عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2013, 11:52 AM
المشاركة 27
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
14
الافاعى
كانت الطرقات على باب شقة يائيل كمدافع الحرب فى اذنها نظرت للساعة بجانبها انها الثانية ظهرا بتوقيت تل ابيب..هى لم تنم الا منذ ساعتين..حاولت فتح جفونها فى خمول لكن الطرق الشديد اصابها بالفزع والهلع..قامت مترنحة باتجاه الباب
نظرت من العين السحرية ..تشنجت اعضائها واستيقظ عقلها دفعة واحدة..ماذا فعلت ..نظرت مرة اخرى والطرق يتواصل..فتحت الباب وهى ترتعش
سالها الضابط بصوت غليظ وعينيه تتفحص بوقاحة جسدها تحت الغلالة الرقيقة التى ترتديها
يائيل هركابى ..اومأت بضعف
دخل بغلظة لشقتها وهو يدفعها
ارتدى شيئا للذهاب بسرعة
نطقت بخوف للذهاب لأين
صدمتها النظرة المخيفة للظابط

لم تكمل الجملة ولت ظهرها لترتدى شيئا اتقاء للبرد القارص بالخارج
فى مبنى الشين بيت دخلت يائيل مكتب حاييم موفاز
تفحصها بهدوء متوسطة القامة ..شعرها اسود غزير لها انف مستقيم وعيون واسعة ووجنات مرتفعة وفم ممتلئ وبشرة زيتونية مشربة بحمرة دافقة ترتدى معطفاً ثقيلا من الجلد الاخضر ..هتفت اعماقه
جميلة انت يائيل بك الكثير من ملاحة ليلى
اشار اليها ان تجلس
لم تدرى يائيل لماذا هى هنا وماذا تفعل فى مكتب هذا الرجل ذو العيون الحادة كالصقر
سألها فى خفوت وهو يحك ذقنه النامية قليلاً ويقرأ ملف امامه
يائيل هركابى ..ترعرعت فى كيبوتس نهاريا- طفولة مشاغبة ورفض دائم لاى نصح..ومراهقة صاخبة انتهت بفضحية ادعائك باغتصابك من شباب كنت برفقتهم باحد الحفلات الشاطئية..ثم هروب من الخدمة الاجبارية لجيش الدفاع
غصت يائيل وهى تتذكر
اكمل
ثم عملت ..كفتاة ليل
هل تستمعين بعملك يائيل
نظرت لعيونه التى تشع مكراً
- تدر دخلا يمكنى من العيش والبقاء
- الى متى تستطيعين العيش بهذا النمط
احتارت فى الاجابة..قام من خلف مكتبه وهو يمد لها سيجارة .تقبلتها بانامل مرتجفة وهى تشكره اشعلها لها ..فاخذت نفس عميق وهى تقول
هل تحتاجنى فى عمل ما سيدى ..انا لا اقدم خدمات مجانية
ضحك حاييم وهو يهز رأسه نفيا لما فكرت فيه
- نحتاجك يائيل بكل تأكيد لكن ليس من اجل ممارسة عمل فتاة ليل لنا..انصتى يائيل لما سأقوله
لو فرضنا ان هناك طفلة بائسة القتها امها يوماً لاختلافها عنها فى العرق ..ومضت سنوات واصبحت شابة بالغة وعرفت طريق امها
تفصد جبينها بالعرق
لم يكن لى اما كى اجيبك
يائيل لاتهربى من الاجابة عزيزتى
هل تشعر الفتاة بالحنين لامها
هل تشعرين بالحنين لامك يائيل
انتفضت يائيل وهى تفهم ان ذو العيون الثاقبة يقصدها
هزت رأسها نفيا
كلا لا اهتم مطلقاً
اشعل سيجارته وهو ينظر لها بعيون نصف مغمضة
ماذا لو اخبرتك اننا نعرف من هى امك..ماذا لو عرفت انها عربية
انتفضت يائيل بذعر واتسعت عينها وامتلأت بالدموع


فى السادسة صباحأ دلف حاتم الليثى لفيلا عمه حيث يقيم معه..كان يصفر بتناغم رجل مرهق يتوق لقليل من النوم بعدما قضى نوباتشية يفرضها عليه الجيش كل عدة اسابيع
خلع سترته والقاها باهمال على الكرسى وتوجه للمطبخ للبحث عن شئ يأكله..وجد طبقه الذى يتركونه دائما فى الميكرويف ..اشعله لتسخين الطعام ثم اخرجه بعد عدة دقائق..كان ساخناً جدا وضعه حاتم بألم على المنضدة ..اخرج كيسا من الثلج فى الثلاجة وهو يبتسم
عادتك اليومية يا حاتم ..حرق اصابعك
شعر بحركة خفيفة .سأل فى دهشة
ندى ..استغرب لعيون ندى الباكية..هتف وقد نسى ألم اصابعه ندى ما بك
لى اخت ظهرت من العدم
لم ينطق حاتم ببنت شفة وهو يرمق عمه احمد الليثى بنظرات متسائلة وقد وقف خلف ندى ..التى شعرت بوجوده خلفها ..قالت فى الم
بابا
لماذا لم تنامى صغيرتى
غصت بالدموع من هى ..كيف لم تخبرنى من قبل
جلس احمد الليثى وقد وجم
قصة قديمة ظننتها قد انتهت..تزوجت امها ثم انفصلنا واختفت بها بحثت عنها سنوات وسنوات كان هذا قبل ان التقى امك
لكنها عادت بابا ..لماذ تركتها تذهب..هل تشك فى انها ليست ابنتك..ان شبها الواضح بداليا يقطع كل شك
نظر حاتم لعمه مشدوها
هل اشاهد فيلما ما ..عمن تتحدثان..ماذا حدث ..اترك البيت بضعه ساعات ..اعود وانا اظن ان كل جريمتى هدية عيد ميلاد ندى
عن اى اخت تتحدث...هل لندى وعامر اخت اخرى ..لماذا تخفيها عمى اذا كنت وجدتها
تنهد الليثى بألم وهو يخفى تاثره..لكلا اسراره..انسيها رجاء..لها حياتها ولنا حياتنا
خرج للبهو وندى تتبعه وقد خرج عامر برداء نومه وهو يغمم
يبدو ان البيت كله لم ينم
نظر له ابيه
عامر
نظر له عامر بشئ من الحيرة
بابا .ان انكرت ديان ابنتك ..لا استطيع ان انكر انها اختى
امسكت ندى بذراع اخيها وهى تؤازره
وانا معه
عقد الليثى حاجبيه بشده وقلبه ينتفض من شئ مجهول ..هل يخبرهم ان اختهم يهودية ..نظر لحاتم الذى وقف متكئا ينظر لهم فى تسلية وهو يضم الشطيرة ..امراً كهذا سيضر حاتم بشدة..وسيضره هو بشدة فمن لرب هذه العائلة ذات التاريخ العسكرى المشرف ان تكون ابنته يهودية امريكية
#######
استقيظت ديان وجسدها يرقص فى نشوة..اخذت دوشا وطلبت فطارا سريعا من التوست والزبدة وكوب من القهوة بالحليب
انها تنتظر سيتصل بها عامر او ندى هى واثقة ..تجولت فى شوارع نصف البلد ..كانت التجمعات الشبابية هدفها تستمتع وتستمع..وتكون مزيد من الصداقات ..حينما المها الجوع..مرت على محل القزاز لتناول شطيرة من الشاورمة ثم عادت مرة اخرى للمقهى امام فندق الكوزموبوليتان... لتجد احدى رفيقات الامس تنتظر
هتفت ماريان
اومأت ماريان فى ترحيب
ديان ..هل كل شئ على مايرام..انى انتظر سامح خطيبى ..هل التقيت عائلتك
اومأت ديان برأسها وهى تطلب شيشة عربية وتهتف الحياة مبهجة فى القاهرة.. مبهجة للغاية
15
كانت السادسة مساءا تقريبا حينما ظهر سامح خطيب ماريان وجدها تجالس تلك الامريكية الغريبة لم يعرف لماذا لا يتقبلها شيئاً فيها يخيفه..ترك افكاره على حافة الرصيف ..لوحت له ماريان ..مضى باتجاهما
رحبت به ديان مرحبا
غمم مرحبا
سأل ماريان اين البقية
- وائل وسارة فى طريقهم الينا بعد دقائق
شاى بالنعناع ام قهوة بالحليب وجهت ديان الكلام له
شكرها بأدب سانتظر البقية ونظر لماريان
كيف كان يومك
- لاجديد..تخفيض المرتب سارى كالعادة الشغل قليل ..صاحب الشركة يأتى يوم فى الاسبوع اكاد اشعر انه يتعمد عدم العمل
- كيف قالها باستغراب .بالنسبة لنا لا توجد سوى وفود من الهند او تركيا وبعض الامريكان والانجليز حجوزات فردية اما الوفود الفرنسية والالمانية والبلجيكية فقد اوقفت الرحلات العارضة للعام الثانى ..امر يخنق للغاية
قطع حديثهم الذى تنصت اليه ديان وصول وائل وسارة ومعهم شاب اخر يشبه وائل بعض الشئ وان بدا اصغر فى العمر بنفس الشعر الخشن والوجه الاسمر الحزين مع جسد اطول وعيون عسلية واسعة
نظرت لهما ديان بفضول ونظرا اليها بفضول اكبر..نهض سامح ليتحضن احدهم
سامر ..لم نرك منذ فترة
غمم فى خفوت دراسة ..وائل يعلم ان دراسة هندسة ليست بالهينة
ضحك وائل وهو يجلب كراسى لهم
اصبحت هندسة صعبة بعدما انتخب هو محمد مرسى وانتخبنا نحن شفيق
اعترضت سارة
انا لم انتخب شفيق مطلقا
كنت مقاطعة
نظرت اليها ماريان بفضول
لوكنت تعملين ما الذى سيفعله هذا المنحاز لاهله وعشيرته بالاعلان الدستورى هل كنت ستظلين مقاطعة ايضاً
نظر اليها سامر نظرة ثاقبة
هذا المنحاز للحق وضع يده فى عش الدبابير واى خطوة سيفعلها يجعل اى دبور يجرى جرى الوحوش على الشارع
ضحك سامح بسخرية وهو يردد كلمة المنحاز للحق
مرسى يده ملوثة بدماء الاتحادية ودم جيكا
هل تعلم من هو جيكا ولماذا قتلوه جيكا هو ..جيكا قتلته الداخلية
زفر سامر بعمق
شهداء الاتحادية عشرة منهم تسع اخوان حقيقة تنكرونها بكل حمق جيكا قاتله يقتص منه ربى سنظل نحبث عن الطرف الثالث حتى نصحو على كارثة والدم كله حرام.. ..قبل ان نكمل حديث الفرقاء هل تعرفنا بالسيدة ..نظر تجاه ديان التى ومضت فى عينيها ومضة كراهية تجاه هذا الشاب ..به شئ ينفرها ويقربها فى نفس الوقت شئ رأته قبلا فى خالد وفى عامر اخيها..كانت تنصت لحديثهم بكل مكر
تمالكت نفسها بسرعة
ديان الليثى ..مصرية امريكية
سامر ..شقيق وائل ثم استطرد هل تقيمى فى مصر واضح من لهجتك انك هبط مصر منذ مدة بسيطة..تبدين مألوفة لى وهذا غريب
مهلا هل قلت الليثى ..هل لك علاقة بعائلة الليثى فى الرحاب .. بداليا الليثى
همست :-داليا
لم تقابل ديان حتى هذه اللحظة غريمتها التى جعلتها تغير كل حياتها
فركت كفها بعصبية
هى ابنة عمى
غمم سامر مندهشا
هل انت اخت عامر..لم يذكر لى مطلقاً ان له اخت امريكية
تعلقت العيون بديان ..تشعر انها مكشوفة ..هل على الجميع ان يعلم قصتها..تبا لفضول هؤلاء المصريين ..اتت لتنقل وتقص عنهم لا العكس
تعاطفت معها سارة ..ربتت على كتفها..هل انت على ما يرام
كيف كانت مقابلتك مع عائلتك
لم تنطق ديان بأى كلمة وقد ازادت العيون المتعلقة بها فضولا لم تفهم ان هذا الفضول شيئاً اسمه الشهامة المصرية فى مد يد المساعدة
ومض الموبيل فجأة..نظرت بفرح للرقم
هالو عامر
اهلا ديان انا فى الفندق ..اين انت
فى المقهى امامه وومضت عيناها بمكر وهو تقول مع بعض الرفاق
#######
فى السابعة مساءا ..ضربت داليا الليثى جرس الباب عدة مرات..ترتدى الزى المميز لمضيفة طيران..وضعت حقيبتها ارضاً وهى تبحث فى حقيبتها عن مفتاح للفيلا
دخلت وهى تجر الحقيبة جرا وهمست غيظاً
لا شئ غير عادى ..بيت يهجره سكانه حتى العاقل عامر
كانت تطوق للنوم بشدة..لا تدرى اى عاصفة هبت على هذا البيت واى شبح اتى لينبش ماض قد نسته او تناسته وتعايشت مع هذا النسيان
لبست منامتها بعد دوش سريع
وقبل ان تضع جبينها على الوسادة
اخرجت صورة ضوئية من حافظتها ..ابتسمت لابتسامته ونظرته الحنون ولمعة الشمس على وجنته..ليست اى شمس ..انها شمس مصر..قبلت الصورة بشغف..اعادتها لمكانها ..ترقرقت عيونها بالدمع الرقيق وراحت فى نعاس بعيد بعيد
#########
مضت ليلى فى الممر بخطوات كئيبة رتيبة..ينبض قلبها بعنف ويخفق فى شدة..فى طريقها لزيارة حبيبها خالد ..اتت مكالمة سريعة من موشيه فى الصباح بالموافقة لمدة عشر دقائق مع محاذير بعدم الاجابة عن اى سؤال هذا اذا ارادت له الحياة
فتحوا لها غرفة ضيقة كئيبة.. خالية من اى رفاهية الا مكتب قديم وكرسين على نفس الحال
وقف على الباب مكبل اليدين بالقيود وهمس فى رقة
ماما