عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2010, 09:28 PM
المشاركة 11
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
-اتجاهات أدبيّة أخرى في المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر:

· ظهرت المدرسة البرناسيّة(الفن للفن) على يد لو كونت دوليل، كوبيه، وبرودون محاولة أن تتبنى المنهج العلمي في الشعر على نحو ما فعل الطبيعيون في الرواية، فأجمعوا على أنّ الشعر ينبغي له أن يهدف إلى كمال الشكل، وألا يبالي بالفائدة الاجتماعيّة أو الأخلاقيّة، وكره السهولة والمبالغة في الانفعال، وبالتالي أفسحت البرناسيّة لدخول الفلسفة إلى الشعر.

· كذلك ظهرت المدرسة الرمزيّة كرد فعل على التشبّث بالواقعيّة والموضوعيّة، وأكثر ما برزت في الشعر فدعت إلى استخدام الرموز للتعبير عن الأفكار والأحاسيس والانفعالات الغامضة الخفيّة التي يعتقد أنّها تستعصي على التعبير.

انطلقت الرمزيّة من مبدأ الفن للفن، وكان موقف الرمزيين هروبيًّا آثر الغموض والانزواء في مواجهة الصراعات المجتمعيّة، كما حرصوا على الموسيقى، وبذلوا جهدًا عاليًا لتوفير نغمٍ موسيقي عالٍ في قصائدهم؛ فالشعر الحقيقي عندهم الذي يتردد على المعنى والفكرة ولا يعبّر عنها بصراحة، وهو في ذلك يسحر الأذن بإيقاعه، وهذا ما دفع د. محمد مندور إلى القول بصعوبة ترجمة الشعر الرمزي لكونه يعتمد على موسيقى اللغة.

سحرت الرمزية أبناء هذا العصر في بدايتها، ثمّ تكشّفت في نهاية الامر عن ضآلة فكر وابتذال، ومن شعرائها: ادغار ألان بو الأمريكي، وريلكه الألماني، وبودلير الفرنسي، وغيرهم.