عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2013, 12:38 PM
المشاركة 21
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أثر القرآن الكريم في الشعر الإنجليزي( الأمريكي)
هاني إسماعيل محمد
أنيُؤثر القرآن الكريم في الأدب العربي القديم والحديث، وأن يؤثر في الأدباء العربمسلمين أو مسيحين شيء طبيعي، وأمر مقبول وأثر مفهوم، ولكن أن يتجاوز أثر القرآنالكريم الثقافة العربية لثقافات أجنبيه أخرى أو لآداب عالمية، فإن الأمر يستحقالاهتمام والإشادة، خاصة إذا كان المتأثر هو المستعمر الذي ينظر للشعوب العربيةوالإسلامية نظرة تعالٍ، ولا يرى فيما يملكون من آداب وثقافات سوى الفلكلور الشعبيوالأساطير التراثية، أضف إلى هذا تعصبه وعداؤه المستحكم للإسلام وكل ما يمت لهبصلة.
لكن بين يدي النص القرآني المقدس وما فيه من جلال وجمال، جلال يصيب النفسبالرعشة، والعقل بالدهشة، وجمال يخيم على الآذان فتصدع، والقلوب فتطرب، ومن ثم لايجد المبدع إلا الاستسلام والتسليم لهذا البيان الرباني، والنغم القرآني الذي يُشجيالنفوس ويُسجي الروح، في إخبات وإجلال.
يتجلى أثر القرآن الكريم في الشعرالإنجليزي ( الامريكي ) عند الشاعر الأمريكي إدجار آلان بو Edgar Allan Poe في قصيدتيه (إسرافيل) و (الأعراف) وإسرافيل في نظر بو ذو صوت عذب:
في الجنة تقطن روح ’’أوتار قلبهاعود‘‘
لا يغني ملاك كالملاك إسرافيل
ويذكر في الهامش هذه العبارة ’’الملاكإسرافيل أوتار قلبه هي عود، وصوته أعذب صوت في مخلوقات الله‘‘ ويقول إنها آية فيالقرآن، وبالرغم من أن هذا ليس بصحيح لكنه يحمل دلالة صريحة على تأثره بالقرآنالكريم، واطلاعه على بعض ترجماته أو الدراسات الاستشراقية التي تناولته، وهذا مايفسر التشويش والتحريف الذي جاء من بو.

وعندما نعلم أن بو كاتب الرعب والفزع،وأن الموت هو موضوعه المفضل في أعماله، نعرف لماذا اختار بو إسرافيل، فإسرافيل هوالملك الموكل بالنفخ في الصور {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِيالسَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِأُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] ، هذا النفخ الذي يصعقويبعث يتوائم مع فلسفة بو في الموت وعالم الغيب
تتلائم المقايس فوق مع مقاييسكالحارقة:
حزنك، فرحك، كرهك، حبك مع حمى عودك
سوف تجعل النجوم خرساء تماما. (من قصيدة إسرافيل)


ولا يجانبنا الصواب إن قلنا أن إدجار آلان بو استلهم بيتهالشعري في ذات القصيدة: ’’وظل نعيمك الكامل هو إشراق شمس عالمنا‘‘ من قوله تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: 69] كما استوحى اسم قصيدتهالأعراف من القرآن الكريم، فالأعراف اسم للسورة السابعة في القرآن الكريم، وسميتبهذا لورود اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما، وروىجرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال: هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدتبهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك علىالسور حتى يقضي الله فيهم.
فلتسكن فيه روحي المتعبة
بعيدا عن خلوالجنة
ومع ذلك كم هي بعيدة عن الجحيم! (من قصيدة الأعراف)


يذكر في الهامشتعليقا مهما عن هذه الأبيات يكشف عن مدى تأثره الشديد بالقرآن فيقول: ’’عند العربهناك وسط بين الجنة والجحيم حيث لا يعاني الإنسان من عقاب إلا إنه لا يحرز ذلكالهدوء، وحتى السعادة اللذين من المفترض أن يميزا الفرح السماوي، الحزن غير مستبعدمن الأعراف ولكنه ذلك الحزن الذي يتعلق به الحب الحي من اجل الميت، والذي يشبه فيبعض الأحيان هذيان الأفيون، إن الإثارة المشبوبة للحب والابتهاج لروح مرافقة في وقتالثمل هي متعتها الأقل قدسية الثمن الذي يعدو بالنسبة لتلك الأرواح التي تختارالأعراف كمسكن لها بعد الحياة، الموت الأخير والمحق‘‘.

هذه نموذج مجرد نموذج لأثر القرآن الكريم في الشعر الإنجليزي المعاصر ( الامريكي ) والذي استلهم منه كثير من الشعراء المعاني والأخيلة والصور، ولكن للأسف العصبية الدينية وجهالة الرسالة السماوية،المحفوفتان بالعداء الممقوت لدين الله ورسوله جعلت غشاوة على الأبصار وحجابا على الأذهان فانحرفوا عن جهل عن مضامينه ورؤاه، وفي كثير من الأحايين حرفوا عن عمد سوره وآياته، ولكن يبقى القرآن صوت جلي ومؤثر، يتطلب منا نحن معشر المسلمين أن نحمله لهم فيضا ربانيا ونورا إلهيا على مشاعل الدعوة بالحسنى.