عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2011, 11:57 PM
المشاركة 23
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال : ما الصحيح ، أن نقول : ( فتح الله عليك ) أم ( فتح الله لك )؟
السائلة : سها / سوريا

الإجابة:
وعليكم من السلام ورحمة الله وبركاته

( فتح الله لك ): تأتي دائما في الخير، مثل قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا )؛ أي نصرناك.
و تأتي هنا في الأشياء التي فيها خير وبشرى .
أما( فتح الله عليك) : فتأتي بالخير، وبالأشياء التي ليست بشرى ولا جيدة للإنسان ( الشر )
فتأتي بمعنى الخير ،بدليل قوله تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ..الآية) فجاءت هنا بالبشرى والثواب من الله، وتأتي بالشر كقولنا : فتح الله حممه على العدو..
وإذا تأملنا في الآية ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ..الآية)
لوجدنا أن "عليهم" جاءت فى سياق "من السماء" فتكون "على" بمعناها الأصلي وهو الاستعلاء...
فالرزق آت من السماء نازل على الناس.....


قال الراغب الأصفهاني- رحمه الله - :

الفتح: إزالة الإغلاق والإشكال، وذلك ضربان:

أحدهما: يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه، وكفتح القفل والغلق والمتاع، نحو قوله: }ولما فتحوا متاعهم{ [يوسف/65]، }ولو فتحنا عليهم بابا من السماء{ [الحجر/14].

والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهم، وهو إزالة الغم، وذلك ضروب: أحدها: في الأمور الدنيوية كغم يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، نحو: }فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء{ [الأنعام/44]، أي: وسعنا، وقال: }لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض{ [الأعراف/96]، أي: أقبل عليهم الخيرات. والثاني: فتح المستغلق من العلوم ، نحو قولك: فلان فتح من العلم بابا مغلقا، وقوله: }إنا فتحنا لك فتحا مبينا{ [الفتح/1]، قيل: عنى فتح مكة (وهذا قول عائشة. انظر: الدر المنثور 7/510)، وقيل: بل عنى ما فتح على النبي من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثواب، والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه (انظر: روح المعاني 26/129). وفاتحة كل شيء: مبدؤه الذي يفتح به ما بعده، وبه سمي فاتحة الكتاب، وقيل: افتتح فلان كذا: إذا ابتدأ به، وفتح عليه كذا: إذا أعلمه ووقفه عليه، قال: }أتحدثونهم بما فتح الله عليكم{ [البقرة/76]، }ما يفتح الله للناس{ [فاطر/ 2])) أ.هـ.

فسواء قيل "فتح الله عليك" أو "فتح الله لك" فكلاهما صحيح مع دلالة السياق على إرادة الخير للصياغة الأولى التي هي "فتح الله عليك" لأنها قد تأتي في سياق يدل على الاستدراج للعقوبة ونحوه.