عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1113
 
بختي ضيف الله
من آل منابر ثقافية

بختي ضيف الله is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
118

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة

رقم العضوية
16456
12-28-2020, 11:30 PM
المشاركة 1
12-28-2020, 11:30 PM
المشاركة 1
افتراضي قصة قصيرة: مفاتيح و أبواب المدينة القديمة (2)
...ألح عليه ابنه الرسام بالأسئلة، كعادته:
-أبي.. أليست فلسطين أرضنا؟ لماذا لا نعود إليها؟
-بلي، يا بنيّ.. هي أرضنا..سنعود إليها قريبا ..إن شاء الله..
حاول ابنه أن يدفن غيظه، كنار ملتهبة، بين ضلوعه، ويحاصر دموعه بكبريائه، ثم واصل رحلته مع الألوان المسلية، وأطلق عنانه إلى أبعد نقطة في الأرض المباركة. في لوحته الزيتية الكبيرة؛ الجد بكوفيته جالس على كرسه الحجري عند باب البيت، على يمينه الجدة تحمل عكازه بيدها اليمنى، كأنها تنتظر لحظة قيامه لتعطيه له، وعلى يساره ابنته بفستانها المطرز الجميل، مبتسمة، تصب القهوة، فرسه البيضاء كأنها في حالة استنفار، يلعب صغيرها بجانبها كأنه منتش بعد انتصار، و قطيع من الأغنام على بساط عشبي ممدود على طول النظر، تتلاحم أشجار الزيتون كجسم واحد لا تقوى عليها الريح العاتية حين تريد لها غيابا.
تأمل في لوحة ابنه التي بها أصل الحكاية، ثم راح يتلمس أزرار مذياعه القديم، لعله يسمع خبرا سارا أو نشيدا حماسيا يرفعه من حضيض؛ يعود به (أبو عرب) إلى توتة الدار، وإلى الأرض الذي ربّت الآباء والأعمام والأخوال، فسالت دموعه على خده في هدوء. أخفاها بكمه المغبر عن ابنه. ...
......يتبعنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الكلمةُ الطيّبةُ صَدقَة