عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2022, 05:41 PM
المشاركة 666
حسن زكريا اليوسف
شاعر وأديب عربي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
الجمعة 24 يونيو2022

- الخال وما أدراك ما الخال؟! لديّ خال يحبني جدا مع أنني مقصرة معه، قليلة هي زياراتي إليه ، ولكن قبل أي رحلة لابد من الاتصال به أو زيارته زيارة خاطفة ..
- أحبه كثيرا ، لأنني مهما غبت عنه ومهما حدثت لي من أحداث وسمع بها لا يغضب ولا يعاتبني ، ولا يُكثر عليّ في الأسئلة ، وإذا أخبرته بزيارتي له يلغي جميع ارتباطاته ومواعيده حتى لو كان موعد طبيب يؤجله !
- يستقبلني بحفاوة شديدة ولا يدعني الجلوس بقربه بل أمامه ، كي يناظرني 🤗يحرجني بتعامله الراقي ، عندما أسأله عن سبب حبه لي وأجاكره بقولي : أنت كنت تعشق سيدة تشبهني 🤭 يرد عليّ مالَك شبيهة أبدا ، فقط أتذكر والدتك التي غادرتنا وهي صغيرة ولم أشبع من رؤيتها 😥
- قررت اليوم زيارته وأُطيل البقاء معه حتى موعد صلاة الجمعة ومن ثَمّ أتركه..
- الساعة الآن السابعة صباحا سأتوجه إليه وأخبره بزيارتي له أثناء الطريق حتى لا يُكلف نفسه ويطلب طعام الإفطار كما يفعل معي في كل مرة!
- هاتفته وسألته فيما إذا كان في البيت كي أزوره ومن دون تلعثم بالكلام ، نعم ، نعم حياكِ أنتظرك ، وصلت لم أتعرف على سيارته التي يستخدمها ، هواية الخال شراء السيارات الغريبة وامتلاكها ، عندما دخلت المنزل استقبلتني الفلبينية وأخبرتني أن أنتظره دقائق وسيخرج من غرفته ، قلت لنفسي ربما للتو استيقظ ولابد من أخذ الشور ، لن أستعجله سأنتظره ، مرت 15 دقيقة لحقتها 15 دقيقة أخرى ، بعد ذلك سمعت صوت الباب ودخل ، استغربت وسألت :
- ألم تكن موجودا حين مهاتفتك ؟!
- كنت قد وصلت الشاليه عندما سمعت صوتك عدتُ وبسرعة جنونية حتى أصل وأراك .
- والله لو كنت أحب شخصا لن يفعل ما فعلته من أجلي ، صعب جدا قطع مسافة طويلة وتصل للشاليه ومن ثَمّ تعود ، أخذتُ درسا لن أُكرر زياراتي التالية إليك إلا بأخذ موعد مسبق 🤨
- المهم دارت أحاديث تخللتها ذكريات جميلة وأخبرته برحلتي فجر السبت إلى جمهورية إيران الإسلامية وأضحكني حين قال بأي لغة ستتعاملين معهم 🤣
- ربما أعود وأنا أتقن لهجتهم ما أدراك؟! ☺، معنا مرافق إيراني سيرافقنا في رحلتنا ، والله يسهل الأمور .
( استأذنني دقائق وعاد برزمة من الدولارات ، وأعلم أنها تقارب العشرة ألف دولار ، فهي شبيهة بالرزمة التي معي وبنفس الحجم وليس أقل ، اعتذرت منه بشدة وأخبرته بأنني لا ولن أحتاج وصرفت بما فيه الكفاية ، حاول معي وألَحّ بشدة باءت محاولاته بالفشل، تربيت على عزة النفس فلا أقبل مالا من أحد حتى لو كان هدية من خالي …)
استيقظت إحدى بناته وشاركتنا الجلوس بعد أن رحبت بي وبعد نصف ساعة من جلوسها ، هناك من يطرق الباب ، فتحت الفلبينية لتستقبل ابنة الجيران وبيدها ( نقصة) للخال
( النقصة عندنا عبارة عن أي شيء نتنقصها لإنسان عزيز علينا ، طعام ، هدية الخ )
قدّمت إليه النقصة ، شكرها الخال وأبلغ تحياته إلى أسرتها ، حقيقة ذُهلت لأن لا أحد دعاها كي تتفضل فبادرت وطلبت منها الجلوس قليلا كي أُنقذ الموقف ، تحدثت معها وسألتها عن اسمها ( عبير) وفيما إذا كانت طالبة وفي أي مرحلة ؟ أخبرتني أنها خريجة جامعة (aum) بعثة داخلية لأنها متفوقة وأيضا تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف وقدّمت أوراقها للخدمة المدنية و تنتظر الوظيفة ، سألتها عن تخصصها كانت إدارة الأعمال والمحاسبة ، هنا تذكرت بأن لدي مكان شاغر ( مكان أحمد) عرضت عليها العمل معي في إدارتي وإن وافقت سأطلب ملفها من الخدمة المدنية ، شعرت بالفرح وقبلت فورا دون أن تسأل عن الراتب ، تعجبني تلك النماذج التي ليست من أولوياتها الراتب فقط ترغب بالعمل تبادلنا الأرقام على أن أتواصل معها وحتى أنا خارج البلاد …
- استأذنت وغادرت ، لأسمع ابنة الخال تقول:
- تصرفاتك غريبة ياسمين كل وحدة ترينها تتعرفين عليها وتبادلينها الرقم ، هكذا نظرتك للحياة ، من تكون هذه حتى تهتمي بها ؟! ( الخال يسمع ولا يتدخل)
- أولا وقبل كل شيء هي جارة والرسول وصى على سابع جار، ثانيا حتى أنك لم تُرحبي بها !حتى لم تتعاملي معها كضيفة لم تقصر تعنت وجلبت نقصة لوالدك ، كان يستوجب عليك احترامها ، أما تصرفاتي التي لاتعجبك يكفي أنها تعجبني أنا بذاتي ، أعمل ما يُمليه عليه عقلي قبل قلبي!
- هذه الوظيفة التي عرضتيها عليها كنتُ أنا الأولى بها تحدثت معك سابقا بشأنها اعتذرتِ ، مع أنني قريبتك ، والأقربون أولى بالمعروف .
- الوظيفة بحاجة لشخص كفء صاحب شهادة عالية وتقدير عال ، وليست بحاجة لشخص غير مبالي ولا يقدر العمل ، مبدأه في الحياة النوم ! أما بالنسبة للأقربون أولى بالمعروف هذا ينطبق إذا كانت الإدارة ملك أبي وليست ملك الحكومة وكل مواطن مجتهد يجد الوظيفة المناسبة له وهذا حق مكتسب !
لا مجاملات في العمل ولا استثناءات ولا حتى واسطات وهذا مبدئي في الحياة ولن يتغير حتى الممات ..
(لأول مرة أشعر بالرغبة لاستفزاز ابنة خالي ، لأنها لم تحترم جارتها ، اتصلت أمامها في دانه وطلبت منها أن تسحب ملف عبير من الخدمة المدنية يوم الأحد وتبدأ بإجراءات قبولها في الإدارة وطلب درجة لها ، وأرسلت لها رقمها كي تتواصل معها وتراجع الإدارة لاستلام أوراق الفحص وغيرها كي تلتحق بالعمل معنا !)
- خالي سأستأذن الآن !
- أرجو ألا تغضبي من ابنة خالك !
- لا، أبدا كان نقاشا وانتهى ،
- كانت أجمل زيارة لي لشخصك الغالي اليوم
حيث خرجت بفائدة ( موظفة جديدة ) 😇..

مع أذان الظهر غادرت وتوجهت إلى منزلي كي أطمئن على المنرضتين وأؤدي صلتة الجمعة في مسجد منزلي ، لأتفاجأ بأبي والأولاد يسبقوني إلى هناك ، أَمَّ أبي بنا بعدها عدتُ إلى منزل الوالد لأتفقد الحقيبة التي يُفترض أن تكون جاهزة للسفر ، بعد أقل من اثنتي عشرة ساعة سنكون في المطار للمغادرة 🌹🌹

خلاصة هذه الزيارة درسٌ في الأخلاق والإنسانية
ثم درسٌ في الحياة المهنية وعدم المحاباة
ما أروعك ياسمين المنابر
بمثلك ترقى المنابر وكل فضاء تحلّقين فيه
وحيثما كنت ِ كان الخير وكانت بصماتك المضيئة
وفقك الله في سفرك وإقامتك وعودتكنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

قناتي على يوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCjD...VUEJrfj86v0h-Q
فيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100060987426703
إنستغرام hasan_zakaria_alyousef