عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2010, 09:06 PM
المشاركة 10
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (6)


لعلَّهُ بدعائي يبسمُ القدرُ



ما خُنتُ حبَّكِ لكنْ هكذا القدرُ
وما كفرتُ بهِ لكنَّهمْ كفروا

ما خُنتُ حبَّكِ لا واللهِ يا قمري
الدمعُ يشهدُ والتسهيدُ والسَّهرُ

مرَّتْ ثلاثونَ وازدادتْ ثمانيةً
حَملتُ ما ناءَ فيه الجِّنُّ والبشرُ

حملتُ صمتي وتَحناني وقافيتي
وكِدتُ أُصعقُ لمَّا جاءني الخبرُ

* * *
قالوا: التي كنتَ تهواها غَدَتْ هَمَلاً
مشلولةًً في زوايا البيتِ تنتظرُ

في كلِّ يومٍ يراها الناسُ باسطةً
كفَّاً إلى اللهِ ترجوهُ وتعتذرُ

تبكي زماناً بِهِ أرخَتْ ضفائرَها
تُغازلُ الأفْقَ كيما يبزغَ القمرُ

تلوذُ بالذكرياتِ الخُضْرِ تحضنُها
حتَّى تجذَّرَ في أعماقِها الوطرُ

* * *
مرَّتْ ثلاثونَ وازدادتْ ثمانيةً
لم يبقَ دماءُ الشوقِ تستعِرُ

* * *
واليومُ يا أيُّها الغافي على دعةٍ
ماذا تقولُ ؟ وهل يرضيكَ تنتحرُ

ألمْ تكنْ في حنايا الصدرِ تحضنُها
أيامَ كانت بشالِ الحُسنِ تأتزرُ

ألمْ تكنْ يومَ تنأى تكتوي ألماً ؟
فهلْ نسيتَ ؟ وزاغَ الفكرُ والبصرُ

أمِ انتبذتَ مكاناً تستحمُّ به
بين الغواني وطابَ الأُنسُ والسمَرُ ؟

* * *
فقلتُ : والنارُ تكوي أحرفاً دمعتْ
والقلبُ من نازفاتِ الوجدِ ينفطرُ

هيهاتَ .. هيهاتَ أنساها سأذكُرُها
فلم أزلْ رهنَ نارِ الشوقِ أنصهرُ

أرجو الشفاءَ لها ممَّا تكابده
لعلَّهُ بدعائي يبْسَمُ القدرُ


6/1/2000