عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010, 03:15 PM
المشاركة 9
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي شتاء دمشق

شتاء دمشق
لن ندخل الأحياء الحديثة فهذه لا علاقة لها بتاريخ دمشق أبراج سكنية و إدارية و تجارية ترتفع في الجزء الحديث من دمشق فهي إذا لا تمت بصلة إلى حديثنا
من أجمل فصول السنة اقتطف هنا فصل الطهور و الروعة فصل الشتاء فلتحدق في سماء دمشق.. رمادية ، ليست كآبة و لكنها حبلى ..غيوم في لحظة المخاض ..لحظة الالم الكبير الذي تعلن بعده الولادة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

السماء هنا كما الشام أنثى في لحظة توهجها تحمل على كتفيها حقائب البكاء و تتزيا بتنورة فضفاضة بتدرجات من حلكة الاسود و حتى نصاعة الابيض
يأزف الوقت الآن، أوان القطاف، الولادة ، صرخات صاخبة معلنة قدوم الموكب الامبراطوري ،موكب المطر ..ذرات تتسابق إلى الأرض في فوضى عجيبة تذكرني بأطفال في غمرة فرحهم صباح العيد.
و دمشق ..آه من دمشق تحتفي بكل طقوسه ابتداء من الحمام و انتهاء بموكب العرس
تغتسل اليوم و تجلو عن حواريها و أزقتها و شوارعها و قاسيونها و فلها و ياسمينها بعض مما عراها في موسم الصيف من غبار و تعب و عناء
تمشي في قنواتها وقد اغتسلت بيوتها و مشربياتها بالمطر...فاحت رائحة التراب و اختلطت برائحة الهيل و البن المحمص في أزقتها
تسمع قرع المطر على طرقات حاراتها المرصوفة و ليس أجمل من السير في حي القنوات العريق تحت المطر و برودة لذيذة تغسل جوانحك
قال لي أحد الأصدقاء الذين زاروا دمشق أن البرد الدمشقي لذيذ جدا و لايشبه أي برد في أي مكان آخر.
و بما أننا في هذه الحارات العتيقة فلنمسك سقاطة بيت عربي قديم و نهزها ،تفتح لنا صاحبته لتقول: أهلا و سهلا. و تقودنا إلى المربع الذي يقع على طرف الليوان
هناك اشتعل أوار المدفأة و صفت عليها أباريق نحاسية من قهوة مرة و شاي و هنا يستمر الحديث و ستحكي لنا شاميتنا عن طقوس الولادة في الشام العريقة فتابعونا