عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2014, 12:31 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة فاتحة الخير

شكرًا لك على هذه المداخلة القيمة .

تقولين "شكرا لك أستاذ صابر على الموضوع الشيق والمهم، فهو رغم قساوته إلا أن هذه هي الصورة التي بتنا نراها، الصورة الغالبة والمشوهة في التعامل الإنساني ففعلا هناك من يرد الخير بالشر والمعروف بالإساءة" .

-
يبدو لي ان هذه هي القاعدة وليس الاستثناء ليس فقط في زماننا هذا وانما عبر الزمن فهذا الشاعر كان يعيش فيما يعرف اصطلاحنا بعصر الجاهلية ولو فتشنا ثنايا الذاكرة لوجدنا ان الحال ما يزال هو الحال وان هذا السلوك يبدو فطريا وليس سلوكا بشريا تفرضه الظروف" .

وتقولين " بل أن هذا الموضوع قديم قدم التاريخ بل وقدم الإنسان، وما قول الله سبحانه وتعالى على لسان هابيل (لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) ، إلا صدام بين الخير والشر، الجنة والنار، اضداد تصنع الحدث وتقود الإنسان للندم والقسم على عدم تقديم المعروف لأنه لم يجن غير الخيبة والندامة.
- لا اعرف اذا كانت قصة هابيل وقابيل تقع ضمن صناعة المعروف فهي صراع من نوع اخر ؟!

وتقولين " لكن لا يجب أن نعمم، فالخير والشر يختلفان من شخص لآخر حسب الوازع الديني والأخلاقي والتربوي والبيئي والاقتصادي...، فهناك من تقدم له النزر اليسير من الخير لا ينساه أبدا وهناك من توقد له الأصابع شمعا ولا يهتم، بل ربما يقابل الخير بعكسه"

-
يبدو ان ردة الفعل واحدة عند كل الملل وهي مقابلة المعروف بالإساءة وبغض النظر عن الوازع الديني وكان هذا التصرف غريزي و أقوى حتى مما يدور في عقلنا من افكار واخلاق مكتسبة .

وتقولين " وما لاحظته في مقدمة موضوعك أنك جلبت مقولات لشعراء وأمثال شعبية، كلها تصب في مصب الابتعاد عن فعل الخيرات، لكن للمعروف جانب مشرق يظهر في قول الله سبحانه وتعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّة يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْر وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، وكذا في أقوال النبي عليه الصلاة والسلام، فكلها تؤكد على ضرورة التعاون بين البشر وتقديم الخير بينهم: (ما كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة) (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).


- هذا يؤكد ان النفس البشرية تحتاج الى تهذيب وتشذيب دائم وهي جاحدة بطبيعتها وان هناك حاجة لضبط السلوك البشري واحيانا بالقوة فالأمر بالمعروف عملية تشير الى وجود ذلك السلوك الغريزي وان هناك حاجة لضبط هذا السلوك والأمر مختلف عما هو مطروح هنا وهو تقديم المساعدة من منطلق الإحسان والشفقة وحب المساعدة وليس كتصرف تقويمي يصبح واجبا في حالة مشاهدة سلوك شائن . كان نقول لشخص لا تلقي قمامة في الطريق

وتقولين " وهذه الآيات والأحاديث النبوية تدفعنا لفعل الخيرات بل والحرص عليها لأن عليها أكبر الثواب عند الله، وكذا صلاح النفوس حين يصبح طلب الخير والجري وراءه من أولوياتنا الحياتية وهو شغلنا الشاغل غير منتظرين جزاء ولا شكورا" .
-
وهي الدليل على وجود الجحود أيضاً.
.

وتقولين " لكن لا يجب ان نغفل وجود النقيض فكما للمعروف جانب مشرق له ايضا جانب قاتم ومظلم، فالمعروف وجد الصد في بعض الأشعار وفي أمثال شعبية توارثتها الأجيال، كلها تحبط فاعل المعروف، وتحد من عزمه، وهذا لأنها نتاج تجارب ومعاناة وآلام عاناها الإنسان من أخيه مما أدى به لفقدان الثقة والابتعاد عن طريق الطيبة والخير ....من بين تلك الأمثال أيضا نجد ( دير الخير ورميه فالبحر) وكذا ( دير الخير ونساه)....يعني أن فاعل المعروف ومقدمه لن يجد من يجازيه فما عليه إلا نسيانه او رميه في البحر،بل أن هناك من يعتبر فعل الخيرات وحسن المعاملة والخوف من الله، ضعف وبلاهة".
-
- يقول المثل " الي بجرب المجرب بكون عقله امخرب " ولو انك تخلطين هنا بين صناعة المعروف والخوف من الله. وها انت تقدمين مزيد من الأدلة على ما يصيب صانع المعروف... واذا هناك ما يبرر اعتبار من يستمر في عمل المعروف على الرغم مما يلاقيه من جحود بالأبله.

وتقولين " ومع ذلك سنخرج من هذا الموضوع بخلاصة مشرقة، وهي أن نصنع المعروف في من يستحق وفي من يتذكر الوقفات التي نقفها معه و لأجله وينتظر الظرف المناسب لكي يرد الجميل بأحسن منه، ونبتعد عن الذين لا يهمهم سوى مصلحتهم ونفسهم التي تكون غالبا أمارة بالسوء".

- أنا لا اتفق حتما مع ما خلصت اليه. فالقاعدة يجب ان تكون في الامتناع عن صناعة المعروف لانه لا يوجد لدينا غربال يغرب الناس فنعرف مسبقا من يستحق ومن لا يستحق وفي الاغلب سنكتشف لاحقا اننا وقعنا في نفس الخطأ لان سمة الجحود هي سمة متأصلة عند الجميع اذا ما احسن اليهم وقد يكون ذلك عبارة عن ردة فعل نفسية غريزية ولا إرادية تمثل محاولة لإثبات الذات او استعادة القيمة بعد ان يكون من احسن اليه قد شعر بالضعف امام المحسن .

وعليه علينا الامتناع تماما عن صناعة المعروف لأننا لن نجني عليها سوى الذم والندم والحسرة والالم.... كان ذلك في الماضي وخميرة تجارب الماضي هي البوصلة التي يجب ان توجه تصرفنا المستقبلي.

وتقولين" شكرا لك و تقبل مروري المتواضع" .
-
وانت عليك ان تتوقفي عن نعت حضورك بالمتواضع فهو رائع
.