عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2011, 01:49 PM
المشاركة 46
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
حياة المعتقل وسر الدقائق الخمس
إدوارد الخراط: كان واضح وكنت بألتقي بالعمال في القهاوي المعروفة وكان بتُدبر لي كمائن علشان يقبضوا عليا وبأفلت منها بأعجوبة نتيجة لكده طبعا جاءت 15 مايو 1948 أُعلنت الأحكام العرفية بحجة دخول الجيوش العربية، قوس اقفل القوس، إلى فلسطين للقضاء على العصابات الإسرائيلية الصهيونية بحجة هذا العذر اُعتقل في الإسكندرية..
زوجة الخراط: كثير طبعا؟
إدوار الخراط: مجموعات.
زوجة الخراط: مجموعات كلهم إسكندرانية ما فيش.. ما كانش من مصر؟
إدوارد الخراط: في أبو قير كان كلهم إسكندرانية.
زوجة الخراط: كلهم إسكندرانية.
إدوارد الخراط: مجموعات من اليساريين مجموعات من اليهود الصهاينة مجموعات من الأخوان المسلمين الغريب جدا أيضا مجموعات من اليوغوسلاف الهربانين من تيتو والروس البيض الهربانين من ثورة أكتوبر أي هربانين من الشيوعية فاتمسكوا بحجة باسم الشيوعية أخذونا..
زوجة الخراط: مجموعة كبيرة قوي.
إدوار الخراط: مجموعة كبيرة جدا.
زوجة الخراط: كانوا كم؟ فاكر؟
إدوارد الخراط: لا الأعداد الدقيقة ما أعرفهاش فأخذونا إلى المعتقل اللي هو كان عبارة عن عنبر من عنابر الطيارات أو المطارات الإنجليز، عنبر ضخم جدا.
زوجة الخراط: في أبو قير؟
إدوارد الخراط: واسع جدا في أبو قير وفيه ثكنات للسكان للعساكر أو الجنود أو المشتغلين في القاعدة، فده كانت بداية أو أحد مراحل طريق النسر، بالليل بعد الساعة الثانية عشر هتلاقي.. ده التقليد المتبع بعد الساعة الثانية عشر أو واحدة أو اثنين الصبح طلع في بيتنا بيت بسلالم ضيقة صغيرة ما تكاد تكون كتيبة، ضابط واثنين مخبرين وثلاثة عساكر أسلحة وخبطوا على الباب أنا كنت مستعد تقريبا وقالوا لوالدتي بقى الله يرحمها خمس دقائق بس مش عارف إيه، مفهوم المسألة خمس دقائق، روحنا كان فيه عربية جاهزة ودونا لي قسم كرموز، لاقيت هناك اثنين مستنيين.. عمال من شركة فابريكة كرموز دول بقى كانوا زملائي في كل فترة الاعتقال وكانوا أحسن زملاء ممكن الواحد يتصورهم، فاكر صابر الثاني مش فاكره أنا عطيته اسم في الرواية لكن مش فاكر اسمه إيه بالضبط، صابر والثاني ده نسميه محمود مثلا كانوا من أنظف وأطهر وأخلص الناس، عمال ثقافة محدودة لكن استنارة عقلية وإخلاص نسميه إخلاص وطني ثوري لا نهاية له، إحنا بندور على حاجة كانت موجودة هنا من خمسين سنة.