عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2013, 03:15 PM
المشاركة 11
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

صورة جماعية / مضر العباس .
من خلف الستائر كان يسترق النظر عبر الفناء الخلفي للبيت ..
مراهقٌ يراقبُ بشغفٍ تفاصيل ابنة الجيران الناضجة ..
يتحسس الفوارق بين النساء والرجال .. بينما تنشر هي الغسيل غير آبهة بنسائم تداعب ثوبها الحريري .. لتبدو الفوارق أشّد وضوحاً ..

لم تعد الفوارق بهذا القدر من الإلحاح ..
ولم تعد النسائم أليفة كما مضى ..
فالأفق الصغير بين الستائر المغلقة وحبل الغسيل صار مكتضاً بأطياف حزينة ..
يعج بخيالات جميلة .. حميمة .. تحرق القلب بهدوء خلف الستائر المغلقة ..
لم تعد الفوارق مهمة بهذا القدر بعد اليوم ..
فالفناء الخلفي للبيت صار اليوم حديقة صغيرة تقتسمها ورود ربيعية دامعة المياسم ..
وظّل القلب مراهقاً يبكي خلف الستائر المظلمة ..
يسترق النظر عبر الفناء الخلفي للبيت ..
مراهقٌ يراقبُ بشغفِ تفاصيل مقبرة جماعية .. تضم صورة جماعية لكل أبناء الحي ..
وفي الزاوية القصوى ابتسامة هادئة لابنة الجيران الناضجة .. يلفها بحزن ٍعقد ياسمين ..



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!