عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2010, 03:53 PM
المشاركة 7
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (3)


سهرة بإذن سفر


في زحمةِ أخبارِ الدُّنيا ينسرِبُ الوقتْ
لم يحضرْ حاملُ أوراقِ الإحصاءِ
لتسجيلِ الأزهارْ
الجوُّ ضبابْ
ها قد أقبلْ
في جُعبةِ هذا المغرورِ المتسوِّلِ أوراق
للمسحِ الميدانيِّ ِوإذنِ سفَرْ
في الصمتِ علاماتُ استفهامٍ واستغراب
رفعَ الأوراقَ وعدَّدَها
وانهالَ يسبُّ جموحَ الخط
نوعان فقط
لا ثالثَ يبدو بينهما ..
لا رابعَ ما هذا الإجحافْ ؟
الخطُّ توارى لم يُقْبِلْ
ما هذا الخط ؟ !
اِلعب .. اِربحْ .. اِخسر .. سجِّلْ
* * *
هاتِ الأوراقَ على عَجَلٍ
لا تعبثْ في ترتيبِ الدَّورْ
السائقُ صاحْ .. أكمِِلْ .. أكمِلْ
دَوْري .. دورُكْ
أكمِلْ واحذَرْ .. إيَّاكَ تحاولَ إقناعي
بضمان الرِّبحْ
فأنا من أمهرِ خَلْقِ اللهِ بفنِّ الغِش
اِلعب .. اِربحْ .. اِخسر .. سجِّلْ
* * *
في حيِّ الطَّ ... الشرقيِّ تَربَّعَ عملاقُ السَّاحه
الساعةُ تبدو مسرِعةً
والجوُّ دخانْ
اِفتحْ .. أغلقْ
دخلَ البرذون .. تلاهُ الأرنبُ ثمَّ الفأرْ
لكنَّ الثعلبَ لم يحضُرْ
فلنكملْ ثرثرةَ الأوراقِ بغيرِ قيودْ
اِلعب .. اِربحْ .. اِخسر .. سجِّلْ
أخبارٌ سيِّئةُ الإيقاعِ تُذاع على أسماعِ الحيّْ
غِربانٌ تقصفُ في هلعٍ فرسانَ النَّصرْ
الطَّفلُ يفجِّرُ " دبابة " ويضمُّ الأرضْ ..
خرج " الشيشان " من " كروزني "
غرقوا بالدم
ما اهتزَّت حاملةُ الأختامِ الرسميَّة
تصريحٌ أخرقُ هزَّ الكونَ ولا آذانْ ..
اِسمعْ .. اِخرسْ .. لا فرقَ ومن بَعدي الطوفانْ
فلنكملْ ثرثرة الأوراقِ
بدونِ كلامْ
إعصارٌ يجتاحُ " الـ "
زلزالٌ يضربُ " أ "
يا لطفَ الله ...
دعنا من هذا التلفاز المشحونِ بأخبارِ العالمِ
ولنكمل ثرثرة الأوراقِ
بلا أخبارْ
* * *
في أقصى الشرق يموتُ ملايينُ الأطفالْ
في أقصى الغربِ يموتُ الناسُ من التخمةْ
بركانٌ يقذفُ أحشاءهْ
فتميدُ الأرضْ
اِلعب .. اِربحْ .. اِخسر .. سجِّلْ
* * *
كمْ صارَ رصيديَ في المصرفِ ؟
" بلغَ المليارْ "
حمْداً للهِ على نِعمِهْ
وافاني الخط
أكملْ .. أكملْ
عُدَّ الأوراقَ على عجلٍ
اِلعبْ .. اِربحْ ..
سجِّلْ
وافاني الخط
* * *
دخلَ الطاووسُ على عجلٍ منفوشَ الريشْ
هاتِ الأوراقَ .. لقد أخطأتْ ..
ألمْ تسمعْ ؟
جلس الطاووس وفي يدهِ مطرقةُ الزّيف
وانهالَ يطبِّلُ ويُزمِّرْ
* * *
ثعبانُ الوقتِ يحاصِرُ أبطالَ الحلبة
أسرعْ .. أسرعْ
اِلعب .. اِربحْ .. اِخسر ..
سجِّلْ
جاءَ الثعلبُ .. هربَ الأرنبُ ..
الفأرُ تقوقعَ في جُحرِهْ
برذونُ الحلبةِ راحَ يسُبّْ
ساعاتُ السهرةِ مُسرعةٌ والفجرُ أطلّْ
فلنجمعْ أوراقَ الخيبة
ولنسرعْ حان أذان الفجرْ
ذهبَ الأبطالُ إلى المسجدِ ..
صلَّوا .. وبَكوا .. ثمَّ ابتهلوا
ربَّاهُ انصُرنا .. يا الله
* * *
خرجَ الأبطالُ من المسجد
ومَضوا بخطىً متعثرةٍ
يروون تفاصيلَ اللعبة
وصلوا أبوابَ مضاجِعِهم
لكنَّ اللعبة لم تُحسمْ
الموعدُ أصبحَ معروفاً
وغداً نتأهبُ كي نغلِبْ
والآن دعُونا حان النومْ
فلنحمِ حدودَ مضاجعِنا
بسلاحِ النومْ
ولنحلمُ بالآتي الزاهرْ
وغداً سنوقعُ إذنَ سفرْ


5/2/2000