عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2019, 06:58 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: إذا أتـــى الـــشــــتـــاء


إذا أتى الشتاء


إذا أتى الشتاء ْ
نجترُّ ذكرياته هناك ْ
فههنا
ما من شتاء ْ
ولا فصول ْ
العامُ فصلٌ واحدٌ
عـقيم
ولا سواه ْ
( الصيف ْ )
مشتعـل ٌ
ملتهبٌ
كلهفتي
تنسلُّ خلسةً خلاله أيام ْ
يحبو بها المطر ْ
على عَجَل ْ
على استحياء ْ
يا ليته يأتي هنا الشتاء ْ
والثلج يكسو الرمل ْ
حتى نراه مُحرِماً
يا ليته يكلل النخلات كالعرائس ْ
في ليلة الزفاف ْ
يا ليته هنا
ويمتطي الحيطان ْ
كفارس الأحلام للعـذارى
يا ليته يطرِّز الأبواب والنوافذ ْ
ويسترُ الشوارع ْ
يا ليته هنا
يُضيءُ عـتمَ الليل
ويفتح البياض آفاق الرؤى الحبيسة ْ
يا ليته ـــ الثلج ــ ههنا
نحضنه
ونصنع التمثال
والكُرات
ودأبنا تراشقٌ
في حرب أشقياء
***
يا ليته يأتي هنا الشتاء
ويعزف المطر
ألحانه
في الليل والنهار
ويرقص الشجر
منتشياً
حتى الخدر
يا ليته يأتي هنا الشتاء
ويبسط الصقيع
جناحه
والبردُ يُغـري المدفأة
والريحُ تصفع النوافذ
تُشاكسُ الملابس
على حبل الغسيل
والبرقُ من صدر السماء
ينسابُ نهر نور ْ
موشوشاً في أُذن الطبيعة
( الرعـد ُ يقتفي خُطاي )
والـرعـدُ يُدركه ْ
مدوّياً
فيخشع المدى
تُعـجِّلُ الغـيوم ْ
بوضع حملها
فيولدُ المطر ْ
ويعـزف المزرابُ لحن عـشقه
يا ليته يأتي هنا الشتاء ْ
وكلنا نلتفُّ حولَ خصر المدفأة ْ
الدفء والحنان
أُمّي هناكَ تطهو الشوربة
ووالدي الملتفّ بالعباءة
يُرتِّلُ القرآن
ونجمُنا
أنيسُنا
( سِنان )
نودُّ لو بوسعـنا التقاطه من شاشة التلفاز ْ
و
و
.
.
.
لا لن أُطيل ْ
قد قدَّ وصلَ الحرف نصلُ دمعـتي
يا حسرتي
يا حسرتي
يا ليته يأتي هنا الشتاء ْ


ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف
استحضار الذكريات في مكان غير المكان الذي اعتاد عليه المرء
يعني
أن الأوجاع هي المسيطرة على الفكر والجسم والنفس
وأنه لا راحة هنا
فإذا حلّ شتاؤكم تجترّون الذكريات هناك وليس هنا
فها هنا ما من شتاء!!
وها هنا أيضاً ما من شتاء ولا أي مشهد من مشاهده .. الثلج والريح ووو
الألم واحد والجرح واحد وفصولنا لا تختلف عن فصولكم .. فصيفنا حار ملتهب أيضاً
.
.
ما هذا يا أستاذ حسن ؟؟!
مقطوعة تقطـّع الأوصال .. وتحبس الأنفاس
لوحة قلمية شاهقة عميقة بعمق الجرح
بورك قلمك أخي الشاعر ولا عدمنا هذا القلم
تحية ... ناريمان الشريف