا بالتبغ

و الامل المرصع بالزوال

نزف الجنوب بياضها

و تمدنت فينا الخيام

نزف المسافر في دمي

و تفرقت لغتي

بين الحقائب و ارتفعنا...

نصطلي برحيلهم