عرض مشاركة واحدة
قديم 04-14-2012, 01:25 PM
المشاركة 418
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبد الولي متأثرا ام مقتبسا ام:

وفي محاولة رهيبة لنفي تهمة الاقتباس لدى عبد الولي تدخل الأستاذ محمد عبد الله في كتابه (الشعر القصة المسرح) مدافعا عنه بقوله
(أوضح ..ان محمد عبد الولي يصل في اختياره لهذه القصة إلى مرتبة جوركي فكلاهما يعالج نفس القصة وان كنت اعتقد ان قصة وكانت جميلة لا يمكن ان يكتبها الا من كان قد عاش حياة عبد الولي ومعروف ان جوركي اديب عالمي والربط بينهما لا يدعونا لاغفال الفوارق الموضوعية بين فنيهما واحب ان انوه ان قصة جوركي في واقعها وقضاياها تختلف كل الاختلاف عن قصة وكانت جميلة والتي تصور واقعا يعرفه كل الناس في اليمن ..كل ما هنالك ان محمد عبد الولي بفكره الثاقب استطاع ان ينقل الينا اكبر قضية شغلت اليمن في تاريخه الحديث مع الاختلاف الواضح بين اسلوب وطابع ومضمون القصتين)
افتقاد المستقبل:

الاستاذ محمد صالح حيدرة علل هذه النقطة من زاوية اخرى :- بدا محمد عبد الولي متأثراً بأدب جوركي وتشيخوف اللذان يمثلان المذهب الواقعي فقد كرَّس أدبه على أساس هذا المبدأ الإنساني عبر النظرة الواقعية للحياة ، وللواقع للضرورة.. غير أن منهج محمد عبد الولي اقتصر على تصوير الأشياء بما يعني التحريض ضدها.. وهو نقده للواقع ، وتعريته وافتقاده للميزة الأخرى وهي التبشير بالمستقبل لا يعني أنه لا يفقه ما يريده ، لأنَّ نقد شيء تعني ضمناً أن هذا الرفض ينطلق من رؤيا للبديل)



العودة الى الوطن:

في العام 1954م عاد الى ارض الوطن حيث عمل في البداية في مديرا عاما للطيران اليمني في تلك الفترة تزوج من قريته الاعبوس حيفان وانجب منها بكرته بلقيس وايوب ..فيما بعد تقلد منصب مدير عام مكتب رئاسة الجمهورية ومن ثم قائما باعمال السفارة في موسكو وبرلين ومقديشو وخلال تلك الفترة تزوج من امرأة سويدية وانجب منها ابنتيه سارة وفاطمة
وقد كتب عددا من الاعمال الروائية والقصصية وطيلة هذه المدة لم يسلم عبد الولي من المؤامرات والمطارة والسجن والتي فصلها بكل بشاعتها في قصص مثل عمنا صالح وريحانه وذئب محلة
وفي العام 1968..م تعرض للسجن للقعلة في سجن انطلقت اليه في زيارة منفردة ..لم يكن معي احد سوى قلبي الدامي لما وصل اليه حال هذا المبدع ..كان جالسا ينظر باتجاه فتحة خلفها مسمار ..كان قد انتهى لتوه من كتابة قصة ريحانه والتي اجابت على الكثير من اسئلتي

حب خلف القضبان:

سـ:- تعرضت للسجن عام 1968م ..كيف تصف السجن؟
- الزنزانة صغيرة اثنا عشر قدما في ثمانية اقدام التراب تجمع كبحيرات صغيرة في انحاء الغرفة وكل يوم ترسل صنعاء إلى الزنزانة المزيد من هذا الحبات الناعمة من ترابها.. لو كان يوجد ماء معي في الغرفة لحولتها إلى حديقة زهور ..زهور هنا في القلعة زهور يا رب ما ابعد الصورة.
الزنزانة فارغة سوى من مسمار مغروس في الجدار استطعت استخراجه بعد جهد الباب موصد طوال الوقت لا يفتح الا عندما يرد الرسم الازعاج .
سـ:- وماذا ايضا؟
على جدران الزنزانة اسماء لمساجين سبقوني اليها صالح علي الشيخ الذاري مطهر اسماء غريبة وعجيبة تحت كل اسم عبارة لا تتغير ..أنا مظلوم يارب خارجني واظلم من ظلمني..لم اكتب اسمي هناك.. تذكرت بيتا من الشعر كتبته تحت الأسماء وبعد ان حورت في البيت :
دخلنا إلى السجن صغر الوجوه كما تدخل الطير أقفاصها
سـ:- كيف بدت لك صنعاء من خلف القضبان ..؟
- يا الهي كم تبدو صنعاء جميلة من هنا ..المسمار يعمل جهده والفتحة بين اللوحين تكبر وصنعاء تبدو من خلالها اكبر فاكبر ..المستشفى..المدرسة وخلفهما العرضي ومقبرة خزيمة وجزء من السور الجنوبي ..منازل صنعاء تبدو من هنا وكأنها منظر غواصة ..البيوت بيضاء وسوداء ..على مدى امتار من سور القلعة ..سقف بيت كبير ..السقف كبير وواسع.
..مع التاسعة ماتت الشوارع ..عيبان يبدو مسودا بغضب ولكن الانوار لاتزال تخفق فوق صنعاء ..مع العاشرة كان الحي المجاور للقلعة قد نام ولكن بعض الانوار في وسط المدينة لا تزال تقاوم صلاة ..صلاة
الفجر يرسل تباشيره من خلف جبل نقم هادئا ولطيفا ..السماء صافية تماما والشعاع القادم من بعيد يطارد الظلام بخفة والظلام يهرب من على عيبان ..السماء تبدو واضحة وبيضاء مع لو ن خفيف وازرق ولكن اللون القادم من وراء نقم بدأ يتحول إلى لون برتقالي فاتح سينتقل الان من هناك إلى عيبان ..الظلام يبتعد عن عيبان بعيدا نحو الرحبة والسماء تزرق قليلا ولون برتقالي فاتح يتراقص فوق الجبل والهضاب النائمة في احضان عيبان واضحة ..بيوت بيضاء ورمادية وتبدو قرية حدة اكثر جمالا الان حتى لون الاشجار تبدو الان خضراء بوضوح..الضوء يتراقص الان من فوق نقم قويا وفتيا وأشعته تنعكس بسرعة على قمم عيبان وفوق منازل القرى هناك ولكن الظل لا يزال يخيم على المدينة وتحت اقدام عيبان ..لا تزال سحابة صغيرة من الندى ترتبط بالارض بقوة وكذلك بعض الحقول بجوار المطار اما الرحبة فلا زال الظلام يقاوم بيأس المدينة تكبر وتكبر تحت اضواء الصباح ..سيارات قليلة تمرق هنا وهناك ولكن الناس لايزالون في البيوت ..
سـ:- ولياليك خلف القضبان ؟
- المساء حزين هنا ..
- سـ:- اليوم الاول في السجن كيف تصفه ؟
مر اليوم الاول وأنا أحملق بفرح صبياني إلى العالم الذي اكتشفته من خلال الفتحة السرية جبل عيبان يشمخ هناك أمامي ..متحديا الزمن والغبار والناس ..طائرة صغيرة تهبط وترتفع من المطار الجنوبي ..أحملق فيها وهي تذهب بعيدا خلف عيبان
سـ:- ما بك غصت في صمت عميق ؟
- تعبت عيناي
سـ:- من ماذا ؟
- شعرت بتعب
سـ:- لا بأس عليك ..اشرت إلى بيت كبير وواسع يقع على بعد امتار من القلعة في قصة ريحانة..خضت تجربة مكانا سقف هذا البيت لا يمكنني سوى وصفها بالحب من طرف واين لحبيب يقبع خلف الزنزانه وحبيبه خارج الزنزانة كلاهما لا يعرف عن الاخر ما يرقى الى علاقة الحب ؟
- هناك فوق سقف دار قريب انها تتفتح مع شعورها بالحرارة واستقبال رائع للضوء وهناك على مقربة من اصص الريحان كانت تقف عدد كبير من الريحان لكنه ريحان بشري حملقت بقوة ..سروالها يغطي الجزء الاسفل وفوقها ثوب قصير اسود.. على رأسها غطاء صغير يضم شعرها الذي تمرد على الغطاء واصبح يرقص مع النسمات الندية برشاقة وكأنها تدربت على ريجيم معين تسير بخفة من أصيص إلى اخر وتفرغ من وعاء معها قطرات من الماء ..اذا تأتي هي ايضا مع الفجر ..لم اراها طوال النهار ولكنها تأتي.. دقائق بالنسبة لي كانت دهرا ..التفت نحو أصص الريحان ..بدت لي عينان سوداوان ..هكذا خلتها من بعيد واسعتان لولا الخنة لرأيت وجهها ..حتى مع الفجر لا تبعد ذلك الشيء الكريه الذي يغطي أجمل ما فيها ..نصف وجهها أنامل يديها رقيقان وهي تتجول من مكان إلى اخر تسقي ريحانها ..أسميتها رأسا ريحانه ..انهت عملها وقفت تنظر إلى الريحان بفرح فيما كانت هناك ابتسامة ما تحت الخنة سارت فوق السقف ورقص قلبي مع خطواتها الناعمة مع الفجر ..كانت قريبة جدا مني حتى كدت المسها ولكنها غابت من باب السقف إلى اعماق المنزل
سـ:- تجربة مريرة ان يحب انسان انسانة وهو نزيل سجن ..هل يمكنني الحصول على مزيد من التفاصيل ؟
- بدت كفجر جديد ..ثوب ملون وسروال اخضر بشعرها الأسود الطويل لا يزال متمردا على المصر ..يداها هذه المرة كانت عاريتين حتى المرفق بيضاوتين كزبدة الفجر ..عيناها شعاع الفجر كله ..كان ضوء الصباح يملا ء وكانت هي مصدر ذلك الضوء الهادئ ..تنقلت من اصيص إلى اخر نجفة ملاك ..نظرت مرتين إلى الوراء سقفها ..اشارت باناملها تحية لانسان لم اره ..ربما لامرأة اخرى مثلها فوق سقف اخر هناك ..عادت إلى اصص الريحان وانا اكاد اطير من فوق جدار السقف نحوها ..قطفت ريحانا واستنشقته بفرحه الصباح ..كادت اخشاب النافذة ان ترمي وجهي وأنا أحملق وكنت أتنفس مع ندى الصباح ونسماته رائحة الريحان القادمة من جارتي التي لا تعرفني
سـ:- ما زلت مدهوشا لهذه العلاقة ..انت خلف القضبان وهي خارجه لا تربطكما سوى نافذة صغيرة ووقت محدد للضوء قبل صلاة الفجر ..كيف تصف هذه العلاقة الغرائبية ؟
- علاقة قديمة استمرت تربطني بها مع الصباح بل وقبل الفجر.. كنت انظر إلى الفجر وانتظرها ..كلاهما اصبح لي غذاء
لم يعد الرسم يطرقون الباب أو ينادون للصلاة فقد كنت اقوم صباحا دون أي طلب منهم بل بدأت أزعجهم طالبا الوضوء قبل الوقت المحدد حتى اتفرغ للقاء حبيبتي ريحانه وكل يوم كانت تبدو بثوب جديد ..مرة سقط غطاء الرأس فتطاير الشعر فوق وجهها فرحا بحرية ولم تعد إلى اسره ظل يتراقص حول وجهها وهي فرحة وكل صباح تقطف قليلا من الريحان وتقبل وترسل يديها نحو السماء في صلاة غامضة
سـ:- ما بك صمت ..ملامح الحزن تبدت على سحنتك ..هل تسببت في مضايقتك ؟
- كنت مستمرا في احترام مواعيد الفجر ..ولكنها اخلفت كل المواعيد ولم تعد. .
يارب .. لماذا ذهبت ؟ ماذا حدث لها هل ماتت؟ لا يمكن ان يموت من كان مثلها ربما تزوجت ..فكرت كثيرا ..ولكني استبعدت ذلك لان الزواج مثل الجنازة هنا في صنعاء ينشدون لها طوال الليل باغاني دينية حزينة ولم اكن سمعت ذلك من ذلك المنزل ..لا بد انها سافرت ..اذا لماذا لم تترك من يعتني بريحانها ؟
سـ:- .............................؟
- لقد ذهبت فجاءه ..هذا هو السبب الوحيد
سـ:- ما الذي يحزنك ؟
- النغم الحزين لاصوات الاطفال
سـ:- حقيقة انا مرتبك امام أديب بحجم عبد الولي .. لدي اسئلة كثيرة لكنني سأترك لك الورقة لوضع السؤال الذي تريده والاجابة عليه؟
- لماذا يدفن الناس هنا مع الفجر ؟
- لم اجد جوابا ..

يموتون غرباء:
تحكي رواية يموتون غرباء وهي اول رواية كتبها عبد الولي قصة مشوقة ومحزنة في ان معا عن حياة المهاجرين اليمنيين في اثيوبيا
..بطل الرواية عبده سعيد الذي يطمح بالعودة الى منطقته في اليمن بعد عقود من الهجرة وجمع المال في اثيوبيا من اجل ان يقال عنه انه اغنى احد..
تعتري النشوة عبده عندما يتخيل منظر اهل منطقته وهم يروونه يرفل في النعيم ..يتصاعد طموح عبده سعيد وفي اثناء ذلك تحترق الأوراق في دكانه ويموت عبده سعيد غريبا في اثيوبيا ..
ان الرواية ادانت بشيء من الحزن المغلف عبده سعيد الذي يمثل الانسان اليمني المهاجر بانه أي عبده هذا المهاجر لم يترك شيئا طيبا في حياته ولم يقدم لوطنه شيء على الاطلاق سوى امرأة ملقى وحيدة ولعدة سنوات في منطقته حتى ان مماته كان مفزعا وكارثيا الى هذا الحد

قال فارس الاخ من الام لعبد الولي :

لقد كان صاحب حس مرهف وكان عاطفيا كثيرا ولكنه قوي الارادة ولاننا من المهاجرين اليمنيين وامنا اثيوبية فقد عانينا الامرين سوى في المهجر او الوطن.

صنعاء مدينة مفتوحة:
في روايته صنعاء مدينة مفتوحة تفنن عبد الولي في تصوير غشم السلطة الامامية وعدائها للمجتمع وعبر عن سخطه لشخص الحاكم من خلال شخصية البحار الذي يدخل قلاع الامامة الظالمة ـ بيت عامل زبيد – وقد كان البحار في السادسة عشرة انذاك ونجح في معاشرة بعض حريم البيت في انتقام اخلاقي.. قصورهم تفضح نفسها بانحلال نسائها ، لقد اخذ البحار في النهاية ما اراد ثم ولي هاربا عبر البحر منتصرا برجولته على تسلط الامامة

تجسيد طابع الصراع:

كتب احد النقاد :-
حسبنا أن نقول ان صنعاء مدينة مفتوحة عمل واقعي ، مكتمل النضج ، وقطعة أدبية زاخرة بالمشاعر ، جسدت بعمق ونفاد طابع الصراع الاجتماعي والسياسي في المجتمع اليمني في الحقبة الأولى من حقب النضال السياسي المنظم ضد الامامة ، كما جسدت بامتلاء شخصياتها وتنوع مصائرها ، توق الشعب اليمني عامة إلى كسر سجن الطغاة وبناء عالم أفضل
ببلوجرافيا بإصدارات محمد عبد الولي:
صنعاء مدينة مفتوحة رواية ..محمد عبد الولي صدرت عام 1977م
ة الأرض يا سلمى مجموعة قصصية ..محمد عبد الولي 1966م
شيء اسمه الحنين .. مجموعة قصصية ..لمحمد عبد الولي 1972
يموتون غرباء ..رواية ..محمد عبد الولي عام 1971ط1 و1971ط 2

شهــــــــــــــــــادات:

وضع الاسس الحديثة لفن القصة


عبد العزيز المقالح
محمد عبد الولي هو رائد القصة الحديثة في اليمن ولم تكن صفة الرائد التي تلحق باسمه دائما اعتباطية أو من باب إضفاء الألقاب على من لا يستحقها وانما كانت تقريرا عن حقيقة يعترف بها الجميع فقد كان محمد عبد الولي القاص الأول ورائد هذا الفن دون منازع فهو الذي وضع الأسس الحديثة في هذه البلاد لكتابة قصة ذات افق جديد في اسلوب القص وفي التقاط معطيات الواقع من خلال رؤية فنية ولغوية توحي أكثر مما تخبر وتتعامل مع الرمز من أرقى مستوياته.

أدخل تقنيات جديدة

هشام سعيد شمسان

تحولات تقنية ، وفنية بدأت تأخذ طريقها فيما بعد إلى هذه الكتابات ، وكأنها تبشر بالحداثة الجديدة ، بدخول تقنيات سردية حديثة إليها نحو : الاستفادة من البصريات السينمائية كما في قصة طفي لصي لمحمد عبد الولي .
بريق القصة

سلام عبود

وكانت الرواية اليمنية ، التي بدأت برواية سعيد لمحمد على لقمان عام 1939 ، قد استقرت في رحلتها البطيئة والعسيرة عند محطة هامة اسمها محمد احمد عبد الولي ، في روايتيه القصيرتين : يموتون غرباء 1970 و صنعاء مدينة مفتوحة 1977 ، ولم يزد عدد الروايات اليمنية ، وهي في الغالب قصص طويلة ، على عشر ، حتى عام صدور الرهينة .
ورغم اهمية روايتي محمد عبد الوالي تاريخيا ، إلا أنهما لم تتهيأ لهما من الأسباب ما يمكننا أن نسمّيهما فنا روائيا مكتمل النضج ، فقد ظل بريق القصة القصيرة أشد سطوعا في ابداع عبد الولي وأكثر اكتمالا .
دراسات في القصة

شكل الناقد والاديب الألماني جونتر اورت واحدة من حلقات وصل القصة اليمنية الى القارئ الالماني وقد لعب دورا بارزا في مجال الترجمة ودراسة العديد من النصوص السردية وفي كتابه
دراسات في القصة اليمنية والصادر عن اتحاد الادباء يلاحظ القارئ مدى عظم تركيزه على أدب عبد الولي باعتباره ...
لقد كشف جونتر الكثير من الرموز الغائبة في نتاج عبد الولي السردي ما اكسب كتابه حضورا لجمهور اكتشف من خلال سطور الكتاب نصوصا ابداعية كتبها معلم في فترة تعتبر من اشد وافقر واجهل فترات اليمن
جونتر اورت

يعتبر الناقد والاديب الالماني اورت ابرز من تناول نتاج محمد عبد الولي على المستوى وهو اديب وناقد ومترجم ومشتغل نشط في المجال الثقافي ولد عام 1963 في أنسباخ/ ألمانيا ودرس الماجستير في جامعة إرلانغن وتلقى دراسات إضافية في دمشق والقاهرة ولايبزيغ وفي اليمن وقد حصل على الدكتوراه 1996 من جامعة برلين بموجبها تولى تدريس العلوم الترجمة واللغة الألمانية في جامعة صنعاء عام 2000 وقد صدر كتابه الخامس بالعربية دراسات في القصة القصيرة اليمنية عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 2004

قرار الوداع :
تعرض للكثير من الدسائس وحيكت حوله الكثير من المؤامرات ودخل السجن مرتين الأولى في القلعة والثانية في سجن رداع الرهيب وعذابات أخرى اضطرت عبد الولي إلى اتخاذ قراره بالهجرة ..بوداع الوطن في هجرة سابعة بدأها مع اسرته المهاجرة وكأن الوطن الذي عشقه حد الثمالة كافئه بالقيود والزنازين ولم يعد بحاجة الى امثاله من الوطنيين
واقتربت ساعة وداع الوطن تسبقها زيارة اخيرة يقوم بها للمناطق الجنوبية قبل الوداع
وما ان انتهى من زيارة المناطق الجنوبية دنت ساعة وداعه لوطن اهداه الورد فردها شوكا ..اهداه علمه وكل ما تعلمه في اثيوبيا والقاهرة وموسكو فرد له بالنكران والطرد
وشرعت نفاثة الطائرة تدور بانتظار صعود شخصيات دبلوماسية مشهورة على متنها
لكن ،،،

هل ودع عبد الولي وطنه ؟
هل غادر ومات غريبا ..؟ كما مات ابطال روايته يموتون غرباء
نعم ..لقد ودع وطنه ..ولكن ليس من خارجه ..ليس من خارجه

بدايات ..موت..غريبة

ومن بعد عبد الولي بدأت اسرته التي عانت المرار من الهجرة تنتقل الى رحمة الله في مشهد لم يكشف سوى عن اسرة ماتت غريبة بكل معنى الكلمة
لقد دهم الفشل الكلوي الابنه البكر لعبد الولي الدكتورة بلقيس محمد عبد الولي لتموت غريبة في أحدى مستشفيات القاهرة ، وكان من نتائج هذه النهاية المحزنة ان تموت غريبة كما ابطال رواية يموتون غرباء
يقول الاستاذ علي سالم المعقبي في شهادته:

لقد كانت صيدلية بلقيس أول صيدلية في تعز تفتتحها وتديرها امرأة .
ولقد أتيح لي بفضل تولي الصديق عبد القوي أحمد حسن ، الإدارة المباشرة للصيدلية ، التعرف عن كثب على شخصية بلقيس المناضلة الإنسانية ...والسلوك فقد شهدت حالات عديدة لمعالجة فقراء وصرف علاج لهم بالمجان قام به الظرافي وزوجته بلقيس ، وهو أمر مشهود ومعروف عنهما في تعز ، فكثيرا ما كان يأتي إلى عيادة الظرافي معوزون من غير منطقة في تعز ، فيقوم بمعاينتهم مجانا ثم تتولى بلقيس صرف العلاج مجانا لهم في وقت تحول فيه الأطباء إلى جزارين للجيوب وتحولت العيادات إلى مقاصل .
كانت د . بلقيس السميعة الذواقة ، الشغفة بأغاني ماجدة الرومي ، روزا لوكسمبورج ، الإنسانية الوعي ، العبسية المولد ، امتيازا أنثويا للمرأة اليمنية المناضلة بصمت ، المهمومة بأوجاع الناس الغلابا ومشاكلهم ، ثمة مناضلات لا ينظرن سوى إلى المنصب وكرسي الوزارة أو البرلمان ولا يسمعن سوى أخبار دعم المنظمات المانحة .. وثمة مناضلات مستغرقات في مشاهدة وملامسة أوجاع أهل الكدح ، وتسمع أناتهم لمداواتها ، وليس لأجل المزاودة بها .
النهاية
في صبيحة يوم 30/4/ من العام 1973م بالتحديد عندما بدأت نفاثة الطائرة تدور ..تقدم بخطوات هادئة باتجاه المطار حاملا حقيبته التي ذكر انها كانت تحتوي على مسودات لقصص ورواية كان قد أخذها معه لمراجعتها وتصحيحها لكن ،،،لكن الأقدار لم تسعف كاتبنا لأكثر من ساعات اذ ما ان سمع دوي انفجار الطائرة في الجو انتهت الطائرة وبها ركابها إلى مصير مجهول ساعات وانكشف مصير الطائرة في مشهد محزن لم يسع اديب بحجم الدكتور عبد العزيز المقالح في شهادته عن القول
(ذلك هو محمد عبد الولي الفنان الانسان الذي رحل عن اربعة وثلاثين عاما أي في قمة العطاء وفي حادث طائرة ما يزال ملف سقوطها الغامض مفتوحا ولم يقفل بعد ).