عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2012, 11:54 AM
المشاركة 429
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

د. طه حسين عميد الأدب العربي الاعمى احدث انفجار ثقافيا في العالم العربي..د.توما شماني

شخبطة على الحائط
د. طه حسين وجه ضربانت على مشايخ الأزهر المتقوقعين
سوزان الفرنسية زوجته بدلت حياة د. طه حسين


عشقت كتابات (د طه حسين) الاديب والناقد الضرير اي الاعمى من بين كتبه العديدة (في الشعر الجاهلي) قراته مرات ومرات رغم اعتباره الشعر الجاهلي منحولا الا اني ارتويت بما فيه من نقد ومعلومات. الواقع كان العصر الجاهلي عصرا مليئا بحيوية عصر المناذرة والغساسنة نتيجة رحلات الصيف الى الشمال حيت الغساسنة في تفاعلهم من الحضارة البيزنطية العالية في معطيات الحياة ورحلة الشتاء الى اليمن الغنية بالمصادر الزراعية ذات اتصال بالحضارة الحبشية الذين عرف عنهم انهم غزوا مكة في (عام الفيل). قرات كتاب (في الشعر الجاهلي) مرارا وارويت مما فيه من تحليلات وحفظت منه الكثير من الشعر كشعر (امرئ القيس) شاعر دولة المناذرة المسيحية في عاصمتها (الحيرة) لعلو مكانتها الثقافية (الحيرة) كانت تتكلم العربية كلغة الدولة والسريانية والفارسية. عرفت عن (الحيرة) مدينة بناء القصور منهما قصران شهيران في التاريخ (الخورنق) و (السدير) فيهما الشاعر (المنخل اليشكري) يقول (اذا شربت فاني رب الخورنق والسدير) و (اذا صحوت فاني الشويهت والبعير) ثم يضيف (احبها وتحبني ويحب ناقنها بعيري) في (الحيرة) بنيت (اديرة الرهبان) احدها (دير الراهبة هند) للاسف عندما نشات الدولة العباسية قبل بناء بغداد هدموا (الخورق) و (السدير) اخذوا طابوقه لبناء عاصمهم الاولي (الهاشمية). ربما خرجت موضوع كتابات (د طه حسين) الروائي المصري الكبير الذي لقّب بـ (عميد الأدب العربي) الذي شعت شهرته الآفاق (د طه حسين) فقد البصر في الثالثة من عمره إلا أنه واصل تعليمه فحصل على الدكتوراه عيّن عميداً لكلّية الآداب، جامعة القاهرة، ورئيسا مؤقّتا (لجامعة فاروق الأول) ثم أول مدير لـ (جامعة رية)، قرّر مجانية التعليم الثانوي في مصر مجانا ثم أنشأ (جامعة عين شمس) ثم غدى عضواً في (المجمع اللغوي) ورئيسه منذ 1963م حتى وفاته، ومديرا لـ (دار الكاتب المصري) ثم عضواً في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ومقرّر للجنة الترجمة به منذ انشائها. كان (د طه حسين) داعياً قوياً إلى التجديد ذو إحساس يكتب في النقد والوصف والتراجم والأدب والمقالة والقصة لذا فهو مؤسس مدرسة ومنهج في النقد خاصة، في أدبه نوافذ على الآداب العالمية خاصة اليوناني والفرنسي. نال (د طه حسين) الدكتوراه الفخرية من اقطار عديدة منها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وأوسمة من لبنان وتونس والمغرب. من مصر منح قلادة النيل التي لا تمنح إلاّ لرؤساء الدول، كان قد حصل على أول جائزة تقديرية في الأدب ومنح جائزة الدولة عن كتابه (على هامش السيرة)، وجائزة الآداب، كان أول من منح جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما منح أيضاً وسام (وسام الشرف) من فرنسا ومنح من هيئة الأمم المتحدة جائزة حقوق الإنسان تلقاها قبل وفاته بيوم واحد. جمع المخطوطات المصرية من مختلف نواحي العالم وفي إدارة خاصة في الجامعة نشر عددا من هذه المخطوطات نشراً علمياً كما مهّد لقيام المنظّمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، عند قيام هذه المنظّمة أنهى عمله بالجامعة العربية. ولد (د طه حسين) فى الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1889 عاش طفولته المبكرة في قرية صغيرة تقع على بعد كيلومتر واحد من (مغاغة) بمحافظة (المني) وسط صعيد مصر في (عزبة الكيلو). (د طه حسين) قد فقد بصره في الثالثة من عمره كان فقدان البصر فى الكشف مبكرا عن ملكات (د طه حسين) استطاع تكوين صورة حية فى مخيلته عن كل فرد من افراد عائلته اعتمادا على حركة وصوت كل منهم. يذكرني بتلميذ اعمى عندما كنت في الصف السادس في (مدرسة المربد) الابتدائية في البصرة كان يدرس في مدرسة ايرانية اغلقت عندما كان معلم الحساب يضع على السبورة مسئالة حسابية كان الاعمى يعطي الجواب قبل ان يقول يساوي.

(حسين علي) والد (د طه حسين) عمل موظفاً في شركة السكر انجب ثلاثة عشر ولداً كان سابعهم في الترتيب (طه) الذي اصابه رمد فعالجه الحلاق – يذكرني عندما كانت امي العزيزة المرحومة (نجيبة) تاخذني معها من البصرة الى الموصل لزيالرة اهلها كنت في الابتدائية كنت امر في الشارع قاصدا جسر الموصل اشاهد حلاقا يداوي الجروح بموسه الطويل المعهود لتطهير الاولاد دون تعقيم. مرة في صعدت الى (الخغأبي) حافيا الكائنة في السطح عندما تزلت احترقت رجلي عندما وصلت قبل ان اصل الارض سفطت على الارض اصابني الالم من كتفي الايمن كانت الرحومة (نجيبة) امي تبكي اخذتني الى الحلاق المجبر الماهر فعدل الكتف لا ازال استخدمة بكفائة - الحلاق عالج الطفل (طه) ذهب بعينيه (كما يقول هو عن نفسه في كتاب "الايام") كان الطفل (طه) فقد بصره بسبب (الجهل والتخلف) كانت كلمات صديق والده بعد ذلك بأن (طه) لا يصلح إلاّ ان يكون مقرئا للقرآن عند المقابر فيتصدق عليه الناس، هذا الاقتراح \صاب (د طه حسين) بصدمة عنيفة، شعر بألم دفين داخله، اصابه بالاكتئاب. اذ كان طفلاً انطوائياً، لا يتكلم مع أحد ولا يشاطر أحداً اللعب. كان دائماً جاداً، في حفظ القرآن وهو ابن سبع سنوات، اصر على ان يحضر الدروس التي تلقى في القرية، حتى برز بين أقرانه المبصرين بحفظه وادراكه لما يلقى عليهم من دروس. انصرف في طفولته المبكرة الاستماع للقصص والأحاديث انضم إلى رفاق أبيه في ندوة العصر في فناء البيت يستمع إلى آيات من القرآن وقصص الغزوات والفتوح وأخبار عنتر والظاهر بيبرس وأخبار الأنبياء والنسّاك الصالحين. حفظ القرآن في كتّاب القرية ثم أتقن التجويد فنشأ على خلفية واضحة وجلية وثقافة كبيرة ومتميزة في التاريخ العربي الإسلامي. بدأت رحلته الكبرى عندما غادر القاهرة متوجها الى (الازهر) طلباً للعلم وهو في الرابعة عشر من عمره، في عام 1908 بدأت ملامح شخصية (د طه حسين) المتمردة في الظهور حيث بدأ يشعر بالاشمئزاز من محاضرات معظم شيوخ (الازهر) المتتوقعين .اقتصر حضور بعضها كدروس (الشيخ بخيت) ودروس الادب لذلك لم يقتصر اهتمامه على تعاليم (الازهر). اظهر (د طه حسين) حبه للنقد. (د طه حسين) صاحب جماعة ناقدي ا(الازهر) فضّلوا دواوين الشعر والتمرد على مشايخ (الازهر). المتتوقعون طردوا (د طه حسين) بسبب كثرة انتقاداته لم يعد إليها إلاّ بجهود من أحد كبار الشيوخ !

في العام ذاته التحق (د طه حسين) بالجامعة المصرية ترك (الازهر) التحق بها وسمع دروس احمد زكي (باشا) في الحضارة الاسلامية واحمد كمال (باشا) في الحضارة المصرية القديمة ودروس الجغرافيا والتاريخ واللغات السامية والفلك والادب والفلسفة على من أساتذة مصريين وأجانب كان دخوله للجامعة المصرية بداية مرحلة جديدة في تلقي العلوم وتثقيف النفس وتوضيح الرؤية وتحديد الهدف. انتهى (د طه حسين) فى هذه الفترة من اعداد رسالته للحصول على درجة الدكتوراه كانت عن (أبي العلاء ) الضرير، نوقشت الرسالة فى عام 1914 ليحصل بها على أول درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية لأحد طلابها التى احدثت عند طبعها فى كتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت إلى حد مطالبة أحد النواب فى البرلمان بحرمان (طه حسين) من درجته الجامعية لأنه ألف كتابا فيه الكثير من علامات التنوير قالوا أن ما فيه كان (الإلحاد والكفر) علماً بأنه كان أول كتاب قدم الى الجامعة المصرية واول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية لأحد طلابها .لم يكتف (طه حسين) حينذاك بتدخل (سعد زغلول) رئيس الجمعية التشريعية في البرلمان آنذاك لاقناع هذا النائب بالعدول عن مطالبه بل رد على خصومه وقتها بقوة وبشجاعة في أن كل ما كتبوه عنــه لم يجد فيه شيئا يستحق الرد عليه كما وصفهم حينها بانهم يلجأون إلى طرق معوجة فى الفهم ومناهج قديمــة فى التفكير. دفعه طموحه واجتهاده لاتمام دراساته العليا في باريس، بالرغم من اعتراضات مجلس البعثات الكثيرة، الا انه اعاد تقديم طلبه ثلاث مرات، نجح في النهاية في الحصول على الموافقة ليرحل نحو تحقيق حلم جديد هو الحصول على الدكتوراه من فرنسا (بلاد الخواجات) اذ كانوا يطلقون (خواجات) على الاوربيين كانت الرحلة الاولى الى باريس ذات اثر عميق في حياة (طه حسين) فكرا اما الرحلة الثانية الى فرنسا كانت الاكثر تأثيراً في عام 1914 اذ التحق بجامعة (مونبلييه) لكي يبتعد عن باريس أحدى ميادين الحرب العالمية الاولى في ذلك الزمن في (مونبلييه) درس اللغة الفرنسية وعلم النفس والادب والتاريخ. لأسباب مالية أعادت الجامعة المصرية مبعوثيها في العام التالي 1915 في نهاية العام عاد (مونبلييه) الى بعثته الى باريس هذه المرة التحق بكلية الاداب بجامعة باريس تلقى دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع أعد رسالة اخرى تحت رعاية عالم الاجتماع الشهير (اميل دوركايم) كانت في (الفلسفة الاجتماعية لابن خلدون) ثم اكملها برعاية (بوجليه) بعد وفات (اميل دوركايم) ناقشها فحصل بها على الدكتوراه في عام 1919 حصل في العام ذاته على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية.



عندما كان (د طه حسين) فى مقعده فى قاعة المحاضرات فى جامعة السوربون سمع صوتا جميلا يرن فى اذنيه صوت صبيه حنون تقول له بعذوبة (إنا أستطيع أن أساعدك فى استذكار الدروس) كان الصوت صوت (سوزان) الطالبة الفرنسية المنحدرة من عائلة كاثوليكية متعصبة ظلت مترددة فترة طويلة قبل ان توافق على الزواج من (د طه حسين) الرجل المسلم، أحد أعمامها قسا قال لها (مع هذا الرجل يمكن ان تثقى بانه سيظل معك إلى الأبد سوف تسعدى ابدا) تزوجته فى عام 1917 عاشت (سوزان) مع أعمى أحبها بقلبه قبل أن يراها بعينيه أجمل واسعد أيامها بدلاً من أن تتزوج رجلا ذوعينين يرى النساء قد تتعلق روحه بأخرى. كانت لـ (سوزان) ذات اثر عظيم فى حياته بعد ذلك، قال (د طه حسين) عن يوم لقائه بها ( كأنها الشمس التى شعت فى يوم من ايام الربيع) كان (د طه حسين) عندما ياكل يتناثر الأكل على ملابسه، كان هندامه مبعثرا جاءت (سوزان) فغيرت حياته كاملة، عندما كانت نائمة أشار إليها قائلا لابنته (هذه المرأة جعلت من أبيك إنسانا آخرا). في عام 1919 عاد (د طه حسين) الى مصر عين استاذاً للتاريخ اليوناني والروماني استمر حتى عام 1925 حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام الى جامعة حكومية. عين (د طه حسين) استاذا لتاريخ الأدب العربى بكلية الآداب. رغم تمرده على الكثير من آراء أساتذته الا ان معركة (د طه حسين) الاولى والكبرى من اجل التنوير في واحترام العقل تفجرت في عام 1926 عندما اصدر كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي احدث ضجة هائلة بدأت سياسية قبل ان تكون ادبية، كما رفعت دعوى قضائية ضد (د طه حسين) فأمرت النيابة سحب الكتاب من مكتبات البيع واوقفت توزيعه. نشبت معارك حامية في الصحف بين مؤيدين ومعارضين لهذا الكتاب. في عام 1928 قبل ان تهدأ ضجة كتاب الشعر الجاهلي بشكل نهائي تفجرت الضجة الثانية بتعيينه عميداً لكلية الآداب الامر الذي اثار ازمة سياسية اخرى انتهت بالاتفاق مع (د طه حسين) على الاستقالة فاشترط ان يعين اولاً من ثم عين ليوم واحد ثم قدم الاستقالة في المساء وأعيد (ميشو الفرنسي) عميداً لكلية الآداب، مع انتهاء عمادة (ميشو) عام 1930 اختارت الكلية (د طه حسين) عميداً لها وافق على ذلك وزير المعارف الذي لم يستمر في منصبه سوى يومين بعد هذه الموافقة طلب منه الاستقالة. في عام 1932 حدثت الازمة الكبرى في حياة (د طه حسين) في عام 1932 كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراه الفخرية من كلية الآداب لبعض السياسيين. رفض طه حسين حفاظاً على مكانة الدرجة العلمية، مما دفع الحكومة الى اللجوء لكلية الحقوق. رداً على ذلك قرر وزير المعارف نقل (د طه حسين) الى ديوان الوزارة رفض العمل تابع الحملة في الصحف والجامعة كما رفض تسوية الازمة الا بعد اعادته الى عمله تدخل رئيس الوزراء فأحاله على التقاعد في 29 آذار 1932 لزم بيته بادئا الكتابة في بعض الصحف اذ اشترى امتياز جريدة (الوادي) تولى تحريرها، ثم عاد الى الجامعة في نهاية عام 1934 وبعدها بعامين عاد عميداً لكلية الاداب استمر حتى عام 1939 عندما انتدب مراقباً للثقافة في وزارة المعارف حتى عام 1942 انتدبه (نجيب الهلالي) وزير المعارف آنذاك مستشاراً فنياً له ثم مديراً لجامعة الاسكندرية حتى احيل على التقاعد في عام 1944 استمر كذلك حتى عام 1950 عندما عين(د طه حسين) لاول مرة وزيراً للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى عام 1952 وهو يوم احراق القاهرة حيث سفطت الحكومة. كانت تلك آخر المهام الحكومية التي تولاها (د طه حسين) حيث انصرف بعد ذلك وحتى وفاته الى الانتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضواً فيها داخل مصر وخارجها. ظل (د طه حسين) فعالا في الإنتاج الفكري, يكتب في عهد الثورة المصرية, إلى أن مات (عبد الناصر), الذي مات في 28 أكتوبر عام 1973 تحفة (الأيام) التي صاغ فصولها كتابة وحقيقة (د طه حسين) لها أثر إبداعي من آثار العواصف التي أثارها كتابه (في الشعر الجاهلي), بدأ كتابتها بعد ما يقرب من عام من بداية العاصفة, كان يستعين على الحاضر بالماضي الذي يدفع إلى المستقبل، يبدو أن حدة الهجوم عليه دفعته الى مقاومة العمى والجهل في الماضي القدرة على مواجهة عواصف الحاضر. نشر عميد الأدب العربي (د طه حسين) الجزء الاول من الايام في مقالات متتالية في اعداد الهلال عام 1926، وهو يُعد من نتاج المرحلة التي كتب خلالها (في الشعر الجاهلي) تميزت هذه الفترة من حياة الاديب بسخطه الواضح على تقاليد مجتمعه وعادات أبناء وطنه كان نشر (الايام) سيرة ذاتية تعبر عن سخط كاتبها بواقعه الاجتماعي بعد ان عرف الحياة في مجتمع غربي متطور حيث عاش في الماضي حياة قاسية في وسط تسوده الخرافة والأساطير والتقاليد التي كانت سببا في فقداه بصره، بالإضافة إلى سلطة المؤسسات التقليدية خاصة (الأزهر)، كانت كل هذه العوامل ولدت في نفسه شعورا بالمرارة وإحساسا عميقا بالتخلف وإصراراً أكبر على الدعوة إلى التجديد والتطوير وعدم التقليد والاتباع الخاطىء الذي لا يوجد إلا في عقول وقلوب الضعفاء والجهلة من الناس؟