عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2010, 08:27 PM
المشاركة 13
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني أن أتمم ما انتهينا عنده من هذا الموضوع الشيق .


وأن يكون الناقد الأدبي ملما ً بأدب آخر بجانب أدب لغته يستهدي به في إصدار أحكامه , إذ آداب اللغات المختلفة متقاربة في غاياتها وفي نقدها للحياة والأحياء , لكنني أحذر

من أن يذوب الناقد الأدبي - كما حدث لبعض نقاد الأدب العربي من العرب - في مقاييس هذا الأدب الأجنبي وينسى نفسه وأدبه ولغته فينخلع بذلك عن ذاتيته ,

ويعيش عالة على ذلك الأدب الثاني , وقلما يحقق فيه نجاحا ً يضاهي نجاح أبنائه وذويه , وهي آفة وقع فيها كثيرون من نقادنا العرب المعاصرين الذين استهوتهم الآداب الأوربية

وملأت عليهم أفكارهم ونفوسهم , فاصطنعوا مقاييس تلك الآداب وتبنوا كثيرا ً من معاييرها وقضاياها , ثم راحوا يطبقون هذه المقاييس والممعايير - وربما القضايا -

على الأدب العربي , ويصدرون بعد ذلك الأحكام الجائرة على الأدب العربي كقول بعضهم :

( إن الأدب العربي فيه قصور لخلوه من القصص الأسطوري ) .

أو قولهم : ( إن الأدب العربي يعاب بخلوه من المؤلفات المسرحية ) .

أو قولهم : ( إن الأدب العربي قاصر بخلوه مما سوى المديح والهجاء والرثاء ) .

إلى غير ذلك من الأحكام التي أصدروها على الأدب العربي متجاهلين خصائص كل أدب وكل أمة , معطين بذلك للآداب الأوربية سلطانا ً وهيلمانا ً على الأدب العربي .

ولست هنا في مجال مؤاخذتهم أو الكشف عن نواياهم وعما لذلك من صلة وثيقة بحرب تشن على اللغة العربية وأدبها تمثل حقلة من سلسلة تنتهي عند مخططيها

بحرب القرآن الكريم والدين الإسلامي الحنيف -

أقول : لست هنا في مجال الكشف عن ذلك - لأن لذلك بحوثا ًربما تخرجنا عن الموضوع - ولكنني في مجالي هذا أستطيع أن أحصي عليهم خطأين :

الأول : خطأ تطبيق القياس مع اختلاف طبيعة المَقِيس .

الثاني : الانبهار بالآداب الأوربية إلى الحد الذي جعلهم يعطون لهذه الآداب سلطانا ً على الأدب العربي .

ولهم بعد ذلك أخطاء أخرى لا أحب أن أفيض فيها في هذه العجالة من القول .

وللحديث بقية إن شاء الله ...