عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2016, 02:14 PM
المشاركة 12
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الحلقة الثانية . يوم السبت ( الجزء الثالث ) بلد مؤهلات صحيح
مشاهدينا الأعزاء . أهلا و مرحبا بكم من جديد و حلقة جديدة من يوميات عازف
بنشكر كل الأصدقاء الأعزاء المشاهدين و المشاهدات المتفاعلين معانا دايما و اللي بيبعتوا لنا رسائل متتالية و بيعملوا مداخلات كتير جدا و في اقتراح اننا نعمل مداخلات على الهوا بس بيني وبينكم انا مش موافق خوفا على مشاهدينا الأعزاء أصل لو عملنا مداخلات على الهوا ممكن اي مشاهد يقع مننا و احنا ما صدقنا نجمع لنا شويه مشاهدين مش ناقصين حد يقع مننا في حتة فاضية ولا حاجة ...
المهم . تعالوا يا أصدقائنا يا حلوين نتابع يوميات عازف بعد ما عرفنا اللي حصل له يا ولداه في الآتوبيس و الحوسه الملحوسه اللي وقع فيها بسبب انه فقد رجليه في الأتوبيس و الراجل الطيب اللي قابله . و كل الحكايات دي مش هنطول عليكم بأه و ندخل في المفيد على طول عشان الوقت من دهب و لو ان الدهب بأه غالي و في مفاوضات انه يكون فضه بس ربنا يسهل و يتنازل شويه .



بعد صراع طويل مع الوقت استطاع عازف بعون الله و حمده انه يوصل لباب الشركة و كانت محاولاته الناجحة الحمد لله انه يوصل للباب و رأى من بعيد هدفه التالي الذي سيكون أمامه الكثير و الكثير للوصول له خاصة بعد هذا التابور الطويل جدا المرصوص أمامه من السادة الموظفين .

عدّل عازف من منظره و هندامه و جمع ما تبقى من ترتيب ملابسه حتى يليق بدخول المكان و رفع عينه و اتخذ طريق الباب في خطوة مستقيمة واثقة كعادته كل صباح حين ينفض عن نفسه كل شيء و يتقمص دور الموظف المحترم . و بكل بشاشه رمى على عم سيد الساعي الصباح . فإذا عم سيد يستقبله بابتسامة طويلة عريضة مسطحة أعطت لعازف ايحاء بأن هناك مصيبة مستنياه في المكتب بتاعه خاصة عن عم سيد الساعي هو ساعي المكتب الذي ينتمي له عازف في هذه الشركة المكونه من 18 طابق . نظر عازف لعم سيد نظرة استفهام لكن عم سيد بعد ما القى عليه رد السلام تركه وحده و ذهب لمباشرة أعماله الصباحية المعتادة .

استمر عازف في طريقه لهدفه الأساسي و هو ( دفتر الحضور و الانصراف ) و المعركة المنتظرة مع الأستاذ سعيد مدير إدارة شئون الأفراد بالشركة .
بدأ عازف يتابع الموظفين أثناء التوقيع الصباحي مما أعطاه ايحاء انه مازال أمامه وقت و حاول أن يتابع الحضور من الموظفين حتى يجد وسط التابور الطويل من يعرفه حتى يحن عليه بمكان بجانبه أو ربنا يساعده و يقول له اطلع انت يا عازف يا سلالالالالالام لو ده حصل الله . ابتسم عازف في نفسه و إذا بجاعورة توقظه من احلام اليقظة .
جاعورة كانت كافية بأن تحدث زلزال بقوة 18 ريختر في نفس عازف زلزال هز كل كيانه من الداخل و الخارج و جعل شعر رأسه يقفز من مكانه .




جاء الصوت من خلف عازف فكانت المفاجآة أقوى منه و أكثر شدة و حده هذه المرة .
انه صوت ينتمي لعصر ما قبل التاريخ وقت ما كانت هناك لغات و كان الضرب يحل محل الكلام . و التي أخذ منها البعض هذه التعاملات فنرى مثلا من يناغش صديقة بهبده في خلقته بالقلم على سهوة و يضحك في وشه ضحكة تصل حد الغباء أو هناك من يرزع الآخر بالشلوت على سهوة و يقول له أنا مين . اما أخفها ظلا تلك الحركة الرقيقة التي يقوم بها بعض الناس بأن تكون جالس و يأتي أحدهم من خلفه و يدخل أصابعه بكل قوة في عينيك الاتنين و يصرخ في أذنك مباشرة بأن يقول ( أنا ميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين ) أل يعني أنا بشوف بأفايا .

كان هذا المزيج العجيب من الحركات في صوت واحد هو صوت ( رئيس قسم الآرشيف الذي يعمل فيه عازف ) هذا الصوت جعله يقفز من مكانه فجأه و يجري بلا وعي و هو يقول له ( انت لسه شادد نفسك و جاي يا بيه دلوقتي أمال مين اللي بيرتب المكتب ان شاء الله ) جرى عازف كما الطفل الذي رأى كلب مسعور فجأة في شارع مظلم و ذهب للتابور محاولا الوصول للدفتر .


كان عازف ينتظر مرور رئيسه من جانبه حتى يوصي عليه رئيس قسم الأفراد بأن يجعله يوقع بسرعة حتى ينجز ما هو متأخر من العمل لكن هذا لم يحدث بل أن الرئيسين قد وقفا سويا لفترة ليست بالوجيزة في حوار ضاحك حول شيء ما غير مفهوم بالنسبة للموظفين و عازف يضحك بالتأثير كلما ضحك أحدهما محاولا لفت النظر له .
لكن رئيس شئون الأفراد التفت له فجأة و وقعت عينه على عازف و على ما هو فيه مما جعل عازف يتغير لونه لألوان متعددة كثيرة لا نعرف لها لون حتى الآن . و قال رئيس الأفراد لرئيس الأرشيف . ( انت تأمر يا باشا بس كده و غلاوتك عندي هيكون عندك جاهز للي انت عايزة كله بس سيبهولي شوية )

ابتسم عازف في بلاهه بدون أن يفهم المقصود من كلام الرؤساء و قال في نفسه . هذا كلام رؤساء مالي انا به
انتظم من جديد في التابور من جديد و كان ترتيبه العاشر تقريبا و بدأ تسارع الجميع في التابور و الكل من بعده يسارع أكثر و أكثر في التوقيع بخط يده . اقترب عازف من الدفتر و مع الاقتراب يزداد وقع ابتسامته . و هو على وشك الحصول على هدفه المطلوب و الذي تخيله في وقت من الأوقات انه مستحيل .
و مع اقتراب عازف ترتفع في رأسه درجات الانتباه حتى يتذكر رقمه في الصفحة و في أي صفحة موجود اسمه رغم انه اكثر من مرة حاول الحفظ لكن ينسى مع بداية كل اسبوع و إعادة كتابة الدفتر من جديد .


اقترب عازف و كاد أن يصل للمكتب و إذا بالمدير يوقف العمل بالتابور فجأة بصوته الجهوري الأجش مناديا . يا أهلا يا أهلا يا أهلا . أشرقت الأنوار و ظهرت الشمس في كبد السماء . دا ايه الصباح الجميل الرايق ده . مش ممكن كده و الله يا ارض احفظي ما عليكي .

تحول وجه عازف للون الأحمر من شدة الخجل بهذه الحفاوة الغير معتادة من المدير و يبدو أن الكلام ما بينه و بين مدير الأرشيف جاء بنتيجة كبيرة و سريعه . رفع عازف رأسه من شدة الخجل بابتسامته و هم أن ينطق بالكلام و الرد على حفاوة المدير . و شكره لكن الكلام توقف في حنجرته فجأة . و تقيدت كل حواس عازف حين نفذ لأنفه نوع مميز جدا من العطور يعرفه جيدا لأنه يشمه كل يوم في المكان لكن لا يعلم المصدر و إذا بالجميع يلتفتون لمكان واحد هو باب الشركة و دخول تلك الصاروخ الموجه لدفتر الحضور و الانصراف بابتسامة عريضة و صوتها يرن في المكان .
ميرسي أوي يا استاذ . ربنا ما يحرمنيش منك انت متعرفش أنا بتعب أد ايه عشان أجي دلوقتي
رد عليها مدير الأفراد : ولا يهمك يا باشا انت تأمر الدفتر يجيلك لحد عندك بس كده
قالت له : ميرسي اوي ليك و الله جمايلك دي كتير و مردوده لك في الأفراح .
هنا حاول عازف ان يلحق الدفتر الذي كان أمامه من لحظة لكن يد المدير سحبت الدفتر فجأة لتذهب به للباب حيث الصاروخ الواقف على قواعده و قال لها مبتسما : اتفضلي امضي بنفسك . ثم التفت لباقي الواقفين بوجه يشبه في ملامحه وجوه الكفار في عصر الجاهليه . دفتر التأخير من عندك يا سيد عشان البهوات تمضي فيه . كفاية تسيب و انحلال مفيش مرة تمضوا في دفترالحضور بدري أبدا كل مرة كده لازم تأخير تأخير . حللوا اكل عيشكم بأه .


كتب عازف اسمه في دفتر التأخير مع صوت المدير و هو يقول مدة التأخير ربع ساعه يا أستاذ عازف الساعه دلوقتي كام شوف بعنيك عشان متقولش اني ظالم .
رد عازف بحركة من رأسه معناها الايجاب و كتب في الدفتر مدة التأخير 15 دقيقة .

ثم ترك الدفتر لمن يقف بعده و ترك المدير في حواره الباسم مع الصاروخ
و اتجه ناحية المصعد ليذهب إلى مكتبه في الآرشيف . و هو يقول في نفسه
امتى يا سيد اقف بقوة و أقولك فوت علينا بكرة يا سيد .







و إلى هنا مشاهدينا الآعزاء انتهى الجزء الجديد من عازف و يومياته و نتمنى ان يكون الجزء ده عجبكم
منتظرين تفاعلكم و رسايلكم و مداخلاتكم على رسائل الزوار .

و إلى لقاء في حلقة جديدة من يوميات عازف .

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب