عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2011, 11:57 PM
المشاركة 9
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:

فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ

الاخوة والاخوات اهلا وسهلا بكم من جديد

وعلى بركة الله نستكمل معكم موضوعنا :


۞ ۩ قطوف رمضانية ۩ ۞

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ورسالتنا اليوم بعنوان :

قيام ليل رمضان








قيام الليل فالشهر شهر عمل، وفيه القرآن على نبينا قد نزل، وترى المؤمنينَ في ليلِهم بالطاعة يقومونه كأنهم خلية نحل، فقد صلَّوُا التراويح في جماعة؛ ليستكثروا من الخير والطاعة.

وفي البيت يَجتمِعُ الأهل والخلان، على استِزادة الخير والإيمان، فيجمع الأب أهلَه لقراءة القُرآن، فيُحْيون الليل على الطاعة، ساعةً بعد ساعة، ثمَّ ينامون وعلى السحور يَستيْقِظون، ففي ذلك السعادة، وبالحبور حياتُهم تكون، وكما قال رسول الله : "الصِّيام والقُرآن يشفعان للعبْدِ يوم القيامة".

قال الله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]. فعُدَّة الصابرين الاستغفار بالسحر، فاغتنموا الفرصة، فلا يعرف متى ينقضي العمر.

قال الله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17]. وكما قال رسول الله : "مَن صلَّى الغداةَ كان في ذمَّة الله حتَّى يُمسي".

والجميل في رمضان عبادة تزيد الطاعة، هي صلاة التراويح في المسجد جماعة، وكما قال رسول الله : "إنَّ الرَّجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب الله له بقيَّة ليلته". أي: مَن صَلَّى التَّراويح كاملة مع الإمام، كأنه الليلَ كاملاً قد قام، فاغنم هذه الفرصة تنل الرضا والسلام.

قيام الليل بالمعصية:

أما وقد كابد الصائم الجوع والعطش في هذا النهار الطويل، والنهار قد انقضى وجاء الليل، وكيف سيُقْضى هذا الليل لِمَن كان باعُه في الالتزام قليلاً، إما على القنوات الفضائية، ما تقدمه من برامج تهريج وتسلية، للترويح بمعصية على الصائم، وألا يكون لليل قائم، فالمسلسلات الاجتماعيَّة والأفلام الكوميدية، والكلُّ من هذه القنوات على إفساد نهار الصائم وليله متنافسون، فالشهر عندهم ليس بشهر القُرآن، بل شهر الفن والفنون.

والأغراض من ذلك طبعًا تجارية، أكان الصائم راضيًا بذلك أم كان غير راض، أأطاع الله بذلك أم عصاه، فذلك بينه وبين مولاه، فمن لم يرغب بهذه التسلية، وما شابها من معصية، فالأمر جِدّ سهل غيِّر القناة لما ينفعك، فمنها من رحم ربي من يقدم الثقافة والطاعة، والدعوة في سبيل ساعة بساعة.

ولكن -للأسف- تنصاع بعض النفوس وراء هذه المعصية، وتنسى أنها يجب أن تكون في طاعة لا في معصية.

أمَّا إن كان ذاك الصائم، لا يدري كيف يقضي ليله، ولا يريد أن يكون النائم، فإما يسهر على لعب الورق، وهو على ما يظن أنه لم يخرج عن النسق، فلا يرى أنه للوقت مضيعة، بل يرى في ذلك منفعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلا تحلو الجلسة إلا مع الدخان أو الشيشة في رمضان، فقد تجرَّأ من تجرَّأ وسمَّاها الشيشة الرمضانية. إنَّ رمضان شهر الله والقرآن، فكيف يرفق اسمه بما هو من عمل الشيطان، فكما أجمع أهل العلم على أنَّ الدخان محرم فما بالك برمضان؟! والله أعلم ونسبة العلم إليه أسلم، أليستْ هذه الشيشة من مشتقات التبغ، أم أنك أخي بذلك لم تبلَّغ.

من ظن أن الليل في رمضان ليس من رمضان، وأن المعاصي فيه مباحة، أليس قيامه من كمال الطاعة؟!

وكما قال رسول الله : "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه". وقال : "مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تَقَدَّمَ من ذنبه".

وبعد المعاصي يشعُر أصحابُنا بالنعاس قبيل السحور بساعتين أو بساعة، ويتركون السحور وما فيه من طاعة، ويتركون صلاة الفجر وهم عنها لاهون، وعن طاعات الله هم غافلون.

وكما قال رسول الله : "إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين".

وكل يضع رأسه على الوسادة، وما سأل نفسه كم فرط من العبادة، وكم أضاع من الأجر والسعادة، والنهار قد ضاع بين تذمُّر وتأفف في العمل، أو نوم النهار بلا عبادة ولا عمل، والليل قد ضاع في لهو غير مباح، وبذلك الأجر ضاع يا صاح.

المصدر: كتاب (منة الرحمن في شهر رمضان - مقامات رمضانية).

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار