عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2011, 12:07 AM
المشاركة 33
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



تـتـشـَمـْـسـن *



انظرْ كيف أرى كآبة أعماقي‏


قطرةً قطرةً تذوب


كيف ظلي الأسود المتمرد‏


أصبح أسيراً في يد الشمس


انظرْ‏ وجودي كلّه تهدّم‏


ابتلعَ شراراتي‏


خذني إلى القمة


وإلى الهاوية جرجرني


انظرْ‏ سمائي كلّها مليئة بالشهب


أنتَ جئت من البعيد البعيد‏


من أرض العطور والأنوار‏


أجلستني في زورق من عاج‏


من غيوم، بلّور


خذني، أملي، سلواي‏


إلى مدينة قلبي‏


إلى مدينة الشعر واللوعة


إلى طريق محفوفة بالنجوم اقتدتني‏


وأجلستني وراء نجمة


انظرْ‏ أنا محترقة بالنجوم‏


صرت طافحة بالنجوم ومحمومة‏


زرعت النجوم في برك الليل‏


كسمكات حمر بسيطة القلب


كم كانت أرضنا من قبلُ بعيدة‏


في حجرات السماء


الآن، مرة أخرى

يصل صوتك‏ إلى مسامعي‏


صوت الجناح الثلجي للملائكة


انظرْ إلى أين وصلت أنا‏


إلى المجرة‏


إلى قبة السماء‏


إلى الخلود


الآن وقد بلغنا القمة‏


عمدني بنبيذ الأمواج‏


لفّني بحرير قبلاتك‏


نادِ عليَّ في آخر الليل‏


لا تهجرني ثانية‏


لئلا أنفصل عن هذه النجوم.


انظر‏ كيف شمع الليل‏


على طريقنا

قطرة قطرة‏ يذوب‏


إلى طياتك الدافئة‏


التي على مهود شعري‏


تنام‏ مترعة بالنبيذ‏


انظرْ‏ أنت تتنفس‏


وتتشمسن




__________

* أي تصبح شمساً



ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)