عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011, 12:14 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • موجود
افتراضي


منحشرا" في أسماله البالية ، و في حذائه الممزق ،ظهره ينوء بأثقال يعجز عن حملها أعتى دواب الأرض ، تحس به يمر أمامك كالطيف ، قد تصادفه بعدها بعد قليل بمكان ما، وقد لا تصادفه أبدا"... عم منصور المهدي...رجلٌ ترك ستين عاما"خلف ظهره القوي ،صرف جلها متنقلاً ،..متأبطا" أوهامه وأوجاعه معه حيث يمضي ، حاملا"على ظهره جوالا" عتيقا"، مكتظاً بالمتاع وبالأشياء النادرة ، تراه يزرع الطرقات،تلفحه في كل شروق شمس في مكان جديد..لا أحد يدري أين يعيش !كيف يعيش!ماذا يأكل!..كيف ومتى . . بل لا أحد يدرك حتى من هو هذا الرجل في الحقيقة،كأنه غريب قد لفظته الأرض من أحشائها في عصر ما،الجميع يعرفونه..منصور العجوز،الصغار أو الذين بلغوا أعتى العمر ..تسألهم عنه ،فيجيبون ببساطة:لقد وجدناه هكذا،نعرفه أجل فهو الرجل الطيب . ظن الناس دوماً أن قوة خارقة تتلبسه،فهو كثيراً ما يأتي بالمعجزات،وإلا فكيف يطوي الأرض للمسافات الطوال راجلا"ويصل سويا"،مع مستقلي السيارات السريعة ، في وقت وجيز ، هكذا هو ...يسابق الشمس والريح ويذوب في الطبيعة كفينيق لا تلبث الطبيعة إلا أن تبعثه من جديد. .
صادفته ذات صباح ،بقارعة أحد الطرقات...ناديت عليه ،يا حاج منصور..يا حاج ،استدار نحوي بكل قامته الفارعة دفعة واحدة،فأخذت أتأمله، لا أدري ماذا أقول!..ظل منتصباً ، مشدود العود ، لم ترغمه الأحمال بظهره على الانحناء ، بادرني على عجل:أنت يا ولد الحاج حسين ..ماذا تريد....؟ ،لم أرد..توقفت قليلا" ، أتفحص هذا العجوز الغامض ، وجهه الصغير المستدير ، المغطى برداء الكتان الأحمر ،مسبحته السوداء ، المنهدلة على الصدر العاري ...ثم دسست يدي بجيبي ..مددت إليه بورقة من فئة العشرين جنيها...رمقني بنظرة صامتة ، خالية تماما" من أي معنى ، ثم انبرى منصرفا"وهو يتمتم :مشكور يا بني..أنا لا آخذ النقود! ناديته مرة أخرى ..يا حاج ...يا حاج ..ماذا تحمل على ظهرك؟... أتتني الإجابة خاطفة من شبح لم يعد على مرمى البصر : كنوز يا بني ...كنوز .




الأديب الكريم سيد حماد المحترم

تحيتي إليك وتهنئتي على قصصك الجميلة . .
والتي لا يضعفها إلا الأخطاء الكيبوردية . . فالمنتج جميل والعرض ليس جميلاً . . لذا فالبضاعة تخشى الكساد . .
أليس كذلك . . !
وترى هنا نسخة عن قصتك بعد تضبيطها . .
وأرجو أن تنال إعجابك . .
عزيزي . .
تقبل تحيتي وتقديري . .
دمت بصحة وخير . .



** أحمد فؤاد صوفي **