الموتُ يتجزأُ بلا نهاية
يحصدُ أزهار الربيعِ
وينتهي الأنينُ لاهثاً
يصيدُ المسافة
الشتاءُ مضْني
والانتظارُ خلفَ نوافذِ القهرِ عارٌ
تعدو أسْنانا يائسةً
تسلبُ أفواهنا لذة الطعامِ
ننامُ هناكَ وكلنا حنين
نحلمُ بكأسٍ و شفافٍ تشبهُ أرواحنا
نطوفُ حولَ الشمسِ جائعين
ونطرقُ أبوابَ الفجرِ
ونرددُ اللهُ أكبر فيتساقط المطرُ
على عشبِ رُبانا
تجوعُ بنا الآهاتُ فنكبِّر
وندثّرُ أغانينا العطاش برهةً
حتى يكبر فينا التهليلْ
وينطقُ فينا صبرنا الطويلْ
الريحُ على شرفاتنا تهوي
ونحن مازلنا حفاةً نصلي
لن تخذلنا صلواتنا ولن تضيعَ أكفّنا
وهي تبعثُ فينا اليقين
بأننا وقفنا ولم نكن عاجزين
قرأنا الحروف الغامضة من حولنا
نهجِّيها ، نرتلها، نصلبها على أعمدة الأفول
فتهربُ العاصفةُ بفوضاها
ويختنقُ صوت النهيقْ
وتتعرى الأبواقُ من صداها
ويحترقُ على لهيبِ الحريةِ كل جائرٍ
يصومُ الشجرُ
والنهرُ والوترُ
وتنعي الأرضُ اليابساتُ
موتَ الصمتِ وتشيع فيهم جثمان الذهول
ياسمين الشام