الموضوع: الأدب الأرمني
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2010, 02:53 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الأدب الأرمني
أغنية المنشد الجورجي
في أيلول 1926 عدت من أوروبا إلى الوطن.
غادر القطار مدينة باطوم و انطلق بحذاء سواحل البحر الأسود الخلابة.
جلست عند النافذة اتابع بفضول مناظر الطبيعة وهي تمر من امامي .كل شيء كان يقر العين .هاهي ذرا الجبال متوجةبالثلج ...كم من الحنين يعتريني إلى وطني الحبيب ، حدتني رغبة إلى ان ان أحصي قمم الجبال صغيرها و كبيرها ،حزمت امري و لكنها كانت تندغم بالأفق و تتلاشى.
رأيت الأشجار الصفراء-الخضراء و الأنهار اللامعة تجري بسرعة صوب البحر.
و بلمح البصر تظهر و تختفي أمامي ملامح الأبنية الجاري إنشاؤها.
أصخت السمع لأحاديث الركاب المرحة، فميزت اللغة الجورجية الزاخرة بما يناجي روحي .أسفت لعدم فهمي لها .و لمت نفسي طويلا على عدم دراستي لها. ثمة صداقة طويلة تمتد عبر الدهر تجمع بين شعبينا.
انغمست في الذكريات ،ورحت احصي في سريرتي من تعرفتهم في حياتي من الجورجيين .
استحضرت في مخيلتي كلا منهم على انفراد .وحاولت ان أتذكر أين و متى التقيتهم.
جالت في ذاكرتي وجوه كثيرة.....
وجال في بالي ما قرأت من كتب عن جورجيا ، و تذكرت مؤلفات الكتاب الجورجيين ،فرسمت مخيلتي صورة ميراني براتاشفيلي* المتوقد، و تعالى في مسامعي هدير عقبان قصائد واجا بشاويلا* و امتلأ صدري بأنفاس روايات كازييك*.
و استيقظت في نفسي أنغام الأناشيد الشعبية الجورجية . كنت أعرف في صباي حين كنت أجوب طريق جورجيا العسكري الشهير .
بعدان اجتزنا مضيق سورام الجبلي ،دلف عربة القطار منشد أعمى يحمل على كتفه سارزا* طويلا يذكر بجعبة سهام ابطال روستافيلي.
خفق قلبي .. كم مر من الوقت و لم أسمع أنغام الساز او أرى منشدا جورجيا!
كان برفقة المنشد صبي . اجلسهما الركاب و تناول المنشد سازه،فدوزنه و بدأ يعزف . و أنشد بشعور عميق ،بكل جوارحه . رجوت احد الركاب أن يترجم لي كلمات الاغنية . هاهي ذي :
تعيس انا يا جورجيا يا وطني ساكارتويلو*
لانني لا ابصر وجهك الفريد
يقولون ان سماءك بحيرة فيروز في جبالنا الشاهقة
نحن الآن في الخريف و غاباتك ترتدي
حللا ذهبية
مسالكها نثار من ذهب
و الظباءتعدو في مسالك التبر مسالك ساكرتويلو الجميلة
أنا أسمع ضحكك الهانىء يا ساكارتويلو الحرة.
أسمع اناشيدك المستبشرة على شفاه أبناءك
فقد حطم لينين-المحرر السلاسل التي
قيدك بها القيصر.
لقد أينعت و ازدهرت حبيبتي ساكارتويلو
بساتينك تزهر و دنانك مترعة بالنبيذ
مناحلك ملأى بالشهد المعطر يا ساكارتويلو
السعيدة
أخالك يا ساكارتويلو العريقة
صنديدا شابا يعتلي حوادا احمر
في يده سيف من النار و يبرق أحمر
فمن يتجاسر عبى خبزك
و حريتك يا ساكارتويلو الجسورة

تأثرت بالأغنية تاثرا بالغا .
وما زلت حتى الان ،حين أتذكر هذه النشودة الحماسية ، أشعر بالانفعال الذي انتابني آنذاك حين أصغيت كيف كانت تنهمر هذه الأغنية من اعماق روح المنشد الشعبي

*الساز: آلة موسيقية
*ساكارتويلو:جورجيا باللغة الجورجية*
ميراني براتاشفيلي ،واجا بشاويلا،كازييك : ادباء من جمهورية جورجيا
*القصة هذه مكتوبة في بداية عهد الثورة البلشفية و هذا واضح من تمجيد لينين قائد الثورة

ترجمة موفق الدليمي
مجموعة : حكايات العم اوهان
الكاتب الأرمني : افيتيك اساهاكيان