عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010, 03:12 PM
المشاركة 8
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الجامع الأموي في دمشق
مسجد بني أمية الكبير نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بعد انقطاع سنعود اليوم لنستأنف جولتنا
ندخل من بوابة سوق الحميدية و نقطعه كاملا سيرا على الاقدام
السوق مسقوف و لكن هناك ثقوب كثيرة في السقف
هذه الثقوب كانت بفعل الرصاص الفرنسي أيام الاحتلال
في آخر السوق نخرج لضوء الشمس مرة أخرى لنرى باحة كبيرة واسعة
انظروا أمامكم لو سمحتم
هنا ينتصب رمز دمشق كلها جامع بني أمية الكبيرنتقدم من بوابته الرئيسية
اخلعوا أحذيتكم هنا من فضلكم
و اللواتي لا يرتدين الحجاب يتوجب عليهن لبس عباءة بقلنسوة قبل الدخول يسلمها لهن ذاك الرجل الجالس عند الباب
باحة المسجد كبيرة جدا و لا معة تملؤها أسراب الحمام الوديعة التي تحط على الارض دون خوف من مرتادي الجامع الكثيرين ربما ألفت الناس و تواجدهم الدائم فلم تعد تخشاهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في باحة المسجد هناك قبة صغيرة مثمنة الشكل تدعى قبة الخزنة انظروا للنقوش البديعة عليها و الرسوم الزخرفية النباتية التي صنعت بفن الفسيفساء
هذه الباحة دوما ممتلئة بالناس و في رمضان ترى فيها اسمطة الطعام قد مدت على امتداد الباحة ليتناول من يريد افطاره هنا برعاية وزارة الاوقاف و محسني الشام
ندخل الان الى حرم الجامع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أول ما يصافح عينيك هو مقام النبي يحيى عليه السلام
ما هو موجود في المقام راس النبي يحيى و ذلك حين أمر الملك هيرودوت قطع راسه و إهداءه للغانية سالومي
يقال أن المسلمين عندا باشروا ببناء المسجد الذي كان في الاصل كنيسة بيزطية وجدوا بئرا فيه صندوق حديدي
فتحوا الصندوق فوجدوا به جمجمة و رقعة مكتوب عليها هذا رأس يوحنا المعمدان بن زكريا
كتبت الرقعة باللغة الآرامية
لذلك قاموا ببناء هذا المقام
المسجد الاموي يؤوي الرؤوس فهناك ايضا مشهد راس الامام الحسين بن علي رضي الله عنه الذي استشهد في موقعة الطف قرب كربلاء و حمل رأسه الى دمشق ليزيد بن معاوية
انظروا الآن الى بناء الجامع الاموي الفريد الطراز الرائع الصنعة و لنسمع هذا الدليل السياحي ما يقدم لنا من معلومات موثق عن المسجد:
كان معاوية قد أنشأ لنفسه قصر الخضراء المتاخم لهذا الجدار، وقد أنشأ معاوية في المسجد مقصورة خاصة به، هي أول مقصورة في الإسلام.
إثر زلزال عنيف أتى على المعبد لم يبق قائماً إلا الهيكل ناوس الذي يقع في منتصف فناء واسع محاط بجدار مرتفع تخترقه أربعة أبواب من الجهات الأربعة، وكانت كلها أطلال. وكان يحيطها سور آخر معمد ولقد استعمل المسيحيون من سكان دمشق هذا الهيكل كنيسة، وكانوا يدخلون من الباب ذاته الذي أصبح يدخل منه المسلمون إلى مسجدهم في الشرق.
ولم يكن من السهل أن يبقى المسلمون في عاصمتهم التي أصبحت تحكم أوسع دولة، وأن يكون مسجدهم مؤقتاً في دمشق وفي القدس.فقام عبد الملك بن مروان بإنشاء مسجد قبة الصخرة، وباشر بإنشاء المسجد الأقصى في المكان الذي صلى فيه عمر بن الخطاب عندما جاء إلى القدس وقدم لسكانها العهدة العمرية.
ولقد أكمل الوليد بن عبد الملكبناء المسجد الأقصى، وباشر ببناء الجامع الكبير بدمشق، بعد أن اتفق مع أصحاب الكنيسة - الهيكل على أن يقدم لهم بديلها، وهكذا استطاع البناؤون الإفادة من كميات هائلة من حجارة المعبد المتراكمة، ومن أعمدته وتيجانه لإقامة جامع ضخم، يعتمد على التخطيط الذي وضعه الرسول ( عند بنائه لمسجده الأول في المدينة المنورة )، وكان هذا المخطط يقوم على تقسيم المسجد إلى بيت الصلاة وإلى فناء مفتوح. لقد استبقى الوليد الجزء السفلي من جدار القبلة أعاد الجدران الخارجية والأبواب، وأنشأ حرم المسجد مسقوفاً مع القبة.
وأنشأ أروقة تحيط صحن الجامع. وأقام في أركان الجامع الأربعة صومعة ضخمة، كذلك فعل في المدينة المنورة ولكن زلزالاً لاحقاً أتى على المنارتين الشماليتين، فاستعيض عنها بمنارة في وسط الجدار الشمالي، وأصبح للمسجد ثلاث منارات اثنتان في طرفي الجدار الجنوبي، وواحدة في منتصف الجدار الشمالي وتسمى مئذنة العروس إن هذه الصوامع المربعة هي أصل المآذن التي انتقلت إلى شمالي أفريقيا والأندلس، نرى تأثيرها واضحاً على مآذن القيروانوالكتبيةوحسانوإشبيلية.
ولم تكن هذه المنارات أو الصوامع موجودة في العصر الروماني، يؤكد ذلك الشبه الكامل الذي نراه بين هذا المعبد ومعبد زفس المسمى حصن سليمان قرب الساحل السوري.
كذلك لم تكن قائمة تلك الصالات الأربع الرحبة، التي تسمى المشاهد والتي أصبحت جزءاً من مقر الحكم الأموي مع أجزاء أخرى غربي وجنوبي الجامع مازالت آثارها قائمة، وكانت مخصصة للبريد وبيت المال والرسائل. ويتحدث المؤرخون عن استقبال الخليفة لموسى بن نصير وطارق بن زياد وقد عادا من الأندلس، وخلفهما ملوك الغوط والأمراء هذا الاستقبال الذي تمّ في الحرم وفي القاعة الغربية، وفي منشآت كانت قائمة في منطقة الغرب التي تسمى اليوم المسكية.
أضاف الخليفة سليمان بن عبد الملك المقصورة أمام المحراب في عام 715 م .
تبلغ مساحة المسجد كله 157×97م وتبلغ مساحة الحرم 136×37م أما مساحة الصحن فهي 22.5×60م وينفتح في الصحن ثلاثة أبواب، باب البريد من الغرب وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال. وباب الزيادة من الجنوب وينفتح من الحرم . أما الصحن فإنه محاط من جوانبه الثلاثة بأروقة شامخة ارتفاعها 15.35م، ومن الجنوب تنفتح أبواب الحرم التي أصبحت مغلقة بأبواب خشبية تعلوها قمريات زجاجية ملونة مع كتابات . وتنهض الأروقة على صفٍ من القناطر المتراكبة، قنطرتان صغيرتان فوق كل قنطرة كبيرة، وتحملها سواري مربعة ضخمة وأعمدة، عمودان بين كل ساريتين في الجانبين ويبلغ عددها مجتمعة 47 سارية وعموداً. وهي تشكل واجهات الأروقة وواجهة الحرم المؤلفة من جبهة ثلاثية ذات نافذة مفتوحة على طرفيها نافذتان دائريتان، وتحت الجبهة واجهة مربعة في وسطها قوس كبير ضمنه ثلاث نوافذ، وترتكز هذه الواجهة على ثلاث قناطر محمولة على عمودين في الوسط، وركنين في الجانبين وتدعم هذه الواجهة من الطرفين دعامتان مربعتان ضخمتان. وعلى طرفي هذه الواجهة تمتد القناطر المتراكبة تسع قناطر إلى اليمين ومثلها إلى اليسار شرقاً.ومن الرواق تنفتح على الصحن 24قنطرة ومن الرواقين الشرقي والجنوبي تسع قناطر.
أما حرم المسجد فهو مؤلف من قناطر متشابهة عددها 24قنطرة تمتد عرضانياً موازية للجدار القبلي، يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة الرئيسي وحتى المحراب. ويغطي هذا الجناح المتوسط سقف سنمي في وسطه تنهض قبة النسر المؤلفة من قبة نصف كروية من الخشب المصفّح، ومن قبة ثمانية تنفتح فيها 16نافذة، وترتفع القبة عن أرض الجامع 45م وهي بقطر 16مترا .
وفي حرم الجامع أربعة محاريب، المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي. وهذه المحاريب مخصصة للمذاهب الأربعة. وفي أعلى جدار القبلة، تنفتح على امتداده نوافذ ذات زجاج ملون. عددها 44نافذة مع ستة نوافذ في الوسط. ويقوم إلى جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع. إن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات فنية، صنعها المبدعون الدمشقيون الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية والإسلامية. ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام، ومازالت أقسام كثيرة من الفسيفساء الأموي قائمة في الحرم من الشمال على الرغم من النكبات الكثيرة التي أصابت المسجد.
ولقد وصف ابن عساكر موضوع فسيفساء الجدار الجنوبي على شكل كرمة ذهبية. وكانت الأروقة وعضاداتها وقناطرها مكسوة كلها بالفسيفساء الزجاجي الملون، ومازالت أقسام كثيرة باقية في واجهة الحرم وفي الأروقة، ولقد أعيد بعض ما سقط منها، وخاصة قبة الخزنة، التي استعادت زخرفتها الفسيفسائية مؤخراً، وهذه القبة هي غرفة مثمنة تعلوها قبة محمولة على ثمانية أعمدة، كانت تحفظ فيها أموال المسلمين، ثم أصبحت لحفظ المخطوطات الثمينة. ولقد أنشئت هذه القبة في العصر العباسي 780م. وثمة قبة أخرى هي قبة زين العابدين أو الساعات مازالت قائمة، ولقد أعيد مؤخراً 1995 بناء قبة الوضوء العثمانية 1769م التي كانت في منتصف صحن الجامع تحمي بركة ماء للوضوء.

و الآن و قد انصرف الدليل فلأخبركم متى يكون الجامع في أبهى حالاته
يكون هكذا في شهر رمضان و خصوصا العشر الاواخر منه
يزور الجامع الاموي أبناء كل المذاهب و هو محط أنظار السنة و الشيعة على حد سواء
و كل زائر لدمشق لا بد أن ييمم وجهه شطر الجامع الاموي ليغذي عينيه بجماله الأخاذ
صدقوني لن تنسوا هذه الرحلة أبدا
و الآن أذان المسجد الجماعي هويته الخاصة ينطلق معلنا دخول الوقت فلنركع خاشعين في هذه الرحاب الطاهرة