الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2019, 04:38 AM
المشاركة 50
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
باليرينا... بدون حذاء!!
بقلم الأديبة المغربية : ابتسام محمد الحسن


[ يبلغ هذا النص من العمر خمس سنوات
لا أدري ماذا أحاول أن أفعل بإعادة نشره !
ربما أنا أبحث عبر الزمن عن بنات أفكاري
فأنا أظن أني أضعتهن في إحدى محطات حياتي]



هل سبق لك و أن رأيت " باليرينا " ترقص من دون حذاء؟
على ايقاعات صامتة ... ؟
تلوح بشريط زهري في الفضاء
راسمة حدود الشوق الخارج عن قانون الزمن ؟

تلك أنا عندما أكون معك ...
كل أحلامي الطفولية تتحقق في حضرتك
كـ ذاك الحلم المَُضحك بـ أن أسكن داخل فقاعة !

كثيراً ما أتخيلك جالساً تستمتع بألحان شوبانية
وقد نسيتَ بأني معك !
فـ يدفعني جنوني إلى بعثرة كل النوتات
و إعادة ترتيبها على ذوقي
ثم أجبرك على الاستماع إلي، إلى غنائي
غير آبهة بـ غضبك
فـ أنا أكره أن تسافر إلى عالم آخر ... بدونــــــي !!

~ لحظة !! ~

[ إني أرى وريقات الشجر يهزها الحنين إليك ...
فـ دعني أُحضر لحاف ذكرياتنا لـ ألتحف به
فـ أنا لا أحب عندما تتجمد أطرافي شوقاً ]

كـ بائعة الكبريت المتشردة، أشعل ذكرى أخرى لـ أتدفأ بها
لـ أراك أمامي جالساً و أنت تتابع فريقك المفضل
تتباهى أمامي بـ إنجازاته، كـ طفل صغير يتكلم عن بطله الخارق
أتظاهر أنا بـ اللامبالاة ...
وأنا في داخلي ، " كُلي، كلي، كلي معك ! "

منذ أن ودعتُك على باب المطار
وأنا أنزع شظايا روحي عن جلدي
ألملمُ حُزني الذي سقط مني قهراً
وأنا أنظر بـ عيني في كل الاتجاهات ...
أحاول أن أمنع دمعة متهورة تقف على حافة رموشي
من أن تفضحني أمامك ... من أن تزيح عن سري غطاءَه
أُلون وجهي بابتسامة ترتجف، كي أخفي بها معالم الأسى
أغرس وجهي في الأرض ...
وأنا أبحث بيأس كبير عن ملامح أغطي بها وجهي الحزين !

في غيابكَ جارتْ علَيْ ...
جردتني من كل حواسي
و على رصيف الانتظار رمت بي
تركتْني ليلاً لـ قطط الشوارع السوداء
كي تنهش لحمي
ثم ضاقت ضاقت ضاقت علي
هذه الدنيا ... مِن بعدكَ لم ترحمني !

بعد رحيلك وُلدت بـ داخلي مشاعر جديدة
و لم يأت أحد لـ يبارك لي هذا الحدث الأليم !
فقط لوحدي كنتُ أسهر كل ليلة ... على صراخها
أضمها إلى صدري بـ حنان الأم
تمتص ماتبقى من الأمل في عروقي
طال غيابك ....
و كبُرت هذه المشاعر في داخلي
ولم يعد هنالك أمل تتغذى عليه !
لذلك فكرت أن أئِدها ...
فأنا أكره أن أراها تموت جوعاً أمامي

في كل يوم يسرق الشوقُ مني نبضة
و تمتص الوحدة لوني
وأنا ... لازلتُ بـ شموخ السنديان
أقف منتصبة ...
غارسة جذوري على رصيف الانتظار
و في كل مساء تأوي إلى قلبي آلاف الغربان
أنا لا أتشائم من نعيقها !
و لا يُخيفني لونها !
فـ من بعدك ... لا إحساس ولا حواس !!

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12275

وحيدة كالقمر