عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2019, 09:57 PM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: ابتسامة مُبكيـــَـــة !
أصل البلاء
للشاعر العربي في المهجر
(( زكي قنصل))
قالوا تقاربت القلوب و زال ما بين الورى من فتنة و خلافِ
قلتُ الشعوب من الفساد بريئة لا يغدر الحافي الشريف بحافي
أصل البلاء هم الذين تحكموا بالناس و ارتفعوا على الاكتافِ
نامت عن الباغي العيون فصفقت أطماعه بقوادم و خوافِ
كالذئب يستشري فيفتك حين لا يخشى عصا الراعي بسرب خرافِ

أني و ان خان الصديق مودتي ثبتٌ على عهد الصديق الغادرِ
أُغضي جفوني عن مساوئه و لا القاهُ الا بابتسامة عاذرِ
أنا مثله في ضعفهِ و عثارهِ فعلامَ أرمقه بطرف شازرِ؟
دُنياك لجٌّ لا يقرّ قراره فاسلم بنفسك أو فخضه و خاطرِ
من يرجُ محض الخير من أصحابه لم تخبُ جذوة غيظه المتطايرِ

هوّن عليك فلست موضع حملتي أنا أنقد الأعمال لا الأسماءَ
الله يشهد لست أخفي غير ما أبدي فكيف تظنني حرباءَ
يقسو الطبيب على المريض و قلبه يبكي عليه أدمعاً حمراءَ
بعض الوداعة في النفوس فضيلة و البعض يدعى خسة و رياءَ
أحلى على قلبي صراحة شاتم ممن يسوق هجاءه إطراءَ

عرّضت نفسك للمهانة فانبرى ذئب يحوم على حماك و ثعلبُ
ليس الذي سرق الحديقة مذنباً انّ الذي ساب الحديقة مذنبُ
جالدت عن عرضي فأدبر والغ ما أخيَبَ الكفّ التي لا تغضبُ
لا يفهم الأوباش من لُسنِ الورى إلا يداً تُملي و سوطاً يكتبُ

لا تعجبنّ إذا تباين موقفي و تناقضت في ساعة آرائي
الحيرة الخرساء تنهش أضلعي ما حيلتي بالحيرة الخرساءِ؟
دجت الطريق و لا دليل فكيف لا يكبو بهاوية القنوط رجائي؟
من كان في وضح الظهيرة تائها هل يهتدي في الليلة الليلاءِ؟
يا صاحبي هيهات تبصر مقلة تمشي وراء بصيرة عمياءِ

يا ربّ حرر أمتي من نفسها خاب الرجاء بفجرها البراقِ
إن السلاسل جمة و أخفّها للعارفين سلاسل الاعناقِ
حار الأساة بدائها, هل من يد تأتي لها بالقوت و الترياقِ؟
ما حاجتي للنور يملأ مقلتي و ظلام نفسي مالئ آفاقي
عبثا تشيد على الصوارم دولة إن لم تؤسسها على الاخلاقِ.