عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2011, 11:49 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




3



هنا حيث لا تعاطف


ما فات من الزمان وما يأتي


في ضوء داكن


لا هو ضوء النهار


يستثمر الشكل في سلام ساكن


ويحول الظلال إلى جمال زائل


بدوران بطئ يوحي بالثبات


ولا هو ظلام ينقي الروح


ويفرغ الحسي بالحرمان


ويطهر التعاطف من المؤقت


لا هو بالامتلاء ولا بالفراغ، ولكنها ومضة


على الوجوه التى أجهدها الزمن


لاهية عن الذهول بالشرود


مليئة بالأوهام فارغة من المعنى


كآبة ضالة بلا تركيز


ناس وقصاصات أوراق


تلهو بها الريح الباردة


التى تهب قبل الزمان وبعده


زفير وشهيق رئات مريضة


ما مضى من الزمان وما يأتي


تجشئات أرواح سقيمة


في الهواء الناحل المكتوم


تسوقها الرياح التي تجتاح تلال لندن الكئيبة


هامستد وكليركنويل وكامبدن وبوتني


هايجيت وبريمروز ولودجيت


ليس هنا، ليس هنا الظلام في ذلك العالم الساقط


تهبط فقط، هبوطاً إلى عالم من الوحدة الدائمة


عالم ليس هو العالم، ولكن ذلك الذي ليس بعالم


ظلام داخلي وحرمان


وتجرد من كل ملكية


انهيار عالم الحواس


وابتسار عالم الخيال


وتعطل عالم الروح


هذا طريق، والطريق الآخر


هو نفس الشيئ، ولكن لا في الحركة


بل في الامتناع عن الحركة حين يدور العالم


في شهوة على طرائقه المعدنية


في الزمن الماضي والزمن الحاضر




يتبع
.
.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)