عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2020, 07:12 AM
المشاركة 2993
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

.... أَضَلُّ مِنْ مَوْؤُودَةٍ ....


هي اسم كان يقع على مَنْ كانت العربُ تدفنها حَيَّةً
من بناتها ، قال حمزة : واشتقاق ذلك من قولهم
" قد آدَهَا بالتّراب " أي أثْقَلَها به ، ويقولون : آدَتْه
العلَّة ، ويقول الرجلُ للرجل : اتَّئِدْ ، أي تثبت في
أمرك .
قلت : هذا حكم فيه خلل ، وذلك أن قوله اشتقاق
الموؤودة من آدها بالتراب لا يستقيم ، لأن الأول من
المعتل الفاء ، والثاني من المعتل العين ، تقول من
الأول : وأد يَئِد وَأْدًا ، ومن الثاني آد يؤد أودًا ،
اللهم إلا أن يجعل من المقلوب ، ولا أعلم أحداً حكم به .
قال حمزة : وذكر الهيثم بن عدي أن الوأد كان مستعملًا
في قبائل العرب قاطبة ، وكان يستعمله واحد ويتركه
عشرة ، فجاء الإسلام وقد قلَّ ذلك فيها إلا من بني تميم
فإنه تزايد فيهم ذلك قبل الإسلام ، وكان السبب في
ذلك أنهم كانوا منعوا الملك ضَرِيبته ، وهي الإتاوة التي
كانت عليهم ، فجرَّدَ إليهم النعمانُ أخاه الريان مع دَوْسَر ،
ودوسر : إحدى كتائبه ، وكان أكثر رجالها من بكر بن
وائل ، فاستاق نَعَمَهم وَسَبَى ذراريهم ، وفي ذلك يقول
أبو المشمرج اليشكري :

لما رَأوا رَايَةَ النُّعمانِ مُقْبِلَةً
قالُوا ألا لَيْتَ أَدْنَى دَارِنَا عَدَنُ

يا لَيتَ أُمَّ تميمٍ لمْ تَكُنْ عَرَفَتْ
مُرًّا وكانَتْ كمنْ أَوْدَى بِهِ الزَّمَنُ

إنْ تَقْتُلُونا فَأَعْيَارٌ مُجَدَّعَةٌ
أو تُنْعِمُوا فَقَدِيمًا مِنْكُمُ المِنَنُ


فوفدت وفود بني تميم على النعمان بن المنذر وكَلَّموه
في الذَّرَارِي ، فحكم النعمان بأن يجعل الخيار في ذلك
إلى النساء ، فأية امرأة اختارت زوجها رُدَّتْ عليه ،
فاختلفن في الخيار ، وكان فيهنَّ بنت لقيس بن عاصم
فاختارت سابيَهَا على زوجها ، فَنَذَرَ قيس بن عاصم
أن يدسَّ كلّ بنتٍ تولَدُ له في التّراب ، فَوَأَدَ بِضْعَ عَشْرَةَ
بنتًا ، وبصنيع قيس بن عاصم وإحيائه هذه السُّنَّةَ نزل
القرآن في ذم وأد البنات .