عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2013, 02:13 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع...من مقال ...الإسلام والعروبة فى أدب فطاحل الغرب


أما بالنسبة للمضمون فى "الحكايات" التشوسرية الأربع والعشرين، وهى تدور حول الحب والفروسية والمغامرات والسحر والهزل وبعض الموضوعات الدينية وخرافات الحيوانات، فتقول الكاتبة إن معظم الحكايات الشعبية التى انتشرت فى أوربا خلال القرنين الثانى عشر والثالث عشر ترجع إلى أصل عربى كحكاية "فلورنس وبلانشفلور" الفرنسية، وحكاية "حكماء روما السبعة" التى تُرْجِمت من اللاتينية إلى الإنجليزية، وهى مأخوذة عن قصة "السندباد البرى" العربية... (ص 17- 18).

وبالمثل وجدت الكاتبة فى "حكايات كانتربرى" ثلاث حكايات تشبه قصصا عربية:

ففى القسم الأول من حكاية "الفارس الصغير" يقابلنا الحصان الطائر والمرآة والخاتم السحريان، وهو يشبه ما ورد في "ألف ليلة وليلة" عن الحكماء الثلاثة الذين قدّموا للملك نفس هذه الهدايا السحرية.

كما أن القسم الثاني من حكاية "الفارس الصغير"، وهو قصة الأميرة كانيس، التى أدركت عدم وفاء الرجال وعزفت عن الزواج بعد سماعها حكاية فى هذا الموضوع على لسان الطيور، هذا القسم يشبه حكاية أخرى من "ألف ليلة وليلة" رأت الأميرة فيها حلما من عالم الطيور يماثل ما سمعته كانيس على لسان تلك الطير.

أما حكاية "حامل صكوك الغفران" فتشبه إحدى القصص التى أوردها الدميرى فى كتابه: "حياة الحيوان"، وهى تدور حول ثلاثة أشخاص طماعين ألقت بهم الأقدار فى طريق السيد المسيح عليه السلام وانتهى أمرهم، بسبب جشعهم للمال، إلى تآمر بعضهم على بعض حتى قُتِلوا جميعا دون أن ينال أى منهم شيئا من المال الذى أوردهم موارد التلف والتهلكة (19- 20 وما بعدها).

ولا تكتفى الباحثة بهذا الكلام الموجَز المرسَل، بل تترجم الحكايات التشوسرية الثلاث، ثم تضع إزاءها النصوص العربية كى يستطيع من يريد المقارنة بينهما بنفسه، ثم تقوم هى برصد وجوه الشبه تفصيلا.

وأخيرا تختم كلامها بقولها إن الحكايات العربية الموازية لحكايات تشوسر سابقة عليها فى الظهور إلى عالم الوجود، فضلا عما ثبت بما لا يدع مجالا للريب من أنها قد تُرْجِمت إلى اللاتينية قبل كتابة تشوسر لحكاياته، وهو ما يدل على أن الحكايات العربية "كانت من المكونات لخلفية حكايات كانتربرى" (ص 39).

وواضح أن الباحثة لم تورد ما يثبت أن تشوسر قرأ حكاياتنا قبل أن يؤلف حكاياته، وليس معنى هذا أنه لم يتأثر بتلك الحكايات، وإلا فما معنى هذا التشابه القوى بينها وبين حكاياته؟

ولعل التاريخ يكشف فى المستقبل أنه قد قرأ ذلك العمل. وحتى لو لم يثبت أبدا أنه قرأه، بل حتى لو تيقَّنّا أنه لم تقم بين العملين صلة فإن هذا لا ينفى أن تكون الدراسة التى فى أيدينا الآن دراسة فى الأدب المقارن.

كما أنه ليس شرطا، كى يتأثر أحد الأدباء عملاً ما فى لسان أو أدب أجنبى، أن يكون قد قرأه بنفسه، إذ من الممكن جدا أن يكون قد تأثر بمن تأثر بدوره بذلك العمل، أو يكون قد سمعه من فم شخص آخر وسيط.

المهم أن هناك تأثيرا من عمل أدبى على عمل أدبى آخر، وسِيّان بعد هذا أن يتم ذلك التأثير على نحو مباشر أو على نحو غير مباشر.

هذا من جهة المضمون، وتتبقى الناحية الفنية.

==================================================
الايتام ماشريع العظماء ..تعرف على السر هنا؟؟؟؟

فيديوهات تشرح العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية.....النظرية البوزيترونية "...