عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
15

المشاهدات
40549
 
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي


ريمه الخاني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
146

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة

رقم العضوية
2043
09-28-2014, 11:21 AM
المشاركة 1
09-28-2014, 11:21 AM
المشاركة 1
افتراضي مفهوم الخيال الأدبي
-مفهوم الخيال الأدبي:

في الخيال متعة إنسانية فطر عليها المرء لجعلها خطه الإبداعي الأول عموما....
وعلينا هنا وفي هذا المقام ,و أولا للتعرف على مفهوم الخيال الأدبي مطالعة تعريفه بعد معرفة مفهوم المصطلح معجميا:
خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يظن، وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر،
وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله: ظَنَّه وتفرَّسه.
وخَيَّل عليه: شَبَّه.
وأَخالَ الشيءُ: اشتبه. يقال: هذا الأَمر لا يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل.
وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل.

تعرف الأستاذة "جميلة محمد المحمد" الخيال العلمي , بأنه مجال أدبي وفني لتجسيد عناصر قد لا تكون في الواقع المعاصر , أو سيلة يتم من خلالها الانتقال في آفاق الزمن على أجنحة التأمل الممزوج بالتطورات والمكتسبات العلمية.
ويعرف الأستاذ "أوس داوود يعقوب أدب الخيال العلمي: نوع من الفن الأدبي يعتمد على الخيال ؛ حيث يخلق المؤلف عالما خياليا أو كونا ذا طبيعة جديدة بالاستعانة بتقنيات أدبية متضمنة فرضيات أو لنظريات علمية فيزيائية أو بيولوجية أو تكنولوجية أو حتى فلسفية.
نجد كم هذين التعريفين متناقضين وينطلقان من محطات مختلفة، ويمكننا القول هنا ، أن الخيال العلمي يصنف من خلال التعريفين ، لخيال علمي واقعي وخيال علمي تخييلي، يتجاوز الواقع لما هو أكثر استحالة، لإرضاء التفكير الإنساني المتجدد غالبا.
وهل المدينة الفاضلة إلا ضربا من خيال لم يتحقق قط في عصر ؟، إلا استثناءات لم تمتد تاريخيا لزمن طويل...
يشير الروائي د. السيد نجم أن هذا الخيال تضرب جذوره من عهد المسعودي ومروج الذهب ومعادن الجوهر، وقصص الاسكندر الذي سعى إلى اكتشاف قاع البحر .القزويني وعوج بن عنفق الذي جاء من كوكب آخر وشرح قضية الحياة على الكواكب الأخرى، والفارابي ومدينته الفاضلة، ويبقى تعبيرا إنسانيا يعبر عن رغبة الإنسان في ارتياد المجهول والبحث عن مغامرات جديدة، لقد كان أول من أطلق هذا المصطلح " هيو غو جيرنسباك Huogo Gernesback عام1926 في مجلة القصص المدهشة.
ويحظى هذا الخيال بأهمية كبيرة في الدول المتقدمة, فهو يعد بوابة للإيداع والابتكار وعدسة ترسم صورا حية لأفكار ومخترعات متفردة ,وتظهر توقعات مستقبلية مبنية على ملاحظة بعض ظواهر الحياة المختلفة : الطبيعية والإنسانية.
أما أدب الخيال العلمي فهو فرع روائي يتضمن مجموعة من التصورات او الافتراضات العلمية حول المستقبل, ناهيك عن تأملات في حياة أخرى, فتمزج الحقيقة بالخيال عبر قناة الإقناع وقد يبالغ فيه.
يعد أول من دخله في الغرب عالم الفلك يوهانز كيبلر 1634 وروايته " صومنيوم" لكن البداية الحقيقية الناضجة بدأت مع العبقري: جول فيرن (1828-1905) الذي تبنى هذا الون وأعطاه شكلا حديثا ومتقنا بكل معنى الكلمة, وتبدأ مع رواية: " خمسة أسابيع في منطاد.
تعتبر أسطورة "حي بن يقظان" و"ابن طفيل" من أوائل الأدب العلمي في الكتابات العربية, ويعتبر "مصطفى محمود" من أوائل من كتب فيه في العصر الحديث إذن نشر في الستينات من القرن العشرين روايته " العنكبوت" ثم رجل تحت الصفر, لكن نعترف أيضا بقلة رواد هذا الأدب الصعب , والذي يحتاج خيالا جامحا, ويعد الروائي نهاد الشريف وعطائه عبر نصف قرن مبدع كتب فيها عن الأطباق الطائرة والهندسة الوراثية.. الخ.. وقد تنبأ بأن هذا النوع من الادب سوف يكون الأدب الأكثر ذيوعا وانتشارا وشعبية في المستقبل القريب, وتعد روايته : قاهر الزمن تنبؤ بإمكانية تجميد جسد الإنسان لسنوات ثم إحيائه...
وكان الدكتور طالب عمران قد دخل هذا العالم , ومن أعماله: العابرون خلف الشمس, ويعد الدكتور عمران ممن وجهوا إبداعهم الأدبي في الخيال العلمي للأطفال مثل : " كوكب الأحلام" , وظهرت أسماء كثيرة مثل : "عبد السلام البقالي", وفي مصر من الجيل الجديد " صلاح عبد المعطي", أما عن الدراسات فهي قليلة كذلك لكن هناك بعض أسماء مثال: "يوسف الشاروني " وكتابه بعنوان "أدب الخيال العلمي في الأدب العربي المعاصر" والكاتب "محمود قاسم" والذي تناول كتابه مراحل تطور الخيال العلمي, والفروع الأدبية له.
ظهرت أسماء حديثة في عالم الخيال العلمي مثال: الأديب الراحل نزار الزين , وكاتب الأطفال, جيكر خورشيد, ومازلنا بحاجة لكثير من كوادر مثلها ترفد عالم بات ينجذب للخارج رويدا رويدا.
يحيا وينمو الأدب في عالم من الخيال بأنواعه, يحلق ويسافر في دهاليز النفس الإنسانية ويربطها بالعالم الخارجي, يقول "جان روبنسكي" عن الخيال:
إن الخيال الأدبي فرع خاص لملكة نفسية عامة جدا, لا ينفصل نشاطها عن نشاط الشعور, هو اختصاص الفلاسفة وعلماء النفس, أما النظرية الأدبية فقد استعانت في هذا المجال بمفهوم نشأ خارج نطاق الأدب لكنه ينسحب على قطاع واسع من الانتاج الأدبي, ويقول في مكان آخر من كتابه:
إن الأدب ما هو إلا ضرب من ضروب النشاط الخيالي, وما هو سوى قيمة عامة تشرح كيفية استخدام الاشارات اللفظية( المسموعة أو المنظورة)والاستعانة بالتصور الذهني ,ويستعمل كلاهما دون احالة مباشرة إلى الواقع التجريبي بغية الوصول إلى المتعة الجمالية.
يقول رايان الفرنسي عن الخيال:
كثيرا ما يأخذون العبقرية على أنها ثمرة من ثمار الخيال الصرف, مثل هذه الأعمال ينهض بها الكاتب التافه الذي استطاع أن يلم بالذوق الشائع بين الناس ,لكن فولتير ومارمونتيل يريان أن الخيال موهبة ثمينة وأن الإلهام أقصى درجاته.
وإن التخييل ,كما يراه "يوسا" أكذوبة تخفي حقيقة عميقة, إنه الحياة التي لم تكن ,والتي يتوق إليها المرء دون ان يحصل عليها ,لهذا كان عليه اختلاقها .
ولو أردنا تعريف التخييل لوجدناه أنه الخداع باختصار, وكل رواية هي كذبة تحاول التظاهر بانها حقيقة ,أما الدافع للكتابة الروائية فهو التمرد المسالم.
من جهة اخرى تقدم الأستاذة : "زيناء ليلى" مفهوم الأبداع من زاوية اخرى فتقول:
-التجديد هو رؤية الامور بنظرة جديدة ومن زاوية جديد.
وهذا لا ينسف الأساسات ,بل يقدم لها فروعا جديدة لأنها تتعلق بالسلوك التطبيقي, لا بالأساس أصلا, فالجديد في زمننا ما عاد موجودا لأننا بتنا نبني فوق البناء الأول, وهنا يتبلور معنا الفرق بين :
التغيير والتطوير والتجديد والحديث والتنمية... كلها تأخذ المفاهيم من زاويتها المعينة:
فالتحديث والتحسين يمضي بنفس المسار بإضافات بسيطة وإضاءات منيرة, بينما التطوير والتجديد ,له فروعا عديدة وكأننا نرتفع أفقيا وعموديا في البناء.
تحدد غالبا المفاهيم بالغاية على ألا تكون مضرة, بل تهدف للتنمية حصرا, لذا وفي عملنا عموما كمتابعين لرسائل الدكتوراه ,نعمل لإخراج مفاهيم جديدة مثل: الفن المعرفي الإبداعي, فنحن هنا لم نضف جديدا بل مزجنا وقمنا زاوية جديدة للعمل والبحث, مثل الفن الإبداعي الطبي.. الخ.. واللغة كذلك لا تتغير إنما تتغير الأنماط الأدبية.. وهكذا, وعليه فإن الإبداع يعرف بالقدرات الخارقة التي يمتلكها المبدع ,ويتوقف إظهار الفرد المالك للقدرات الإبداعية نتائج المالك للقدرات الإبداعية نتائج بداعية, أو عدم إظهارها يتوقف على صفة الآثارية والطبيعية. ويضيف الدكتور حسين جمعة أيضا للتعريف, أنه استجابة غير مألوفة لكل انفعال وبمعنى آخر من العواطف الذاتية في البعد النفسي ,تعد الأصل في إجراء التحولات الإبداعية على مختلف الصعد الفنية والثقافية والاجتماعية والزمانية والمكانية.
وهذا يقارب تعريف الإبداع عند الدكتورة "نجاح هارون" : هو عبارة عن عدم النظير وفي الاصطلاح :إخراج ما في الإمكان والعدم إلى الوجوب والوجود. فهل هذا يعني فعلا التجديد؟
اما علم النفس الحديث فيعرفه بصورة مجسدة للذات المبدعة, فالتكوين النفسي وحده صانع الإبداع
وعليه فيعرف الشعر هنا بأثر اللاوعي في الإبداع , ويعرفه السجلماسي: الشعر هو الكلام المخيل المؤلف من أقوال موزونة ومتساوية وعند العرب مقفاة, وبكل الأحوال تعتبر المصطلحات الإبداعية من صميم العمل الإبداعي أيضا, يسوقنا هذا الأمر لزاوية أخرى هامة:
جرى نقاشا بيننا وبين الأستاذ "مصطفى إنشاصي" حول الشعر والادب والأبحاث, واجترار موادا لم يعد لها سوقا ولا قراء , سواء بأفكارها او بنوعيتها , وهنا يهمنا رؤية الموضوع من زاوية اخرى لباحثين غير أدباء, يقول الباحث إنشاصي حول ذلك:
-أشبع العروض دراسة وبحاث وزيادة ونقصان قديما وحاضرا في الماجستير والدكتوراه وو...
رسائل بالهبل عن كل صغيرة وكبيرة, وبكاد لا يقدم أحد فيه جديدا هذا المقصد فلماذا الخلاف حوله؟؟؟.
الأمة تحتاج لمن يحمل همها والشعر يمكنه أن يكون جزءا من المعركة كشعر وليس كجدل حول العروض والقوافي والأوزان ...!!!!,فكان ردنا:
-نعم ما زلت أفاجأ بقلة طلب المكاتب في بلادنا سوريا ولبنان حتى وفي مصر كذلك على الشعر ماذا يعني ذلك؟ هل بات لغة الغناء فقط؟, والأمة ثملة من فيضانها بلا حاجة؟
هل هذا يحتاج نمطا آخر من التجديد والتطوير وأننا مازلنا نجتر ما يمكن تطويره وتحويله للأفضل , وهل هي طريقة التفكير التي تحتاج لذلك ام الأنماط؟, وكيف؟
هل لهذا جذور واقعية غائبة عن مجال تفكيرنا؟, يقول الدكتور "محمد خير الدين عبد الرحمن":
إن التعليم في أغلبية الدول العربية وبمراحله كافة , يتصف بتردي النوعية وافتقار الطلبة للمهارات الأساسية للتعليم الذاتي, وغياب النقد والإبداع وغياب التركيز المبرمج على فروع العلم والتقانة, وهذا يسبب تخريج ملايين العاطلين عن العمل, أو ما يعرف: بالبطالة الثقافية.
وإذن؟
يقول الدكتور "بدر الدين عامود " عن الإبداع:
هو الشكل الأكثر رقيا وتعقيدا بين أشكال النشاط الإنساني والذي يتمثل نتاجه في الكشف عن حقائق لم تكن معروفة من قبل .
لكن الدكتور صالح الرحال يعارضه في فرادة الإبداع قائلا:
لا توجد مادة مبدعة في العالم –وعبر تاريخ الإنسان-جاءت من العدم او غير مسبوقة.
ومازال التعليم المدرسي بحاجة ماسة لرفع سوية العناية بالخيال عند الطفل, من خلال حثه على قراءة نماذج منها, أو حثه على الكتابة والرسم في موضوعها, والتطور من صفة الإبداع الحي الذي نبحث, وإلا فإن كلمة إبداع بلا تطور ضمر حتى لا تنطبق عليها تلك الصفة بعد وقت.