عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2010, 05:14 PM
المشاركة 35
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ألمْ يَخْتبِرْ فِيكِ غَيْظَ المَرَايَـا
وَمَوْجِدَةَ الكـأسِ والمِشْعَـلِ؟

ويستمر الشاعر في مخاطبة حبيبته في هذا البيت أيضا وفيه يسوق الشاعر لها ولنا المبررات التي جعلت قلبه الواسع بوسع الصحراء يقتصر في حبه عليها، هي فقط، كونها تلك الفتاة الجملية ملهمته وملهبة نار الحب في قلبه، هي فقط التي مرت بخيلها عبر ارض وصحراء قلبه الشاسعة دون غيرها.

فمن ناحية يقول الشاعر أن سبب ذلك هو شدة جمال وحسن تلك الفتاة ذلك الجمال الذي أغاظ المرآة والدليل على ذلك انه حينما تنظر تلك الفتاة في المرآة تغتاظ المرآة من شدة جمالها.
ومن ناحية أخرى يصف الشاعر جمال حبيبته على أنها جميلة بجمال تلك الفتيات التي تكلف عادة بتقديم (الكأس والمشعل) في حضرة الملوك ربما وهي فتيات لا بد بالغة الجمال...
وقد يكون هذا الاستخدام لكلمات (موجدة الكأس والمشعل) مأخوذة من التراث المغربي وربما من التراث الأدبي العالمي كون الشاعر مطلع على الأدب الانجليزي بحكم تخصصه ...فربما استعار هذه العبارة من مسرحية روميو وجوليت مثلا، لكن السياق يوضح لنا بأن ما هو مقصود بها المبالغة في وصف جمال تلك الفتاة ولذلك فقد اكتفى بحبها.

ويستمر الشاعر، في البيت التالي، في سوق مزيد من الأدلة والأسباب وهو يخاطب حبيبته، تلك الفتاة التي جعلته يقتصر في حبه عليها ولم يتسع قلبه لأحد سواها فيقول لها:

ألمْ يَغْفُ فِيكِ؟ ألـمْ يَلْتَحِـفْ
بِثَوْبِ نَضَارَتِـكِ المُخْمَـلِ؟

وكأنه يقول ويتساءل... أي حبيبة ...كيف لا يقتصر حبي عليك وقد عشقك قلبي عشقا يصل حد الهذيان، عشق يذهب العقل...

ثم الم تلاحظي أيضا بأنه ومن شدة حبك كان قلبي يبدو وكأنه يلتحف بثوب نظارتك المخمل؟ وهي كناية أخرى يعبر فيها الشاعر عن شدة جمال فتاته تلك...وهي من المبررات الأخرى التي جعلت قلبه لا يحب سواها...وفي ذلك تشخيص للقلب إذ جعله الشاعر هنا وكأنه إنسان يغفو ويلتحف بجمال وحسن تلك الفتاة ذلك الحسن المخملي الرائع.


يتبع،،