عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 06:51 AM
المشاركة 25
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
النحل



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وأما النحل فيعتبر من الحشرات النافعة للإنسان فهو يمد الإنسان بشهد العسل الذي يعتبر غذاء ودواء، والنحل يساعد على خصوبة النباتات وزيادة المحاصيل لأنه يحمل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى عند امتصاص الرحيق، ومن حبوب اللقاح يصنع النحل الخبز الذي يعتبر مصدرا للبروتينات التي تساعدها في نشاطها اليومي. وجاء ذكر النحل في القرآن الكريم في سورة النحل الآيتان 68 و69. ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآء لِلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ). أي أن الله أوحى إلى النحل أن يتخذ من الجبال والشجر بيوتا ـ يأوي إليها ـ محكمة، آية في الإتقان، ليس بها خلل، ثم أذن لها إذنا قدريا أن تأكل من كل الثمرات وأن تسلك الطرق التي جعلها الله مذللة لها من البراري الشاسعة والجبال الشاهقة والأودية، ثم تعود إلى بيوتها لتخرج العسل من بطونها وتبني الشمع من إفرازاتها.


وأثبتت الدراسات أن النحل يعيش حياة اجتماعية متخصصة في مجموعات داخل الخلية مما يدل على التخطيط الفطري لها وهو صورة واضحة للنشاط والتعاون داخل الخلية. وتختلف خواص العسل ولونه باختلاف مصادر الرحيق، وفصائل الزهور، والمراعي، وفصول السنة، واختلاف سلالات النحل، فمنه ما هو أبيض أو أصفر أو أحمر، كما تختلف نسبة السكر وكثافة العسل وقابليته للتجمد. وشهد العسل يعتبر غذاء كاملا سهل الهضم لا يحتاج إلى تمثيل غذائي ويستعمل مصدرا للتحلية والطاقة، وهو مقو وفاتح للشهية وذلك لأنه يحتوي على بعض العناصر اللازمة كالسكريات والإنزيمات والأملاح والفيتامينات والأحماض العضوية والأمينية كما توجد فيه عدة أنواع من السكريات تتكون من الجلوكوزوالفركتوز والسكروز، والأملاح كالكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والفسفور، كما يحتوي على نسبة من معادن النحاس والحديد والمنجنيز، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات ( فيتامين ب المركب وفيتامين ك الواقي من النزيف ) وبعض الأحماض الأمينية ( حوالي 20 مركبًا ) وهي المسؤولة عن نكهته وطعمه، وهي التي تجعله غير مناسب لنمو البكتريا والفطريات، وكذلك الأنزيمات التي تساعد في عملية التمثيل الغذائي للطعام. والغذاء الملكي يحتوي على مادتي البيوبترين والنيوبترين التي تنشط الجسم عامة وذلك بإمداد كل الخلايا بالطاقة خاصة الجهاز الحركي والعضلي والعصبي والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي. وكذلك يحتوي على استرات الأسيتيل كولين التي تساعد على التركيز كما يحتوي على مواد قاتلة للبكتريا.


ويستعمل العسل كدواء في علاج بعض أمراض العيون والأمراض الجلدية والجروح والجهاز التنفسي والدوري والهضمي والعصبي والتناسلي والغدد الصماء.


وقد أثبتت الأبحاث العلمية المتخصصة أنه يحتوي على بعض المضادات الحيوية. ونستعرض بعض فوائد العسل الطبية على أجهزة الجسم المختلفة بشيء من التفصيل:


الجهاز التنفسي:

وجد أنه يزيد مناعة الجسم من نزلات البرد والأنفلونزا وهو من أفضل المواد لتعقيم الفم وعلاج اللثة.


الجهاز الهضمي:


مطهر للأمعاء لأنه يقضي على البكتريا والفيروسات والفطريات ويعالج الإسهال ويعد ملينا طبيعيا ويساعد على شفاء المرضى المصابين بالتهاب الكبد المزمن والتهاب المرارة.




يعالج الاضطرابات ويؤدي إلى النوم الهادئ ويستعمل ضد الأرق والقلق. ويستعمل في أمراض الجهاز البولي التناسلي فهو مدر للبول ويعالج البروستاتا وينظم تأثير الهرمونات في الجسم.


ويعتقد أن شهد العسل يمنع مرض السرطان، فقد دلت الدراسات الحديثة على عدم وجود هذا المرض بين النحالين لأنهم يتناولونه بصفة مستمرة. ويعتبر شمع العسل من أهم منتجاته، وقد استعمل هذا الشمع منذ القدم وما زال يدخل في صناعة المراهم والكريمات ومستحضرات التجميل. أما سم نحل العسل فيتكون من سائل شفاف له رائحة نفاذة وطعم لاذع مر ذي تأثير حمضي. وهو يحتوي على مواد بروتينية وزيوت تؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي للمريض، ويستعمل في علاج بعض الأمراض الروماتيزمية. وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالشفاءين العسل والقرآن ).


ومن الأحاديث الصحيحة: ( أن رجلا جاء إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال: اسقه عسلا، فذهب فسقاه عسلا ثم جاء فقال: يارسول الله سقيته عسلا فما زاده إلا استطلاقا! قال: فاسقه عسلا، فذهب فسقاه عسلا، ثم جاء فقال: يا رسول الله ما زاده إلا اســتطلاقا، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: صـــدق الله وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلا، فذهب فسقاه عسلا فبرئ ).


وقال بعض علماء الطب كان الرجل عنده فضلات فلما سقاه عسلا وهو حار تحللت فأسرعت في الاندفاع فزاده إسهالا، فاعتقد الأعرابي أن هذا في غير مصلحة أخيه، ثم سقاه فازداد التحلل والدفع، ثم سقاه فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة استمسك بطنه وشفي.



//


انتهى ..

أ.د. سميحة سيد مسلم
استشاري بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية