عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2016, 09:18 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا خيال سحري دون طفولة ممزقة وهذا ينطبق على سليم بركات حتما فهذه السطور تظهر جاني من طفولته الممزقة ولو اننا لا تكشف لنا تفاصيل حياته المبكرة وانا استطيع ان اجزم انه اختبر اليتم وتجربة الفقد في وقت مبكر جداً فلا يمكن لعقل ان يعمل بهذه القدرة من الخيال السحري الا اذا ما كانت صاحبه قد اختبر الموت ومرت في تجربة كان فيها قريبا من الموت near death experience
ولو ان الواقع المرير يكون أحيانا أشدة قسوة من اليتم


الحديدي
سليم بركات

دار الطليعة
أدبي(سيرة ذاتية)

التعليق:
يتناول الكتاب عرض موجز ومختصر وعام لطفولة الكاتب في سنينه الأولى والتي قد لا تتجاوز الثانية عشر من العمر.
هناك بعض الكُتّاب لهم امتيازات فمثلاً تقرأ كتابهم بإهتمام بالغ خوفاً من أن تُسرق منك فكرة أو معلومة ومن ضمن هؤلاء الكتاب يأتي سليم بركات مع بعض الامتيازات الإضافية.
اليوم وأنا أقرأ سليم بركات شعرت بأني يجب أن أخشع أمام هذا الرجل في محرابه الأدبي، لا تستطيع أن تقرأ سليم بركات بلسانك فقط بل تبدأ باللسان وتتبعك جميع الجوارح.
عرض الكتاب لطفولة عامة قد تصلح لأي طفل شقي في مدينة القامشلي وقد أشار سليم إلى أن طفولته كانت عنيفة ورد هذا العنف إلى عنف المجتمع فعندما يكون المجتمع عنيفاً سيترجم ذلك على أبناءه وصغاره.
لعلي ارتكبت خطأ عندما قرأت أعمال حديثة لسليم ثم انتقلت إلى أعماله الأولى، لعلي أدركت ذلك من خلال الصور الأدبية فصوره الجديدة ناضجة تماماً فيها أدب مختلف يختص فيه سليم بركات ولم أجدها عند غيره بينما في الجندب الحديدي وجدت هذه الصور ولكنها في طور بزوغها وجدت براعم صور سليم الأدبية، وكم كانت جميلة..! وكم تمنيت ألا ينتهي هذا الكتاب..!

هوامش على الكتاب:

الجندب الحديدي السيرة الناقصة لطفل لم ير إلا أرضاً هاربة فصاح: هذه فخاخي أيها القطا.
--
من ذا الذي يعاتب طفلاً ضربته صواعق الأقحوان فتناثر برعماً برعماً بين نبات حديد وغيم حديد؟ آه كم قلنا: لا تقترب أيها الطفل، لا تقترب من الحطام، بيد أنك اقتربت تلتقط من الحطام بقايا خزف لتزين المراثي.
--
كنا صغاراً يا صاحبي، صغاراً جداً، مثل فراخ الإوز، واقفين على طرفي الشارع كسطور الكتابة. وكان ثمت هرج كبير، هرج مهول، وكان المعلمون الذين يقفزون بين الصفوف ملوحين بعصيهم، أشبه بقطط مذعورة يصرخون: "انتبهوا، لوحوا بأيديكم حين يمر الرئيس".. ومر الرئيس، مر وسطنا ملوحاً بيديه، ثم اختلطت الصفوف الهندسية وراء الموكب، وتحولت إلى كتل سوداء متدحرجة عنيفة في فوضاها.
سقطت على الأرض مرارا تصطدم بي الأجساد والأرجل، وأنا أجاهد للخروج من البحيرة الأدمية وحين وصلت إلى البيت كان وجهي أقرب إلى التراب منه إلى وجه طفل.
تلك كانت بداية العنف يا صاحبي.
---