عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2010, 02:42 PM
المشاركة 6
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (2)



الساعة الأولى من عام "2000 "



من منكم كان يصدِّقُ أني أستجدي الكلمات ؟
من منكم راح يكذِّبُ ذَبحَ الشعر على العتبات ؟
من منكم ينْكِر تسويقَ القُبُلات على أرصفة
العهر بغير أتاوة ؟
من منكم يفتح شباكَ تذاكرِ في أيام العيد ؟
في ليل الأولِ من كانون ..
ويُطِّل العامُ الميلاديُّ من الشرفاتِ المصلوبة ..
وتُباع بطاقات الفرحِ المجنونِ بلا أثمانْ ..
* * *
وهنالك في صالاتِ العرضِ الليليَّة
تتعرَّى حاجاتُ الإنسانِ العصريَّة
خمرٌ وحشيشٌ ودخانْ
يرتدُّ صدى أنفاسِ الصمتِ من الجُدرانْ
أزهارٌ تقبعُ في الظلمة
تستمرِئُ أضواء الأفلام ال...
تذوي ..تتقوقعُ .. ترتعشُ ..
وتُحيلُ الصمت إلى آهاتٍ محمومة
* * *
في أعلى الصالةِ أصباغٌ تحتلُّ وجوهاً حجرية
تَنْسَرِبُ دماءُ وجوهِ الصَّخرِ إلى الأعماقْ
حينَ انكسَرَتْ مِحبرةُ الزيتِ ..
أطلَّ الحبرُ من الأحداقِ معَ الإرهاقْ
وأصابَ " الفستانَ " الخمريَّ
فراح يفتِّشُ عن أوراقْ ...
سمَّوها بالفصحى " ديمة "
لم تَنْبِسْ صاحبةُ " الفستان " بِبِنتِ شَفة
بل راحتْ تمسحُ أوضارَ الحبرِ الزَّيتيِّ بمنديلٍ
قالوا : نسجتْهُ من الأخلاقْ ...
" ألأيدزُ " وأمراضٌ أخرى
يحملُها ليلُ الأولِ من كانونْ
فلنشربْ نخبَ هزيمتِنا
وجنونِ العصرْ
مستقبلُ أجيالٍ يذوي
في عصرِ الذعرْ
فتَعالوا ننهبْ لذاتِ القرنِ المخمورِ
بغيرِ حسابْ
نستجدي ألوانَ الإمتاعِ على الأبوابْ
ونغنِّي لحناً غربيَّاً
هبي بير زديه تو يو ؟؟ !!
* * *
وانفضَّ الجمعُ
وغادرَ كلٌّ مقعدَهُ المترنحَ بالعطر " الكوكتيل "
واشتعلتْ رغبة أصحابِ الأقلامِ على صفحاتِ الزَّيفْ
تنهلُّ حروفاً همجيَّة
* * *
وأطلَّ الوجهُ الغجريُّ الحجريُّ على جُدُر الإسمنتْ
يتفحَّصُ حاويةَ الأوراق المكتَنَزَة ..
يستخلصُ منها أغنيةً
كُتبتْ بحروف زيتيَّة
" هوَّ ده الحب الحقيقي "
وتراءى للوجهِ الحجريِّ تفشِّي الزيت !!
فليُخرجْ علبة كبريتٍ كانتْ
قد سقطتْ في الصالة
من جيبِ فتاةٍ عاشقةٍ
تتكسَّرُ في غُنجٍ ودلالْ
وليشعلْ " عوداً محموماً "
ليُضيءَ دهاليزَ الأنفاقْ
واحترقتْ حاويةُ الأوراقْ ...
* * *
فاجأهُ رجلُ التنظيفاتِ يجرُّ حماراً ونفاياتْ
ويردِّدُ قولاً مأثوراً :
" الموت يعشِّشُ في الفضلات "
" الموت يعشِّشُ في الفضلات "
* * *
هربَ الغجريُّ إلى الخيمة
خلعَ الألبسةَ الغجريَّة
وتعرَّى ..
إلا من وجعِ الإحباطِ المصلوبِ أمام الزيتِ المتفشِّي ..
في كُلِّ مكانْ ...
وأمامَ المرآةِ العفِنة
وقفَ المصلوبُ على الأخلاقْ ...
من ثَمَّ تساقطَ
فاستسلمَ للنومِ الأبديِّ
يطاردُهُ شبحُ الخيبة

3/1/2000