عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2011, 11:15 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساؤك جوري غاليتي سارة
جميل هذا الموضوع الذي طرحته و كثيرا ما يستوقفني الموضوع
و في الحقيقة أحجم عن الخوض في الحوارات لذات السبب الذي يكون فيه حوار الأديان موضوعا شائكا
أولا هل هناك تقارب بين الأديان ؟ نعم أظن هذا صحيح فالأديان السماوية كلها تنبع من مشكاة واحدة و بعض منها تعرض للتحريف و لكنها في أساسها ديانات توحيد و الحوار بين الاديان ليس للمقارنة و لكن للتعريف و الباقي يعتمد على محاكمة الإنسان الذاتية و هو مسؤول عن خياراته
منذ دخولي عالم القراءة و أنا أتعرف على مناظرات تجري بين علماء مسلمين و رجال دين من أديان أخرى تناقش أمورا متعددة في العقيدة و العبادات و الممارسات و المعاملات و كانت تتوج بنهايتها بالغلبة لعلماء مسلمين في إثبات وجود الله إن كان الحوار مع ملحدين أو في إثبات غلبة الدين الإسلامي إن كان الحوار مع رجال دين من ديانات أخرى
و كنت أعجب بقوة الحق على لسان علمائنا و قدرتهم التي وهبهم الله إياها في المجادلة و المحاججة بالمنطق و المحاكمة العقلية القوية و منهم أستاذنا الجليل الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي خصوصا في كتب معينة مثل " كبرى اليقينيات الكونية" و " هذه مشكلاتنا" و منهم الدكتور مصطفى محمود في " حوار مع صديقي الملحد " و " التوراة " و المناظرات الشهيرة للعالم المسلم " احمد ديدات " مع قساوسة نصرانيين و غير هذه الحوارات كثير جدا
و في فترة ما كانت هذه المناظرات و الحوارات مفيدة في نشر الدعوة الإسلامية خصوصا في وقت لا يعرف الغربيون عنا شيئا و لا يعرفون الدين الإسلامي و كان دور علمائنا التعريف بالدين على الوجه الصحيح و المنطقي و المناسب
و أزعم أن حوار الأديان ليس بهدف إلغاء الآخر و إنما بقصد تعريفه بديني و منطقيته و مهمة الآخر في نهاية المطاف ليست أن أقنعه او أثبت أنه على باطل بل بهدف أن يضع فكرة صحيحة في إدراكه عني و فيما بعد يقوم بمحاكمته العقلية و التي يسأل هو فقط عن نتائجها
و لكن برأيي أن المعاملة التي أقدمها للآخر هي السبيل الأمثل للتعريف بديني و سموه و عظمته إن كانت حسنة و سأكون مثالا سيئا عن بني ديني ان كنت تصرفت بمعاملة غير حسنة و لا ننسى في هذا الموضع أن انتشار الدين الإسلامي في جنوب شرق آسيا كان بجهود التجار الذين بمعاملتهم المتوخية للحق و الحلال و الأخلاق الفاضلة هي التي قدمت الدين الإسلامي لهذه الشعوب لتعتنقها دون محاورات أو محاولة إثبات بطلان ديانة الآخر
هذا يا سارة اجتهاد شخصي و الله أعلم
و ربما أعود إن قدر لي الله
محبتي دوما