عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
5106
 
حامد الشريف
كاتب وناقد سعـودي

اوسمتي


حامد الشريف is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
107

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Dec 2006

الاقامة

رقم العضوية
2517
03-15-2013, 12:13 PM
المشاركة 1
03-15-2013, 12:13 PM
المشاركة 1
Unhappy صبي القهوة الشامية

صبي القهوة الشامية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify]
[justify]

كنا نحبك في تلك الأيام الخوالي التي لم تزل ذائقتها في أفواهنا قبل أن نصحوا من النوم . كنا نحبك بصدق لم تعهده في فطوم حيص بيص التي رضيت فيك زوجاً لكنها لم تحبك كما أحببتها بصمت وبصدق فاق كل القلوب التي علقت فيها في بانسيون صح النوم يا أمتنا العربية .
لقد أحببناك يا ياسينوه بقدر حبك لغنج صوتها وبقدر صبرك على جورها .
وفي كل القلوب لك محبة لم يسوقها أليك غوار الطوشي بمقالبه التي لم ترحم سذاجتك وأعتاشت على بساطة كنت أنت جمالها وعنفوانها والملك المتوج على عرشها وحتى أبو عنتر بكل ما يمثله من قوة وشهامة أولاد الحارة التي كانت تترفع عن النيل من البسطاءوكان هاجسها الاقتصاص لهم من جبروت الأقوياء إلا أنك لم تسلم من تقريعاته وصفعاتهحيث كان بكاؤك ؛ سلاحك الذي تدفع به شرورهم وقفشاتهم العدائية .
وحده كان حسني البرزان بشخصيته السابحة في ملكوت الفشل وهو يعجز عن رصف الكلمات - رغم محاولاته المستميثة -حتى ينسج منها مقالاً لم يوفق في تجاوز جملته الأولى وهو يحاول أن يعرف مايحدث في أيطاليا عن طريق البرازيل أو الأرجنتين أو حتى الدول الأسكندنافية .

ربما لو أكمل مقاله ذاك لنالك منه ما نالك من غيره ولأصبحت لفطومه مطية .
ياسينوه كنا ولازلنا نحبك أكثر من كل هؤلاء الذين تاجروا فيك حياً وميتاً لأنك أظهرت لنا صدقاً في تجسيدك لشخصية الرجل البسيط الذي بثنا نلتقيه في خيالتنا عند مرورنا من حارة كل من إيده أله أثناء تجوالنا في حواري الشام القديمة الوهمية .
كنا متأكدين أننا سنسمع صوتك الذي يمازج بين العفوية والفكاهة الطربية بلكنته الشامية المميزة حتى كدت تتجسم أمامنا كي نشاهدك تسارع في تلبية طلباتنا في كل مقهى من مقاهي الشام العتيقة وقد أرتجفت يداك عند أقل عارض لتُسقط ما يعلوها من فناجين الشاي من فوق تلك الصينية .
ياسين هل كنت تشك في محبتنا لك حتى تختار هذه النهاية المأسوية
أو أنك لم تستطع أن تضع بصمتك على مايحدث إلا بدمائك الزكية
التي وحدها ما تسطيع تقديمه في صراع بين الأقوياء لا تجيد فنونه ولا تملك أدواته ولا يقوى جسدك الذي أنهكته السنين وأجهده مجتمع ظالم لا يحفظ لمثلك من المبدعين حقهم في العيش الكريم عند فقدهم لبريقهم وتساقط أوراقهم الخريفية .
ياسينوه نحن نحبك ونحب سديريتك وسروالك وطاقيتك وشالك وكل مقتنياتك الشامية .
ياسين لم نكن بحاجة لتبرهن لنا أنك وكل البسطاء من حولك أول ضحايا صراع الأقوياء ووقود الحرب المستعرة على أرضنا المباركة أرض المحشر الأبية .
لم نكن نحتاج أن نرى الهلع مرسوماً على وجهك المضرج بالدماء وأنت تواجه سلاح يفتك بالمجنزرات فكيف به وهو يخترق جسدك الغض حتى تكون أغنية يرددها طرفي الصراع تمجيداً لتاريخك وتسلقاً على دمائك الزكية .
ولكن كنا بالفعل نحتاج أن تحضر مرة أخرى بعد غياب كل هذه السنين بكل الحب الذي زرعته في قلوبنا حتى نصحو من النوم الذي غيبنا عن واقعك وواقع أخوة لنا بسطاء روت دمائهم المعبقة بأريج الشهادة شامنا ونحن لازلنا نلهو على أعتابها منظرين للقاتل والضحية .
رحمك الله يا ياسين وأسكنك فسيح جناته وجعل دمائك الزكية غراس النصر على قوى البغي والتجبر والتكبر التي طغت وبغت وأمعنت في العنجهية ؛ حتى نرى البسمة محل الهلع على كل الوجوه التي أحبتك وعشقت صبي القهوة الشامية

[/justify]



صفحتي على تويتر
H_motafael@