عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2016, 12:58 AM
المشاركة 13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالسادة الأساتذة :

هل تستطيع أن تعبر عن الحب بلغة علمية ، أكيد لن يكون الجواب سهلا .

يذهب فرويد إلى اعتبار الحب واحدة من لبنات الذات الإنسانية ، فلا أعتقد أن الإنسان يستطيع أن يعيش في مجتمع خارج علاقات حبية ، رغم أن فرويد وضع حب الحياة و كراهية الموت في نفس المستوى و جعلهما غريزتين منهما تتناسل كل العواطف سلبية كانت أو إيجابية ، فأرى أن غريزة الحب أو البناء هي الأساس و غريزة الهدم لا تكون إلا رد فعل أو تعبير عن فشل الحبّ .

هل الحب وهم ؟ إن كان الحب وهما فما الحقيقة إذن ؟ نعم قد تكون الأشياء هي الحقيقة الظاهرة أمامنا ، لكن هل يكون لها معنى خارج العلاقات ، الذات ليست كلها واقعية ، بل هذا الجزء الاعتباري هو ما يعطي المعنى ، الأشياء الخارجية كلها تدخل في علاقات ، وهذه العلاقات هي الوجود الاعتباري للإنسان ، نعم قد يتحول الحب إلى مرض كما تتحول كل العلاقات إلى أمراض متى خضعت الذات لذلك العنوان وجعلته موطن حقيقتها الوحيد ، فمثلا عندما تحب الفن بهوس تصبح عبدا لهذا النمط من التعبير ، وغالبا ما يتحول الكتاب والفنانون و العلماء وغيرهم إلى مجرّد شخصيات زائفة سيطرت عليها العناوين و فقدت السيطرة و هذا يقع في الحب أيضا .

المرأة كما الرجل ، والرجل كما المرأة ، لا يستطيعان الاستغنا عن بعضهما ، ليست المسألة مختصرة في الجسد رغم أهميته لكليهما ، بل هناك بعد أعمق ، رابطة وجدانية حيّة ، علاقة حبيّة ، رابط لبيدوي ، يمغنطهما معا ، و ليس وهما وإلا لأمكن اقتلاعه بسهولة و يسر ، و هو أمر غير قابل للسيطرة كما قد يتبادر إلى الذهن . لكن أيضا ليس مستحيلا بل يمكن تعويضه والتخفيف من آثاره المدمّرة ، بجعله في نطاقه الطبيعي .

شهر العسل ليس كما تم تصويره ، فشهر العسل ما هو إلا مرحلة مرحة و ابتعاد عن جو العلاقات العائلية قصد التخفيف من وطأتها استعدادا لعيش مرحلة الحب ، و إنشاء علاقة قوية جديدة ، هو مجرد بوابة منها يتم الولوج إلى عالم الحبّ أو مرحلة أخرى من مراحله .

و شكرا