عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2011, 09:34 PM
المشاركة 538
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقبل بن هادي الوادعي

وقد ولد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في "دماج" بصعدة، في منتصف القرن الرابع عشر الهجري،

وتوفي والده وهو صغير، كما توفيت والدته قبل بلوغه، فنشأ يتيما!

ترعرع الشيخ في رعاية أخوات له، ودخل الكتاب وعمره ثمان سنوات، فتعلم الكتابة والقراءة وحفظ نصف القرآن، ثم التحق بجامع الهادي ليواصل طلبه للعلم لكنه لم يستطع إكمال مشواره هناك نظرا للحاجة، فترك التعليم وانصرف إلى الزراعة وعمره حين إذن اثنا عشر عاما.
وقد أخذ الشيخ عن مجدالدين المؤيدي ولازمه حينا، كما أخذ عن يحيى بن عبدالله راوية.. واستفاد في علوم اللغة والنحو، واطلع على المذهب الهادوي.
وعقب قيام الجمهورية (1962م) غادر اليمن إلى نجران بغية طلب العلم على المراجع الشيعية هناك، ومكث فيها عامين لينتقل فيما بعد إلى مكة، وهناك عمل وقراء كتبا نصحه بها أحد الوعاظ، كان منها صحيح البخاري وبلوغ المرام وكتاب التوحيد. ومع عمله إلا أن الشيخ التحق بمعهد الحرم، ودرس فيه فترة من الزمن.. وحصل على الشهادتين المتوسطة والثانوية.
تردد الشيخ بين اليمن وبلاد الحرمين، ووجد من أهل بلدته حربا لما لمسوا تغير مذهبه وميوله إلى السنة، وضيق عليه حتى ألزم بالدراسة في جامع الهادي بصعدة لإزالة شبه (الوهابية) منه –برأيهم!
التحق الشيخ في دراسته الجامعية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهناك انتظم في دراسته بكلية الدعوة وأصول الدين وانتسب إلى كلية الشريعة فحصل على شهادتين، واهتم في قراءته واطلاعه بعلم الحديث، وانصرف عن الخلطة مفضلا التحصيل والدراسة. وعقب الحصول على البكالوريوس من الكليتين في 1394هـ و1395هـ -على التوالي- سجل في الدراسات العليا، وأنهى تحقيق كتابي "الإلزامات والتتبع" للدارقطني ليحصل على درجة الماجستير بجدارة.
وتلقى الشيخ العلم على الشيخ محمد الأمين المصري، وحماد الأنصاري، ومحمود المصري، كما كان يحضر للشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني وسماحة الإمام عبدالعزيز بن باز والعلامة محمد الأمين الشنقيطي دروسهم ويسألهم في بعض المسائل.
وقد عاد الشيخ مقبل إلى اليمن على إثر حادثة الحرم عام 1400هـ، ليستقر في دماج وينطلق بدعوته السنية إلى آفاق اليمن، مشعلا جذوة من الحركة العلمية والدعوة السلفية التي لم تقف حيث وقف الشيخ في اجتهاده، وإنما أخذت بالمنهج السني الذي نبه إليه الشيخ والفهم السلفي الذي صدر منه في دعوته.
وفي دماج أسس الشيخ "دار الحديث" لتكون مركزا ومنطلقا لدعوته، وهناك بدأ استقباله للراغبين في طلب العلم، وانتشر صيتها في أنحاء اليمن، حيث درس الشيخ فيها العقيدة والفقه والحديث واللغة، وكانت الدراسة تعقد في المسجد كما جرت به العادة، مع توفير السكن والغذاء للطلاب، وبلغ الإقبال إليها من الدول العربية، ومؤخرا من الدول الإسلامية والغربية عموما.
وتخرجمن هذه الدار طلبة علم ودعاة كثر، انطلقوا بعدها في بقية قرى اليمن ومدنها ينشئون المراكز العلمية والحلقات والدروس في المساجد، منهم من تقيد بطريقة شيخه في الإلقاء والتدريس، ومنهم من مارس دوره في التدريس والدعوة من خلال رؤيته الخاصة، وباستقلالية –أحياناً- عن منهج الشيخ في التعاطي مع القضايا والحكم على الآخرين، والقلة القليلة هم الذين طلبوا العلم بصورة منهجية بعيدة عن التعصب والتقليد وأحادية التلقي.
وكان من أبرز العلوم التي عنيت بها الدار علم المصطلح والجرح والتعديل بشكل خاص، ويؤخذ عليها إغفالها الاهتمام الدقيق بعلوم الفقه والأصول والتفسير والسيرة وعلوم دراية الحديث، وكذلك إغفالها جوانب التربية والأخلاق وتحسين العادات السلوكية، وتقليلها للدراسة النظامية، وانقطاعها عن الاطلاع على العلوم والمعارف الأخرى والاستفادة من الأساليب والتقنيات العصرية. ولعل السبب في ذلك كان يعود إلى طبيعة البيئة التي نشأت فيها الدار وشخصية الشيخ –رحمه الله- التي تفردت في إدارة الدار ورسم معالمها!
موروثه ووفاته رحمه الله تعالى:
خلف الشيخ مقبل بن هادي الوادعي وراءه عددا من الكتب والرسائل التي ألفها طيلة بقاءه في دماج، بالإضافة إلى رسالتيه العلميتين في الماجستير والدكتوراه.
فمن مؤلفاته:
- الطليعة في الرد على غلاة الشيعة.
- تحريم الخضاببالسواد.
- شرعية الصلاة في النعال.
- الصحيح المسند من أسباب النزول.
- حول القبة المبنية على قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم.
- الشفاعة.
- رياض الجنة في الرد على أعداء السنة.
- الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.
- السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة.
- المخرج من الفتنة.
- الإلحاد الخميني في أرض الحرمين.
- قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد.
- إجابة السائل عن أهم المسائل.
- أحاديث معلة ظاهرها الصحة.
- تحفةالشاب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني.
- غارة الفصل علىالمعتدين على كتب العلل.
- إيضاح المقال في أسباب الزلزال.
- إعلان النكيرعلى أصحاب عيد الغدير.
- صعفة الزلزال لنسف أباطيل أهل الرفض والاعتزال.
وهناك غيرها من المؤلفات، والكثير الكثير من الأشرطة السمعية.
ولم تأت المنية الشيخ إلا بعد أن بلغت شهرته الآفاق وجرى ثناؤه على العلماء والدعاة، وكانت وفاته رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته مع غروب شمس يوم السبت 30 ربيع الآخر من عام 1422هـ، في مدينة جدة بعدرحلة علاجية دامت أكثر من سنة.
وقد رثى الشيخ مقبل عند وفاته عدد من العلماء وطلبة العلم، ومن ذلك قصيدة للشيخ محمد الصادق مغلس التي وسمها بـ"توديع الوادعي والتوعية لمن يعي"، وقال في مطلعها:
عدَتكَ الشماتة يا مُقبلُ ولا يشمت الملأ الكملُ
وورد الردى قدر في الورى وكأس الأخير هو الأولُ
أشاعوا رحيلك قبل الرحيل فهل إن رحلت فلن يرحلوا؟
بكتك العلوم علوم الحديث وعالي الأسانيد والأسفلُ
وصلَّت عليك ربوع الصلاة وودياننا وكذا الأجبلُ
ففيها نشرت عبير الهدى بقول النبي وما يفعلُ
وأحييت سنة خير الورى فلقَّاك ذو العرش ما تأملُ