أسْأَلُ عنها !!
======
حسام الدين بهي الدين ريشو
==============
أسألٌ عنها
في كل الكون
في مدنٍ صارت غائمة
يمشي وحيدا فيها الإنسان .
كانت حالمةَ
ساكنة بضفاف الخير
تصلي له
للحب
ويؤَرِقها
أن جف معين الود
وانطمس نبع أمان .
كانت
تحلم بالمدن الصافية
بقلوب يتآلف فيها الناس
عشاقا
كأنغام الألحانِ .
كانت ذات سهادٍ
مذ تاهت بين الخلق
وبين جوانحهم
أنداء تراحم وحنان .
فأبحث عنها
في منعطفات الكون
في مُدِنٍ
تتثاءب شجنا
مع غيم الأحزان .
كانت ذات حياء
تبكي
ما إنسكب من خجل
على أرصفة
كغابات من آثام .
تبكي جراحا
ورعشة أرواح شاحبة
بين حنايا الإنسان .
تُشاكٍسني أحيانا
وتُقرِئني تراتيل ضمير
مِن أندى
مِن ْ أطهر
مِن أنقى
ماجاد به بوح بيانٍ .
كانت لؤلؤة
مِن نور
بحرا في موجة
عطر الورد
المَحْمِيُ بالأشواكِ
فلم تتلوث
وكأن
أِنْسٌ لم يقربها
أو جان !!
فلماذا تتوارى عني
مُرْهفة الحس والوجدان ؟
وكأني قافلة للذنبِ
ضلت سبلَ الغفران .
معذرة
إني حائر
أسأل عنها
وأنا موغل في التبيان
فأين هي الآن ؟
سأخلع طيني
وأقنعتي
أرميها في اليم
فعودي
ياتائهة عني
قبل أن تحترق الأركان .
وخذيني
مِن زيف الواقع
للمأمول لديكِ
ياذاتي
ياذات الفِطْرة
في الإنسان !!