الموضوع: نظرات زائغة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2014, 02:05 AM
المشاركة 6
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أهلاً بالأستاذ والأديب ياسر علي .
اقتباس ....
في مقهى شعبي جلست أغزل ثوب فضولي ، فمرة أنسجه بخيوط إصرار وترصد ، لأحشر بصري في تعقب ما يمارسه المارة بعضهم على بعض من فنون التحرش والنصب ، فأحس متعة التشفي و الفرحة حين أشاهد من يزاول نيابة عني خبثا تخمر في أحشائي ، و تعتري راحة عارمة دواخلي و نشوة النصر تنتابني بعد أن غذيت نهم الأحقاد بشحنات سلبية ذائبة في بشاعة ما التهمته عيناي . مرة أخرى أعمل على تفصيل جلباب الواعظ فتفتل مقلتاي خيوطا نورانية يستجيب لها لساني هامسا حوقلة استنكار لما تقدم عليه الأيادي من لمس و صفع ، و العيون من غمز و خيانة ، و الأفواه من سب و تقبيل ، حتى الأنوف لا تفوتها فراستي فأكاد أشتم ما تمتد إليه ، سواء أكان عطرا فواحا أو حشرا غبيا في غير موضعه .
من العنوان ( نظرات زائغة ) وضع الأستاذ ياسر علي القارئ أمام حالة من الحيرة سيلزمه تتبع أسبابها ,فنجح أيما نجاح في تهيئة القارئ ممسكاً بيده ماراً به على أحداث القصة .
في المقدمة كان الكاتب جداً مهتماً برسم صورة لبطل قصته يستطيع من خلالها العبور مع القارئ لأحداث القصة دون عناء أو مجرد تساؤل ..فبطل القصة مراقب نهم لما حوله وهذا تأكيد على حالة قلق مستبد ,ناهيك عن القهر الواضح والسادية المكبوته المشبعة بالتلذذ بشقاء الغير بشقاء حاله ,إضافة إلى التلون في شخصية البطل الذي يتحول بلحظة إلى واعظ تكيفاً مع الجمهور أو الحالة ,مظهراً سلبية ومجانبة لما يدور حوله ومقاربة لها بالهمس دون أي فعل يذكر .
بهذا نجح الأستاذ ياسر في نضوج شخصية البطل في خيالنا كما هو ناضج في خياله وهذه حرفية الكاتب المبدع .
اقتباس ....في مقهى شعبي جلست أغزل ثوب فضولي ، فمرة أنسجه بخيوط إصرار وترصد
في هذا المقطع من المقدمة ..ثمة مشكلة أحسها بين الغزل والثوب ,والحقيقة أنا أعلم أن الثوب لايغزل وإنما خيوطه ومن ثم تنسج ,وربما لو كانت كلمة أنسج مكان أغزل لكانت أقرب وأصح وخاصة أن الأستاذ ياسر أردف مستطرداً فمرة أنسجه بخيوط إصرار وترصد ........ وكان الأجدر أن تغزل خيوط ثوب الفضول وليس الثوب ...
يتبع .

هبْني نقداً أهبك حرفاً