عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2021, 05:40 AM
المشاركة 5284
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
2886

.... قَدْ كَانَ ذَلِكَ مَرَّةً فَاليَوْمَ لَا ....


أولُ من قَال ذلكَ فاطمة بنت مُرٍّ الخَثْعَمية، وكانت قد
قرأت الكُتُبَ، فأقبل عبدُ المطلب ومعه ابنه عبدُ الله يريد
أن يزوِّجَهُ آمنَةَ بنت وَهْب بن عبد مناف بن زُهْرَة بن
كلاب، فمرَّ على فاطمة وهي بمكة، فرأت نُورَ النبوّةِ في
وَجْه عَبْد الله، فَقَالت له: مَنْ أنت يافتى‏؟‏ قَال‏:‏ أنا عبدُ
الله بن عبد المطلب بن هاشم، فَقَالت‏:‏ هَلْ لك أن تَقَع
عليَّ وأعطيك مئةً من الإبل‏؟‏ فَقَال:

أمَّا الحَرَامُ فَألمَمَاتُ دُونَهُ
وَالحِلُّ لاَ حِلَّ فأستَبِينَهُ

فَكَيْفَ بِالأمْرِ الَّذي تَنْوِينَهُ
يَحْمِي الكَرِيمُ عِرْضَهُ وَدِينَهُ


ومضى مع أبيه، فزوَّجه آمنة، وظل عندها يومَه وليلته،
فاشتملت بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم انصَرَفَ وقد
دَعَتْه نفسُه إلى الإبل، فأتاها فلم ير منها حِرْصًا، فَقَال
لها‏:‏ هل لك فيما قلت لي‏؟‏ فَقَالت‏:‏ قد كان ذلك مرة
فاليوم لا، فأرسلتها مَثَلًا.
يضرب في الندم والإنابة بعد الاجترام.
ثم قَالت له‏:‏ أيَّ شَيء صَنعْتَ بعدي؟ قال‏:‏ زَوَّجني أبي
آمنة بنت وهب، فكنت عندها، فَقَالت‏:‏ رأيتُ في وجهك
نورَ النبوة فأردتُ أن يكون ذلك في فأبى الله تعالى إلَّا أنْ
يَضَعه حيث أَحَبَّ، وقَالت:

بَنِي هاشمٍ قَدْ غَادَرَتْ مِنْ أخِيكُمُ
أمِينَةُ إذ للبـاه يَعْتَلِجَانِ

كَمَا غَادَرَ المِصْبَاحُ بَعْدَ خُبُوِّهِ
فَتَائِلَ قَدْ مِيثَتْ لَهُ بِدِهَان

ومَا كُلُّ مَا نَالَ الفَتَى مِنْ نَصِيبِهِ
بِحَزْمٍ، ولاَ مَا فَاتَهُ بِتَوَانِ

فأجْمِلْ إذا طالَبْتَ أمْرًا فَإنَّهُ
سَيَكْفِيكَهُ جَدَّانِ يَصْطَرِعَانِ


وقَالت في ذلك أيضًا:

إنِّي رَأيْتُ مَخِيلَةً نَشَأتْ
فَتَلألأَتْ بِحَنَاتِمِ القَطْرِ

للهِ مَا زُهْرِيَّة سَلَبَتْ
ثَوْبَيْكَ مَا اسْتلَبَتْ وَمَا تَدْرِي