عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2011, 10:16 AM
المشاركة 162
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قراءة في رواية ألبير كامو (الطاعون)


إضاءة... ألبير كامو... ضياعـــــه الوجــودي... فجّر أعمالاً إبداعية

ثقافـــــــة
الاثنين 26-9-2011
نوارحيدر
ولد ألبير كاموعام 1913 في مدينة درعان في الجزائر وهو من العائلات الفرنسية الفقيرة التي كانتمستوطنة في الجزائر وعاش في ظروف سيئة خلال طفولته وصولاً إلى المرحلة الجامعية
التي قضاها فيالجزائر، عمل في عدد من الوظائف غير المتجانسة (معلم خاص وكاتب في التجارة وعامل فيالأرصاد الجوية) كانت أطروحته عن الفكر المسيحي.‏
لم يكن يتحدث عننفسه بأنه ماركسي إلاأن أقواله وأحاديثه تدل على أنه متعمق بالماركسية هذا التعمقالذي دفعه إلى الانخراط في الحزب الشيوعي الجزائري، وكانت له أفكاره الخاصة التيسببت له الكثير من المشاكل مع أعضاء الحزب ماأدى إلى طرده منه فانتسب فوراً إلىحركة الفوضوية الفرنسية وفعّل انتسابه بمنشورات فوضوية أبرزها كانت بعنوان الثورةالبوليتارية.‏
كان فكره كالريحالتي تجوب العالم كله فقد ساند الانتفاضة في ألمانيا الشرقية بكتاباته و منشوراتهوانتفاضة العمال في بولندا وفي الثورة الهنغارية.‏
ماكان يميز كاموأنه فجر ضياعه الوجودي في أعمال أدبية رائعة ففي أدبه يبدو الانسان عاجزاً، أفعالهغير مبررة وغير مفهومة وتجلى هذا في روايته (الغريب).‏
اكتسب كامو صفةالوجودي وبرأينا كان يجب أن يكتسب صفة الضياعي لأنه عاش حياته متخبطاً بين ضياعوجودي وفكري نبع هذا الضياع من التشتت على مستوى الانتماء بين الجزائر وفرنسا وبينمختلف التيارات الوجودية والعبثية.‏
نلاحظ فيرواياته استحضاراً واضحاً لعلم النفس ووصفاً هادئاً للأمور بعيداً عن التعقيد وهذامايغلب على روايته الطاعون.‏
ومن يتعمق فيرواياته يلاحظ أنه أسقط حياته بكل مافيها من انتكاسات وردود أفعال على رواياته فأتتمعظمها لتحمل معنى واحداً هو هشاشة الجسد وهذا نابع من وفاة أبيه وأمه وإصابتهبالسل وهو صغير وكمانرى أن الموت طاغ أيضاً على رواياته فقد قال: إنه يرفض البكاءعلى والدته ويتساءل لماذا نبكي سنموت كلنا عاجلاً أم آجلاً.‏
وبالرغم منحماسه ضد مؤسسة الزواج فقد تزوج مرتين ودخل في العديد من الغراميات. في النهاية نودالاشارة إلى أن كتاباته الأدبية ظلت خالدة واقتبست عنها عدة أفلام مثل (الوباء) وأكسبت بذلك كاتبنا صفة الحيرة والضياع عبر العصور.‏
==


ألبير كامو (1913 - 1960) فيلسوف وجودي و كاتب مسرحي و روائي فرنسي مشهور ولد بقرية موندوفي من أعمال قسنطينة بالجزائر , من أب فرنسي , و أم أسبانية , وتعلم بجامعة الجزائر , و انخرط في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني , و أصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة باسمها ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة combat الكفاح اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية, و اشترك في تحريرها جان بول سارتر . ورغم أنه كان روائيا و كاتبا مسرحيا في المقام الاول, إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته و روايت عرضا أمينا لفلسفته قي الوجود و الحب و الموت و الثورة و المقاومة و الحرية , وكانت فلسفته تعايش عصرها , و أهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء.


و تقوم فلسفته على كتابين هما ((أسطورة سيزيف)) 1942 و المتمرد1951 أو فكرتين رئيسيتين هما العبثية و التمرد و يتخذ كامو من أسطورة سيزيف رمزا لوضع الإنسان في الوجود , و سيزيف هو هذا الفتى الإغريقي الأسطوري الذي قدر عليه أن يصعد بصخرة إلى قمة جبل , ولكنها ما تلبث أن تسقط متدحرجة إلى السفح, فيضطر إلى إصعادها من جديد, و هكذا للأبد , وكامو يرى فيه الإنسان الذي قدر عليه الشقاء بلا جدوى , و قدرت عليه الحياة بلا طائل, فيلجأ إلى الفرار أما إلى موقف شوبنهاور : فطالما أن الحياة بلا معنى فلنقض عليها بالموت الإرادي اي بالانتحار , و إما إلى موقف اللآخرين الشاخصين بأبصارهم إلى حياة أعلى من الحياة, وهذا هو الانتحار الفلسفي و يقصد به الحركة التي ينكر بها الفكر نفسه و يحاول أن يتجاوز نفسه في نطاق ما يؤدي إلى نفيه, و إما إلى موقف التمرد على اللامعقول في الحياة مع بقائنا فيها غائصين في الأعماق و معانقين للعدم, فإذا متنا متنا متمردين لا مستسلمين. و هذا التمرد هو الذي يضفي على الحياة قيمتها, وليس أجمل من منظر الإنسان المعتز بكبريائه, المرهف الوعي بحياته و حريته و ثورته, و الذي يعيش زمانه في هذا الزمان : الزمان يحيي الزمان.


رواياته
الطاعون (رواية)