عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2020, 12:31 PM
المشاركة 2995
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَضَلُّ مِنْ قَارِظِ عَنَزَةٍ ....

هو يذكر بن عنزة ، واقتصَّ ابنُ الأعرابي حديثه فذكر
أن بسببه كان خروج قُضَاعة من مكة ، وذلك أن جزيمة
ابن مالك بن نَهْد هَوِيَ فاطمة بنت يذكر بن عنزة ، فطرد
عنها ، فخرج ذاتَ يوم هو وأبوها يذكر يطلبان القَرَظَ ،
فمرّا بقليب فيه مُعَسَّلُ النَّحْلِ ، فتَقَارَعَا للنزول فيه ، فوقعت
القرعة على يذكر ، فنزل واجْتَنَى العَسَلَ حتى رفع منه
حاجته ، ثم قال : أَخْرِجْنِي ، فقال جزيمة : لا أخرجك أو
تُزَوِّجُنِي فاطمة ، فقال : أما وأنا على هذه الحالة فلا ، ولكن
ولكن أخرجني ثم اخطبها فإني أزوجكها ، فأبى وتركه ومضى،
فلما انصرف إلى الحي سألوه عنه فقال : أخذ طريقًا وأخذت
أخرى ، فلم يقبلوا منه ، ثم سمعوه يترنم بهذا الشعر :

فَتَاةٌ كأنَّ فُتَاتَ العَبِيرِ
بِفِيهَا يُعَلُّ بِهِ الزَّنْجَبِيلْ

قَتَلْتُ أبَاهَا عَلَى حُبِّها
فيَمْنَعنِي نَيْلَهَا أَوْ تُنِيْلْ

فاتهموه وأرادوا قتله ، فمنعه قومُهُ ، فاحتربت بكر وقُضَاعَةُ
بسببه ، فكان أول سبب لتفرقهم عن تهامة ، فلما أخذوا
يتفرقون قيل لجزيمة : إن فاطمة قد ذُهِبَ بها فلا سبيل
إليها ، فقال : أما ما دامت حية فإني أطمع فيها ، وقال
في ذلك :

إذَا الجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّريَّا
ظَنَنْتُ بِآلِ فَاطِمَةَ الظُّنُونَا

وَأَعرِضُ دُونَ ذَلِكَ مِنْ هُمُومِي
هُمُومٌ تُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا


قال أبو الندى : أي إذا كان الصيفُ ورجع الناسُ إلى
المياه ظننت بها على أيّ المياه هي ، فهذا هو حديث
أحد القارظين .
وأما القارظ الثاني فليس له حديث ، غير أنه فُقِدَ في
طلب القَرَظِ ، واسمه* هميم ، وقد ذكرت بعض هذا في
حرف الحاء .

*في القاموس أن اسمه " عامر بن رهم " وفي الصحاح
أنه " المنخل "