عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2019, 05:59 PM
المشاركة 171
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
هي الدنيا
أفي دار الخراب تظل تبني … وتعمر ما لعمران خُلقتا
وما تركت لك الأيامُ عذرًا … لقد وعظتك لكن ما اتعظتا

تُنادي للرحيل بكل حين … وتُعلن إنَّمَا المقصودُ أنتا
وتُسمعك النداءَ وأنت لاهٍ … عن الداعي كأنَّك ما سمعتا

وتعلم أنَّه سفرٌ بعيد … وعن إعداد زادٍ قد غفلتا
تنام وطالب الأيام ساعٍ … وراءك لا ينام فكيف نمتا

معائب هذه الدُّنْيَا كثير … وأنت عَلَى محبَّتها طُبعتا
يضيع العمرُ في لعبِ ولهو … ولو أُعطيت عقلاً ما لعبتا

فما بعد الممات سوى جحيمٍ … لعاص أو نعيم إِنْ أطعتا
ولست بآمل باطلٍ ردًّا لدنيا … فتعملُ صالحًا فِيما تركتا

وأوَّلُ من ألوم اليوم نفسي … فقد فعلتْ نظائرَ ما فعلتا
أيا نفسي أخوضًا في المعاصي … وبعد الأربعين وفيت ستّا

وأرجو أن يطول العمرُ حتى … أرى زاد الرحيل وقد تأتَّى
أيا غُصن الشباب تميل زهوًا … كأنك قد مضى زمن وشبتا

علمتَ فدع سبيلَ الجهل واحذر … وصيحة قد علمتَ وما عملتا
ويا من يجمع الأموال قل لي … أيمنعك الزدى ما قد جمعتا

ويا من يبتغي أمرًا مطاعًا … ليسمع نافذًا مَن قد أمرتا
عججت إِلَى الولاية لا تُبالي … أجرت عَلَى البرية أم عدلتا

ألا تدري بأنك يوم صارت … إليك بغير سكين ذُبحتا
وليس يقوم فرحةُ قد تولَّى … بترحة يوم تسمع قد عُزلتا

ولا تمهل فإن الوقت سيف … فإنْ لم تغتنمه فقد أضعتا
ترى الأيام تُبلي كل غُصن … وتطوي مِن سرورك ما نشرتا

وتعلم إنَّما الدُّنْيَا منام … فأحلى ما تكون به انتبهتا
فكيف تصدّ عن تحصيل باق … وبالفاني وزخرفه شُغلتا

هي الدُّنْيَا إذا سرتك يومًا … تسوءك ضعف ما فيها سررتا
تغرّك كالسراب فأنت تسري … إليه وليس تشعر قد غررتا

واشهد كم أبادت من حبيب … كأنك آمن مما شهدتا
وتدفنهم وترجع ذا سُرور … بما قد نلت من إرث وحرثا

وتنساهم وأنت غدًا ستفنى … كأنك ما خلقت ولا وجدتا
تُحدِّث عنهم وتقول كانوا … نعم كانوا كما والله كنتا

حديثك هم وأنت غدًا حديث … لغيرهم فأحسن ما استطعتا
يعود المرء بعد الموت ذكرًا … فكن حسن الحديث إذا ذكرتا

سل الأيام عن عم وخال … ومالك والسؤال وقد علمتا
ألست ترى ديارهم خلاء … فقد أنكرت منها ما عرفتا

قصيدة وعظية رائعة لابن رجب الحنبلي رحمه الله
جميلة بحق ....
وأكثر من رائعة...
أشكرك من القلب
وسأنقلها إلى مناجاة ..