عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2015, 01:23 PM
المشاركة 2053
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

يعتقد بعض علماء النفس واؤلئك الذين يشتغلون في مجال التنمية البشرية ان العقل الباطن أقوى ملايين المرات من العقل الواعي، فبينما لا يستوعب العقل الواعي سوى عدد محدود من البيانات او المعلومات في نفس اللحظة قد لا تتجاوز العشرة معلومات يستوعب العقل الباطن ملايين المعلومات في نفس اللحظة.
اما المبدعون فيعتقدون ان العقل الباطن ما يلبث ان يتولى عملية توليد النصوص الابداعية حتى ولو بدات العملية الابداعية بصورة واعية، ويكون له السيطرة اثناء عملية توليد النصوص. حتى ان بعضهم يطلق على تلك العملية اسماء مثل لحظة الوجد ، والإلهام ، ووحي الابداع، وجني الابداع، وشيطان الإبداع وكلها تسميات تشي بان المصدر خارق لا محدود في قدرته ولا يخضع لنواميس الطبيعة المحدودة في قدرتها، مما يفتح المجال للاعتقاد بان العقل الباطن ربما ينتمي الي عالم اللامادة والذي ينتفي فيه المكان والزمان.
وكأن هناك بوابة تربط العقل الواعي مع العقل الباطن، واذا ما اتسعت هذه الفتحة،البوابة، تعززت القدرة الابداعية، ويبدو ان ذلك يمكن ان يحدث من خلال البرمجة اللغوية العصبية اي باستخدام الأفكار الواعية المصحوبة بالمشاعر لتعبر عبر تلك البوابة الي العقل الباطن، وفي حالة نجاح هذه العملية بحيث يكون العقل الباطن قد استلمها واستوعبها تصبح قابلة للتحقق اين كانت هذه الافكار او الاهداف والامنيات، وما تلبث ان تتحقق اذا توفرت شروط معينة، وقد طورت الكاتبة الأسترالية لويندا بايرن مؤلفة كتاب "السر" قانونا لهذا الغرض اطلقت عليه اسم " قانون الجذب" .
بينما يظهر بان المآسي والآلام وعلى رأسها مصيبة اليتم تعمل على توسيع تلك البوابة بالية وطريقة مختلفة فتصبح عقول هذه الشريحة، اي الايتام ، اقدر على اختبار لحظات الإلهام او لحظات الوجد بحيث تلد الابداع والعبقرية احيانا.
وبعضهم يكون لديه قدرة على الاستشراف مما يشي بأنهم ينهولن احيانا من مصدر لا محدود ولا تنطبق عليه قوانين الزمان والمكان حيث تصبح الامكنة كلها في نقطة واحدة والازمنة تتجمع في لحظة واحدة كما يقول الدكتور الشاعر المرحوم عبد اللطيف عقل في وصفه للحظة ولادة القصيدة.
ان هذا الموضوع يستحق البحث والدراسة أيضاً في محاولة لفهم الية اثر اليتم على الدماغ ومن اين تأتي العبقرية ودور العقل الباطن في العملية الابداعية .