عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2012, 07:21 PM
المشاركة 15
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العروض و مسألة لُغوية(1):
لا يصح _عندي - تسمية حامل القلم بالأديب ما لم يكن ملماً بكلِّ فنون الأدب العربي ، فاللغة العربية كالشجرة يتفرع منها أفنان هي النحو و الصرف و البلاغة و العروض و لكي نفهم الجزء لا بد من النظر في الكلِّ , و قد تشكل على المتخصص في فننٍ مسألةٌ فإن كان محيطاً بسائر الفروع الأخرى فغالباً ما يجدُ الضالة المنشودة .
وعلم العروض هو علمٌ هامٌ ليس لكاتب الشعر بل و لناقده و المستدل به: من جهة الموسيقى و من جهة المعنى ، و سأدلل على ما أقول بهذه الحادثة التي أوردها صاحب لسان العرب في الجزء الأول تحت (أثر):
(... فأمَّا ما أنشدَه ابن الأعرابي من قوله:
فإنِّي إن أقَعْ بك أُهَلِّكْ، =كَوَقع السِّيْفِ ذي الأَثَرِ الفِرِنْدِ
فإن ثَعْلَبَاً قالَ: إنَّمَا أرادَ ذي الأَثْرِ فحركه للضرورة ؛ قال ابن سيده : و لا ضرورةهُنا عندي لأنه لوْ قال ذيْ الأَثْر فسكنَهُ على أصْلِهِ لصار مفاعلَتُن إلي مفاعيلن و هذا لا يكسرُ البيتَ ، لكن الشَّاعرَ إنَّما أرادَ توفية الجزء فحرك لذلك ...)
ا.هـ
قلتُ:
هذا من الوافر
و من صوره: مفاعلَتن مفاعلَتن فعولن=مفاعلَتن مفاعلَتن فعولن
و يجوز في حشوه العصب و هو تسيكن الخامس المتحرك مِنْ مفاعلتن فتصبح به ( مفاعلَتُنْ) (مفاعلْـتُنْ) و تشتهر بـ (مفاعيلن)
و بمعرفة هذا الأديب بفن العروض بَرَّأَ الشاعرَ من التجاوز في اللغة بجائز الزحافات في العروض.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا