اعتراف

كادت تمزق نفسها .. إنكارا
وتكاد تفتك فى الهوى .. أسرارا

وتقول كيف أنا الذى ما هزّنى ..
حبٌ .. ولا قَـبِلت يدى الأشعارا

قد عشتُ عمرى .. والفؤاد مسلسلٌ
وضلوعه .. من حوله .. أسوارا

كم حاول العشاق مس شغافه
وتبادلوا فى نَـيْـلِه .. الأفكارا

ما عاد منهم فارسٌ بمنالهِ
وبقيت يكسونى الإباء .. خمارا

حتى وجدتكُ ذات يومٍ مقبلا
فأزحتَ عن حصن الفؤاد ستارا

وإذا بقلبي يستدير مهرولا
يا ويحه قد صادف الإعصارا

وإذا بكفك تستميل مشاعرا
عرفتك فى دنيا الغرام مدارا

وإذا عيونك قد غلبن على الفضا ..
ما عُــدت أبصر غيرها أقمارا

وسمعت منك .. فلم أصادف ساحرا
مسّ الفؤاد .. فجاءه إبحارا

كلمات شِعْرك لو تمر على الحصي
نَـبـَت الحصي ــ من وقْـعها ــ أشجارا

وبـُـراق صوتك شدّنى لسحابةٍ
لو أنها مطرت .. سقت أنهارا

وحنينك الفياض يسلب قدرتى
فـيـُـزيح عنى الكـتْم والإنكارا

وكأن قلبي قد تعلق حائرا
بسماع صوتك .. مُـرغما مختارا !

من ذا تغامر أن تواجه ما أرى
أرهقتَ أهدابي .. فَعِشن سكارى

مجنونةٌ تلك التى تـَـرِدُ الفنـا
فـتمس فيك المنبع الجبارا

عقلٌ وقلبٌ فى ملامح عابدٍ
هذا مزيجٌ حـيـّـر الأقدارا

فأجاب شاعرها .. وهدّأ روعها
إن الخيار تُـقدّر الأخيارا

هذا الذى تلقين من سحر الهوى
قد مسّنى قَـبْلا .. وليس يُـبَـارى

قدرٌ .. ويحكم فى القصيد مواهبي
ما كنت إلا الشاعر المدرارا

إن كان بي شيئٌ .. يُـمـيـز صفحتى
فالصدق .. يخلق هذه الأفكارا

أنا لست أملك من صفاتٍ قـُـلْـتِـها
شيئا سواه .. ليلفت الأنظارا

أنت التى زرعت بروحى بذرةٍ
فـسقـيتـُـها .. وتكاملت أطوارا

هى منك ــ لا منى ــ فلا تتعجبي
ما كنت أكتب قبلها الأشعارا

ولقد نشأتُ على ضفافك منذ بدت
دقات قلبي .. تعزف الأوتارا

فـتركـتِــها عمرا .. وطال نشيدها
حتى تـمّلك سحرُها الأبصارا

أنت التى بذرت .. فكيف نسيتها ؟!
وَدُهِشْت من طلع الهوى .. إثمارا