عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2017, 02:00 PM
المشاركة 102
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقال صحفي يحلل اسباب اندلاع ثورات الربيع العربي ...والحالة المغربية :

حراك الريف: أبعد من طحن الأجساد
عن القدس الغربي
صبحي الحديدي
[1]
ليس من صواب التحليل، الاجتماعي أولاً، ثمّ السياسي والحقوقي، أن يفصل المرء الحراك الشعبي في منطقة الريف المغربية عن شبكة المؤثرات المترابطة التي كانت وراء انطلاقته، واستمراره في زخم عريض وحيوي؛ سواء على الصعيد المحلي، في مدينة الحسيمة وجوارها، وأرجاء الريف الأمازيغي عموماً؛ أو على الصعيد الوطني المغربي، الذي شهد تضامناً شعبياً واسعاً مع الحراك، في معظم المدن الرئيسية؛ أو، أخيراً، على الصعيد العربي، وضمن سياق التطورات التي أعقبت موجات ما يُسمّى بـ»الربيع العربي».
ولعلها ليست محض مفارقة مأساوية، ودامية، أن يتشابه احتراق جسد محمد البوعزيزي، بائع الخضار والفواكه الفقير، في سيدي بوزيد التونسية؛ مع طحن جسد محسن فكري، الصياد الفقير في ميناء الحسيمة المغربي. ذلك لأنّ الفقر، مقترناً بانتهاك الكرامة على يد ممثلي السلطة في تونس والمغرب، كان المحرّك الأوّل خلف المشهدين؛ ومن هنا كانت الشرارة التي ستتكفل باندلاع اللهيب الشعبي.
صحيح، في المقابل، أنّ مطالب الحراك الشعبي في الريف المغربي لم تتبلور حول أيّ من شعارات تغيير النظام جوهرياً، وبدأت وما تزال تتواصل حول مطالب «جامعة، ومستشفى، وشغل»، فضلاً عن إحقاق حقوق شتى اقتصادية واجتماعية ومعيشية وخدمية؛ إلا أنّ أيّ عاقل لا يتجاسر على فصل ما شهدته مناطق الريف، بعد طحن جسد الصياد الفقير، عن الحراك الجنيني الذي اجتاح المغرب في 20 شباط (فبراير) 2011، وكانت مطالبه أوسع نطاقاً من كلّ مطلب محلي ضيّق، لأنها في الجوهر تناغمت مع ما كانت الشوارع الشعبية العربية تشهده في تونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين وسوريا.
في المستوى الثاني من شبكة المؤثرات المترابطة، كانت الحسيمة تردد أصداء حاجات شعبية عابرة لمنطقة الريف، لأنها ببساطة كانت تشمل المغرب بأسره، وتخصّ سياسات اقتصادية واجتماعية وطنية الإطار، جامعة للبلد بأسره، في المدن كما في الأرياف، ومن بطاح الصحراء إلى ذرى الأطلس. ولم يكن غريباً، في هذا، أن تتضمن وثيقة مطالب الحراك الشعبي، التي قُدّمت إلى سكان الريف والسلطات في 5 آذار (مارس) الماضي، جملة مطالب لا تقتصر على الريف وحده، وتشير مباشرة إلى حركة 20 فبراير 2011.
وحتى حين تطالب الوثيقة برفع الملاحقات عن مزارعي القنب الهندي، بوصفه نشاطاً زراعياً رئيسياً يكفل لقمة العيش الوحيدة للآلاف، أو معاقبة كل مجموعات الضغط المتورطة في الاختلالات التي يعرفها قطاع الصيد البحري، أو استغلال مؤهلات المنطقة الفلاحية لتحقيق اكتفاء ذاتي غذائي»؛ فإنّ هذه المطالب كانت تحيل إلى معضلات وطنية مغربية أوسع، نجمت أساساً عن اشتراطات صندوق النقد الدولي واتفاقيات «سيرورة برشلونة» مع الاتحاد الأوروبي، مطلع التسعينيات، حيث فُرضت على المغرب سلّة إجراءات مجحفة في «لَبرلَة» الاقتصاد وخيارات الاستيراد والتصدير وتنظيم الاستثمار.
وفي المستوى الثالث من شبكة المؤثرات المترابطة، ثمة عجز القوى السياسية المحلية، والتنظيمات الحزبية ذات الحضور الجماهيري، عن استضافة هذه المطالب المحقة، أو احتضان الحراك الشعبي وتطوير شعاراته على نحو يكفل التضامن الشعبي الوطني الأوسع والأعلى فاعلية وجدوى. وكما جرى في مواقع أخرى لهذا «الربيع العربي»، اقتصر حضور تلك القوى على ملاقاة السطح وليس التوغل في الأعماق (وهذا ما يصحّ أن توصف به مواقف حزبَيْ «العدل والإحسان» و»الاصالة والمعاصرة» في المغرب)؛ إما لاعتبارات تتصل بواقع التحالفات مع «السلطة المخزنية»، وفق الاصطلاح المغربي العريق، أو لاعتبارات أخرى عقائدية وإقليمية قاصرة عن استيعاب دلالات الحراك الشعبي في الأصل.
هذه ثلاثة، فقط، من مستويات أخرى تحكم المشهد الراهن في الحسيمة وجوارها؛ إذا جاز للمرء أن يؤجل النظر في حقائق الريف التاريخية والاجتماعية والثقافية الأخرى، وأبرزها أنه موطن التمرد والاحتجاج والعصيان، ليس ضدّ السلطات المركزية وحدها، وليس لأنّ صياداً فقيراً طُحن جسده علانية، على مرأى ومسمع أبناء الريف.

حراك الريف: أبعد من طحن الأجساد
صبحي حديدي

#2 Comment By حميد المغرب On Aug 12, 2017 @ 10:29 pm

تصحيح: العدل والإحسان هي جماعة محظورة وليست حزبا، وأكيد أن الكاتب يقصد حزب العدالة والتنمية.

#3 Comment By أسامة حميد-المغرب On Aug 13, 2017 @ 12:49 am

” (وهذا ما يصحّ أن توصف به مواقف حزبَيْ «العدل والإحسان» و»الاصالة والمعاصرة» في المغرب)”
المقصود طبعا هو حزب العدالة و التنمية وليس العدل والإحسان.

#4 Comment By يوسف المقري On Aug 13, 2017 @ 1:20 am

من الموضوعية أن نجزم أن تعثر المسار الديموقراطي والمجال الحقوقي في المغرب مرده لعوامل ذاتية ولا يمكن بأي حال أن ندعي أن المحيط الإقليمي أو عوامل “جيوسياسية” حرفت المسار عن منحاه المنشود، فالدولة العميقة ومن ورائها المؤسسة الملكية وبتواطؤ غير معلن مع نخب سياسية منبطحة كانت ولازالت السبب الرئيس والعامل الأهم في عدم تحقيق انتقال ديموقراطي وتنمية اقتصادية، متى تأملنا التجربة التركية خلال العقدين الفارطين تبين لنا أن الحكومات المنتخبة والتيالتي تمتلك شرعية إذا استندت لدعم وإرادة شعبية في التغيير الجاد تحقق المراد، تركيا لا تمتلك حقول غاز طبيعي ولا آبار نفط لكنها استطاعت بناء أقوى اقتصاد في المنطقة رغم إغلاق الإتحاد الأوروبي الباب في وجه طلبها للعضوية. تركيا أضحت اليوم تفرض احترامها حتى على القوى العظمى، تعامل روسيا والولايات المتحدة بندية. فبدل الإقتداء بالتجارب الناجحة، نجد الطابور الخامس في بلدي المغرب لا يفتئون يذكروننا في كل لحظة وحين بما آلت إليه الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا ولسان حالهم يقول:” إن الأعور بين العمي سلطان!” مشكلتنا في المغرب كما في أوطان أخرى فاوض الشعب الحاكم على حقوقه وكأنه يرجو صدقة وقبلنا أنصاف الحلول، فبقينا كما يقول المثل المغربي الشائع:”كزوجة المنحوس لا هي طالق ولا هي عروس″. صرح منذ يومين وزير العدل السابق السيد مصطفى الرميد بقوله:” لسنا بلدا ديموقراطيا ولكن لسنا تحت حكم استبدادي” !!؟

#5 Comment By Dinars On Aug 13, 2017 @ 5:41 am

” لا تسقني ماء الحياة بذلة بل بالعز اسقني كأس الحنظل ” .
السيد مستَعبد لأطماعه ولجشعه وقد أحاط بنفسه كل مفاصل الإقتصاد التي تدر عليه الأموال الطائلة فالنقل والإعلام والإتصالات والتأمينات والمناجم والصحراء الغربية وما تدر ومزارع النعام وغيرها.
هذا صنف من الإستعباد وقد استعبد واستعبد ثالوث ليس يسري عليه تطبيقه إنما على من هم دون فـ الله الملك الوطن بها يضرب كل قُن خرج عن طوع سيده.
أما الله فكل حر في اعتقاده.
وأما الملك فهو عبد مثل العباد.
وأما الوطن فحبه تحصيل حاصل وليس للملك أو غير من تجار الوطنية أن يزايدوا على ذلك.
أما الصنف الآخر من الإستعباد من أجل فُتات الذي به ، الفُتات، قد باع نفسه ليكرس استعباد سيده له ولبني جلدته.
أما عن الحسيمة فهي لم تحسم أمرها واكتفت بأن تبعث برسالة إلى العقل الباطن الذي يريد التحرر ولم يجد بدا من ذلك لأن صاحبه سوف يثور يوما على نفسه أولا ثم من أجل الحرية.
والطمع هو سبب كل بلاء.

#6 Comment By أحمد السنوسي On Aug 13, 2017 @ 6:17 am

القوى السياسية والتنظيمات الحزبية لم تعجز فحسب عن احتضان الحراك الشعبي بالريف بل وشاركت في مؤامرة تخوين زعماء هذا الحراك حين أعلنت الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة في أول رد فعل لها أن الإنتفاضة لها نزعة انفصالية في محاولة لنزع أي مشروعية عن مطالب الحراك فيما التزمت أحزاب ما يسمى بالمعارضة بالصمت المريب، مواقف مخزية كان من الممكن أن تشعل فتنة نزاع إثني. خذلان القوى السياسية للإنتفاضة السلمية شجع الدولة العميقة على تبني المقاربة الأمنية والزج بعشرات الشباب ظلما في السجون، استراتيجية لم تهدف منها الدولة العميقة قمع الحراك فقط ولكن أيضا إرسال رسائل مشفرة لكل الشباب الرافض للخنوع أن يختار بين التهميش و”الحكرة” أو السجن والإذلال. إنبطاح النخب السياسية لم يشفع لها لدى الملك، حيث لم يتردد في اتهامها بالتسبب في تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في المملكة وأعلن الملك صراحة عن عدم ثقته بها في خطابه الأخير!!!

#7 Comment By ابو اية On Aug 13, 2017 @ 7:04 am

سيدي الكريم ظني بك اردت الاشارة الى الحزب الاسلامي الاخواني العدالة والتنمية الحاكم وليس الجماعة المعارضة التي كانت ضمن القوي الرئيسية في حراك 20 فبراير,العدل والاحسان ولازال المغرب يحاصرها حتى الان

#8 Comment By سامح //الأردن On Aug 13, 2017 @ 7:23 am

*كان الله في عون الشعوب(العربية ) المنكوبة
من المحيط الى الخليج.
حسبنا الله ونعم الوكيل
في كل حاكم ظالم فاسد جاهل.
سلام

#9 Comment By محمد حاج On Aug 13, 2017 @ 8:40 am

كيف ستتصرف الأجيال الحالية وهي تتعلم في المدارس نقيض ما تلامسه على أرض الواقع ؟
مادة التاريخ أو الاجتماعيات تتنحدث عن العدل والمساواة والديمقراطية وحب المواطن واعطاء كل ذي حق حقه ، وأن العرب وحدة واحدة ضد الأعداء ، وأن الأقصى هدفهم جميعا ، وأن الرئيس يعمل ليلا ونهارا لخدمة الشعب ، وأن الفاسد مآله إلى السجن لنيل عقابه الرادع !.