عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2010, 12:45 AM
المشاركة 20
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني
  • غير موجود
افتراضي
قراءة في قصيدة الشاعر عمر ابو غريبة " الصورة النازفة"

لا شك أن هذه القصيدة نازفه وتعبر اصدق تعبير عن الصورة التي يخبرنا الشاعر أنها كانت سبب كتابته للقصيدة وهي صورة طفل جريح على شفا الموت وألام ترمي بجسدها عليه تحاول أن تفتديه بنفسها.
فقد تمكن الشاعر من وضع نفسه مرة مكان الأم ليعبر بحرقة ومرارة عما يجول في خاطرها ومرة أخرى بلسان الابن المسجى على اللوح ينزف كما العراق النازف.

وقوة القصيدة تأتي من أنها تمكنت من تجسيد جزئية بسيطة من الألم في الصورة الكبيرة وهي التي تتكرر في كل موقع هناك حيث القتل الوحشي من الذئاب المفترسة ماكنيات القتل يمارس كهواية والخيانة بطولة والغفلة صحوة فكان الدم انهارا وكان الدمع طوفانا أما الألم والخوف والحسرة فلا حدود جغرافية لها كما هي خيانة من خانوا أولئك خدم المحتل وكما هي وحشية المحتل.

في مطلع القصيدة نجد الشاعر يتحدث على لسان الأم الثكلى التي تنحني على ابنها الجريح لا بل المثخن بالجراح ينزف دما قانيا فتقول وهي تستشعر موته ...أهذا أنت أي بني الذي ينظر في وجهي أم هو الموت الذي يطل من عينيك؟ تلك العيون التي كانت منذ لحظات لامعة وتضج فيهما حياة صاخبة لكنني أرى بأن ذلك البريق قد اخذ يخبو، فهو الموت إذا؟!.
وبحسرة الأم الثكلى تنحني تلك الأم على ما تبقى من جسد ابنها النازف فتقول له وهي تنزف بدورها ألما ودموعا وخوفا على فلذة كبدها، أنا ها هنا يا قرة العين إلى جانبك فلا تخاف الموت ولا تخشاه ولا تصرخ بملء فمك، وتشبث يا فلذة كبدي بأهدابي الغارقة من شدة الدموع فانا لا احتمل بعدك عني وأخاف عليك البعد والنأي.

وهذه من الصور الجميلة جدا في القصيدة فها هو الشاعر يشبه الطفل بمن هو على وشك الغرق ولكن في دمه، وها هي الأم تدعوه ليتشبث بأهدابها التي هي بدورها غريقة ولكن في بحر من الدموع والصورة كناية عن شدة الألم والحزن على الابن الجريح النازف الذي يوشك على الموت.

يتبع،،
أستاذي الأديب الفذ ايوب صابر
لقد نثرت الجزء الأول من القصيدة نثرا بليغا وكشفت ببراعة خفاياه كانك كنت شاهدا على نظمه حاضرا كتابته.الأهداب الغريقة !نعم لقد خشيت ان لا يتضح مرادي بدون وصف صريح لللشهيد بأنه غريق وسررت باصطيادك البارع لهذه الصورة.
لا اخفي تشوقي ولهفتي لمعرفة رايك الثري في باقي القصيدة
مودتي وتقديري
سيدي