الموضوع
:
اثر الحضارة العربية والإسلامية في الأدب العالمي- دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
07-20-2013, 12:38 PM
المشاركة
21
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,766
أثر القرآن الكريم في الشعر الإنجليزي( الأمريكي)
هاني إسماعيل محمد
أن
يُؤثر القرآن الكريم في الأدب العربي القديم والحديث
، وأن
يؤثر في الأدباء العرب
مسلمين أو مسيحين شيء طبيعي
، وأمر مقبول وأثر مفهوم، ولكن أن
يتجاوز أثر القرآن
الكريم الثقافة العربية لثقافات أجنبيه أخرى أو لآداب عالمية
، فإن الأمر يستحق
الاهتمام والإشادة، خاصة
إذا كان المتأثر
هو المستعمر الذي ينظر للشعوب العربية
والإسلامية نظرة تعالٍ، ولا يرى فيما يملكون من آداب وثقافات سوى الفلكلور الشعبي
والأساطير التراثية، أضف إلى هذا تعصبه وعداؤه المستحكم للإسلام وكل ما يمت له
بصلة
.
لكن بين يدي النص القرآني المقدس وما فيه من جلال وجمال، جلال يصيب النفس
بالرعشة، والعقل بالدهشة، وجمال يخيم على الآذان فتصدع، والقلوب فتطرب، ومن ثم لا
يجد المبدع إلا الاستسلام والتسليم لهذا البيان الرباني، والنغم القرآني الذي يُشجي
النفوس ويُسجي الروح، في إخبات وإجلال
.
يتجلى أثر القرآن الكريم في الشعر
الإنجليزي ( الامريكي ) عند الشاعر الأمريكي إدجار آلان بو
Edgar Allan Poe
في قصيدتيه (إسرافيل
)
و (الأعراف) وإسرافيل في نظر بو ذو صوت عذب
:
في الجنة تقطن روح ’’أوتار قلبها
عود
‘‘
لا يغني ملاك كالملاك إسرافيل
ويذكر في الهامش هذه العبارة ’’الملاك
إسرافيل أوتار قلبه هي عود، وصوته أعذب صوت في مخلوقات الله‘‘
ويقول إنها آية في
القرآن
، وبالرغم من أن هذا ليس بصحيح لكنه يحمل دلالة صريحة
على تأثره بالقرآن
الكريم، واطلاعه على بعض ترجماته أو الدراسات الاستشراقية التي تناولته، وهذا ما
يفسر التشويش والتحريف الذي جاء من بو
.
وعندما نعلم أن بو كاتب الرعب والفزع،
وأن الموت هو موضوعه المفضل في أعماله، نعرف لماذا اختار بو إسرافيل، فإسرافيل هو
الملك الموكل بالنفخ في الصور {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ
أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] ، هذا النفخ الذي يصعق
ويبعث يتوائم مع فلسفة بو في الموت وعالم الغيب
تتلائم المقايس فوق مع مقاييسك
الحارقة
:
حزنك، فرحك، كرهك، حبك مع حمى عودك
سوف تجعل النجوم خرساء تماما
. (
من قصيدة إسرافيل
)
ولا يجانبنا الصواب إن قلنا أن إدجار آلان بو استلهم بيته
الشعري في ذات القصيدة: ’’وظل نعيمك الكامل هو إشراق شمس عالمنا‘‘ من قوله تعالى
{
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: 69]
كما استوحى اسم
قصيدته
الأعراف من القرآن الكريم
، فالأعراف اسم للسورة السابعة في القرآن الكريم، وسميت
بهذا لورود اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما، وروى
جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال: هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت
بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على
السور حتى يقضي الله فيهم
.
فلتسكن فيه روحي المتعبة
بعيدا عن خلو
الجنة
ومع ذلك كم هي بعيدة عن الجحيم!
(من قصيدة الأعراف
)
يذكر في الهامش
تعليقا مهما عن هذه الأبيات يكشف عن مدى تأثره الشديد بالقرآن فيقول: ’’عند العرب
هناك وسط بين الجنة والجحيم حيث لا يعاني الإنسان من عقاب إلا إنه لا يحرز ذلك
الهدوء، وحتى السعادة اللذين من المفترض أن يميزا الفرح السماوي، الحزن غير مستبعد
من الأعراف ولكنه ذلك الحزن الذي يتعلق به الحب الحي من اجل الميت، والذي يشبه في
بعض الأحيان هذيان الأفيون، إن الإثارة المشبوبة للحب والابتهاج لروح مرافقة في وقت
الثمل هي متعتها الأقل قدسية الثمن الذي يعدو بالنسبة لتلك الأرواح التي تختار
الأعراف كمسكن لها بعد الحياة، الموت الأخير والمحق
‘‘.
هذه نموذج مجرد نموذج
لأثر القرآن الكريم في الشعر الإنجليزي المعاصر
( الامريكي ) والذي استلهم منه كثير من الشعراء
المعاني والأخيلة والصور، ولكن للأسف العصبية الدينية وجهالة الرسالة السماوية،المحفوفتان بالعداء الممقوت لدين الله ورسوله جعلت غشاوة على الأبصار وحجابا على الأذهان فانحرفوا عن جهل عن مضامينه ورؤاه، وفي كثير من الأحايين حرفوا عن عمد سوره وآياته، ولكن يبقى القرآن صوت جلي ومؤثر، يتطلب منا نحن معشر المسلمين أن نحمله لهم فيضا ربانيا ونورا إلهيا على مشاعل الدعوة بالحسنى
.
رد مع الإقتباس