عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2011, 12:30 AM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أيضا هناك مثال على الهوى المقبول فى مجال الفكر السياسي وأعنى به عملاق التحليل السياسي محمد حسنين هيكل .. ,
معروف بالضرورة أنه مؤسس الناصرية ومُـنـظــّــرها الرئيسي فى زمانها الذهبي ..
وبعض بسطاء الفكر يعتقدون أن هيكل هو من استفاد من عبد الناصر بينما الواقع أن عبد الناصر ما كان لتجربته أن تتحول من تجربة رياسة إلى تجربة زعامة على المحيط العربي والإفريقي والآسيوى لولا محمد حسنين هيكل ..
فهو النابغة الذى تولى مكانة رهيبة الثقل فى السياسة الدولية بفضل موهبته وشعبيته الساحقة وخطابه المؤثر

وقد رهن إمكانياته تلك كلها ومواهبه فى خدمة التجربة الناصرية ونشرها حتى أن اسم هيكل كان فى أيام عبد الناصر نفسه يتزامن فى القوة والتأثير مع هذا الأخير ومقالاته فى كل يوم جمعة تحت عنوان ( بصراحة ) كانت تترصدها دوائر الإعلام وترتجف لها أسماء كبري فى محيط السياسة العربية
وكان المقال الذى دوما ما يكون أشبه ببحث كامل يتناول الشأن الجارى وقتها بالتحليل والمعلومات والتوثيق ويطرح رؤاه فى القضايا المشتعلة فى تلك الفترة الساخنة من تاريخ العالم .. وبعد نشره كان يذاع فى الإذاعة الرسمية حرفا حرفا وكلمة كلمة بمنتهى الدقة حتى أن المذيع كان إذا مر بفاصلة فى المقال ذكرها ..
ويعود هذا إلى أهمية التحليل الاستراتيجى لدى هيكل والذى جعله واحد من أنبغ عشرة صحفيين فى هذا المجال الحساس
وقيمته العالمية أشهر من أن تذكر لا سيما بعد أن اعتزل العمل الرسمى فى السبيعينات وأسس للمرحلة الجديدة فى حياته وهى مرحلة التوثيق السياسي للتاريخ المعاصر والتى شهدت موسوعاته الضخمة التى حملت الحقائق والوثائق النادرة والتحليلات البارزة التى جعلته مؤسسة بحد ذاته , وهى الموسوعات التى بدأت بكتاب ( خريف الغضب ) , وانتهت بكتاب ( الإمبراطورية الأمريكية وحرب العراق )
وتزداد قيمة هيكل بروزا إذا عرفنا أن تاريخنا العربي المعاصر هو تاريخ غير موثق ومن كتب فيه كتب بهواه بلا رابط ولا توثيق .. بعكس تاريخنا الإسلامى الذى تميز بالتوثيق عن تاريخ الغرب
فتفوق الغرب علينا فى العصر الحالى فى حفظ تاريخه لأن الوثائق مهما بلغت سريتها تقوم المؤسسات بإعلانها للباحثين بعد فترة وهو ما يختلف جذريا فى السياسة العربية التى لا تُخرج من تحت أيديها الوثائق ـ هذا إن وجدت أصلا ـ إلا فى حالات الفضائح الإنقلابات العسكرية فحسب !
فجاء هيكل بهوايته الأكثر شغفا وهى استغلال نفوذه فى تجميع الوثائق من مختلف الجهات إقليميا ودوليا لتجعله مرجعا خرافيا لمرحلة التاريخ العربي فى فترة القرن العشرين التى انقلبت فيها موازين القوى عدة مرات
ولا يوجد باحث أو توجد جامعة كتبت أو تكتب فى التاريخ السياسي العربي وعلاقته بالقوتين الأعظم إلا ولهيكل عليها فضل ومنة بكتبه , بفضل احتفاظه بأطنان من الوثائق السرية يعلم القاصي والدانى أن من بينها وثائق لا توجد فى رياسة الجمهورية أو المخابرات العامة نفسها ..
أضف لذلك قدرته الخرافية على تحليل المعلومات على نحو يجعل القارئ يستغرب توقعاته ,
ومنها ما توقعه من فشل انقلاب بوريس يلتسين فى التسعينات بروسيا على جورباتشوف .. فرغم أن الإنقلاب كانت بدايته ناجحة ومتينة إلا أن هيكل وفى الساعات الأولى من يوم الإنقلاب العسكري وبعد أن جمع معلوماته من كافة أنحاء العالم حكم عليه بالفشل الذريع وهو ما تحقق بالفعل
رغم أن بوريس يلتسين تولى السلطة بالفعل ولكن لم يكن هذا بسبب نجاح الإنقلاب بل بسبب استقال جورباتشوف واعتزاله ..

فهذا الرجل بكل هذه القيمة المتفردة عندما يكون عيبه أن هواه ناصري وهو بنفسه يعترف بذلك ويقر أن لديه هوى وتحيز لعبد الناصر فمن المستحيل أن نأخذ هواه سببا فى إسقاطه !!
لا سيما وأن هواه تراجع كثيرا جدا عما كان وأصبح مجرد ذكرى للصداقة المتينة التى ربطته بالرجل , وكان تراجعه شديد الوضوح فى الآونة الأخيرة منذ عام 1995 م , وحتى اليوم , حيث بدأ يتعرض للشأن الجارى منذ ذلك التاريخ وكانت أولى بواكير إنتاجه المتميز فى الشأن المصري , محاضرته فى الجامعة الأمريكية عام 1995 م , والتى أطلق فيها مفاجأة تخطيط نظام الحكم فى مصر للتوريث !! "[1]"
ولهذا يعتبر هيكل هو أول من أطلق شرارة التحذير من مؤامرة التوريث قبل حدوثها الفعلى بسبع سنوات كاملة
لهذا فكان من الحماقة بمكان أن يصرح بعض السياسيين أن هيكل يفتقد المصداقية لهواه الناصري وهو لم يكتب عن عبد الناصر أصلا إلا مجموعة مقالات جمعها بكتابين فقط كتاب ( لمصر لا لعبد الناصر ) , والكتاب الثانى ( عبد الناصر والعالم )
وباقي حديثه عن عبد الناصر يأتى فى إطار كتبه التقليدية
وسائر كتبه بعد ذلك من النوع الموسوعى الذى يتناول التأريخ السياسي للمرحلة بأكملها موثقا توثيقا كاملا
ومن الممكن جدا أن يختلف أى قارئ مع تحليل هيكل للوقائع والمعلومات .. لكنه من المجازفة أن نتصور اختلافنا معه فى الحقائق التى يذكرها لأنه لا يتكلم من رأسه بل من وثائقه .. فإذا خسرته فمعناها أنك تخسر بإرادتك المصدر الوحيد للتاريخ الحقيقي للقضايا المعاصرة ..

أما النوع الثانى من الهوى ..
فهو الهوى الذى يؤثر جزئيا , فيظهر فى صاحبه على فترات ويغيب فى أغلب أحواله :
وهذا الهوى مشابه للسابق وإن كان أكثر ظهورا بقليل ويكون سببه فى الغالب شخصيا بسبب العداوات التى يتعرض لها العالم أو ما شاكل ذلك فتجعله يميل بهواه إلى مخالفة المتجنين عليه حتى لو كانوا لو على حق فى بعض الأحيان
وأكبر مثال على الواقع وله تأثير مؤسف فى حياتنا هو الخلاف التاريخى بين مدرستى الأزهر والسلفية والذى عبرنا عنه سابقا "[2] "
أنه خلاف مصطنع سياسي أكثر منه فعلى على أرض الواقع سببه فى الأصل يعود لمنتصف الخمسينيات عندما كانت العلاقة السياسية متوترة بين مصر والسعودية فى عهد الملك سعود
ثم تطور الأمر الخلاف تشاحن بين بعض العلماء من الجانبين لكون الأزهر فيه بعض توجهات المدرسة الأشعرية بينما المدرسة السلفية لها خلاف تاريخى آخر مع الأشاعرة ..
وإن كانت خلافهم مع الأشاعرة شيئ ومع أشاعرة الأزهر أمر آخر لأن الأزهر لم يتبن المذهب الأشعري على وجه الإطلاق ولا كان كل علمائه بنفس المنهج بل فيهم الرموز الحقيقيين للسلفية الحقة والذين تعتبرهم مدرسة السلفيين المعاصرين زعماء للسلفية بالفعل .. وهؤلاء خرجوا من الأزهر أصلا
مثل الشيخ محمد الأمين الشنقيطى والشيخ أحمد شاكر ووالده الشيخ محمد شاكر الذى كفّر خطيب الملك فؤاد على الملأ فى الثلاثينات فى واقعة مشهورة تشهد بشجاعة هذا العالم الربانى

فهذا النوع من الخلاف بين الجانبين هناك الكثير من العقلاء تجنبوه وهناك من غالوا فيه .. ولهذا فموقفنا نحن يجب أن يكون وسطا فى رفض هذا الخلاف كله وعدم الالتفات إليه واتخاذ العلماء من الجانبين قدوة ومثلا
لا كما يفعل بعض الشباب من المنتسبين للفريقين باتخاذهم الأمر كما لو كان تشجيعا لنوادى كرة القدم فتجد أنصار هذا العالم يهاجمون خصومه وأنصار الخصم يردون وهكذا !

وهوى العلماء فى هذا الجانب مقبول لأنهم بشر وأخطاؤهم فيه بسيطة بالنظر إلى جبال الفضل التى تركوها .. ومن الحماقة وسفاهة الرأى أن نُسقط عالما بحجم الرموز لأجل أن رأيه فى عالم آخر كبير رأى سلبي أو جائر أو حتى رأى ظالم ..
ومن ذلك على سبيل المثال الشيخ الشعراوى إمام المفسرين المعاصرين
والذى كان لديه ميل للتصوف الأول بمعناه الحقيقي لا بمعناه المبتدع .. بل كان الشعراوى يحمل حملة عظيمة على صوفية البدع كما صرح فى أكثر من موطن ..
والسلفيون لا يطيقون التصوف نظرا لما انتشر فيه من السمعة السيئة فتجد بعضهم يسقط الشعراوى من الإعتبار لمجرد أنه يري آراء تتفق مع ما ينكره السلفيون فى كثير من المسائل الخلافية التى فيها متسع كالتوسل وغيرها
بالإضافة إلى أن عقيدته فى الأسماء والصفات سلفية محضة , ويمكن التيقن من ذلك بمراجعة تفسيره فى آيات الصفات
وكان الشيخ أبو اسحق الحوينى زعيم السلفيين المعاصرين اليوم من أكبر الناس الذين دافعوا عن الشعراوى وأنصفوه عندما هاجمته المجلة المشبوهة ( روزاليوسف ) فى التسعينيات ..

المثال الثانى هو العلامة الألبانى محدث عصره
والرجل الذى له منة على كل طالب حديث فى هذا العصر .. وما قام به من أعمال عظام فى تحقيق السنة لا سيما بعض الكتب الستة كان ولا زال مسجلا باسمه باعتباره سبقا فريدا ..
كان للألبانى رحمه الله بعض الآراء التى خالف فيها وشذ عن المشهور من رأى الجمهور ..
ولأن الألبانى زعيم السلفية فى آخر القرن العشرين فقد تتبعه خصوم السلفية فى تلك الأخطاء ليُسقطوه عن الاعتبار كما زعموا رغم أن ما انفرد به الألبانى لا يعدو كونه وجهات نظر لها وجهاتها على أية حال
فتجد البعض يتحاشي الألبانى مع تلك الزوابع المثارة حوله رغم أنك لو جمعت خصوم الألبانى فى قفة وعجنتهم ما وزنوا مثقال ذرة بعلمه وفضله
لهذا فإن أراد القارئ أن يعرف من هو صاحب المنهج السليم فى الأخذ عن العلماء ستجد أنه الذى يأخذ عن جميع المدارس التى تتفق فى العقيدة وتختلف فى الفروع فتجده يجمع بين حب الألبانى والشعراوى وبين حب الحوينى وعطية صقر وهكذا ..

والنوع الثالث :
هو الهوى بلغ القمة وهو الذى يتحكم فى صاحبه تماما , وهو الذى يبلغ به مدارج النفاق والتلون بلا شك ..
وإسقاط العلماء لا يكون إلا مع النوع الثالث فقط لأن الهوى إذا تحكم فإنه يأخذ بالعالم إلى مدارك غير محسوبة من تعمد التجهيل ويوقعه فى التعمية المقصودة والإنتصار للنفس أو للمذهب وساعتها لا يصبح مأمونا فى طلب العلم عنه
وهذا النوع من العلماء لا يحتاج إلى شهادة عالم لإسقاطه , ولو أن شهادات العلماء تكون معززة فى هذا الأمر , والسبب أن هذا النوع من الهوى يكون واضحا شديد الوضوح فى المواقف المفصلية حيث لا يكون هناك خيار مقبول بين كلمة الحق والباطل ,
ومثال ذلك ما حدث فى الثورة المصرية ,
فالمواقف كانت علامات الرجال لا شك فى ذلك , وأوضحت من يمالئ السلطة وينافقها , ومن يتقي الله وينطق بكلمة الحق ولو على حساب أمنه وسلامته ,
كما أنها أوضحت المنافقين والمتلونين وأصحاب الغرض فى كل أمر

والهوى المتحكم خسرنا بسببه علماء كثيرين وفقهاء كبارا ومفكرين جهابذة , كان لهم فضل كبير لكنهم مع الأسف ارتكبوا مع هذا الهوى أمورا حرفتهم تماما عن المنهج القويم للدرجة التى جعلتهم فى بعض الأحيان حجة للعلمانيين والمستشرقين فى شبهاتهم على الإسلام
ومن ذلك العلماء المغرقون جدا فى التصوف وأتباع صوفية الطرق .. والعلماء الذين يشعرون بذواتهم أكثر مما ينبغي فيرون من دونهم من العلماء لا يساوون شيئا وهؤلاء لبّس عليهم إبليس بالغرور القاتل
ولن أستطيع التمثيل بالأسماء فى هذا الصدد لكنى سأضع بعض العلامات التى إذا لمحها القارئ فى أى عالم أيا كان وقد اجتمعت فيه فليتحاشاه
وهذه الصفات نجملها فيما يلي :
أولا :
بُــغض أهل الحديث والمحدثين والتقليل من فضلهم واعتبارهم عالة على الدين وأن الدين قام على أكتاف الفقهاء وحدهم وأن الفقهاء هم من يحددون الصحيح من الضعيف حتى لو ضعّفوا البخارى ومسلم ! والمهملين للسنة فى غالب أحكامهم
ومن هذه العينة كثير للأسف .. ومعلوم كقاعدة علمية أنه لا يُبغض أهل الحديث إلا أصحاب البدع
ثانيا :
العلماء المجترئين على من سبقهم من أجيال علماء الأمة فتجد الواحد منهم ينتقد ويتهم أعاظم الفقهاء والمحدثين من أصحاب المذاهب وغيرهم للدرجة التى دفعت الوقاحة بعضهم إلى اتهام الطبري بأنه عبيط !
ثالثا :
المعتدين على الصحابة كمعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم والمنادين بالتقريب بين السنة والشيعة والمدعين بأن الخلاف بيننا وبينهم فى الفروع ويجاملون الشيعة على حساب عرض أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام
رابعا :
العلماء أصحاب الغرام بالفتاوى الشاذة لمجرد الشهرة فتجد لهم ولع كبير بإثارة ضجة كل فترة بفتوى غريبة قد لا يكون لها أى داعى أصلا ..
ولكنهم يتبعون المثل القائل خالف تعرف ..
من هؤلاء منكرى بعض الحدود الثابتة أو أصحاب الفتاوى التى لا أصل لها من عقل أو نقل كالذى يفتى بجواز الصلاة فى حمامات المنازل المغطاة بالسيراميك !
خامسا :
العلماء الذين نسبوا أنفسهم لحاشية السلطان طواعية أو كرها , فحتى الإكراه فى هذه الحالة لا يجوز بأى حال , ولو أن التقية كانت تجوز للعلماء لاستخدمها بن حنبل والشافعى ومالك وسفيان الثورى وأبي حنيفة وغيرهم من أبطال الدعوة الذين وقفوا فى وجه السلاطين , لأن العالم إذا استخدم التقية فمن أين يعلم عامة الناس الحق من الباطل ؟!
وهؤلاء علامتهم تجدها واضحة شديدة الوضوح هذه الأيام حيث تسمع منهم العجب العجاب فى تقديس وتقدير حكامهم رغم أن التجربة أثبتت لكل ذى عينين أن كافة حكام المنطقة العربية عبدة سلطة ومن أهل الطغيان , وهم أكثر الناس تحالفا مع الغرب فى هدم رسالة الإسلام ومصلحة العروبة , تلك التهمة التى يحلو لهم ترديدها وإلصاقها بدعاة الحرية اليوم ,
وكأن الغرب كان ينتظر مزيدا بعد هذه العمالة الصريحة التى وفرتها السياسات العربية له , حتى أصبحت أرض المسلمين نهبا للجيوش الغازية وبرعاية وتحت بصر وسمع وفوق أرض وسلطان حكامنا المغاوير !
وعلى دربهم أيضا أصحاب الفكر والأقلام الذين ضموا أنفسهم للحكام أو تآمروا على الشعوب بالسكوت عن الحق , أو أولئك الذين سعوا للمصالح الشخصية والشهرة الإعلامية فى رشوة صريحة على حساب أمانتهم الإعلامية نظير منصب أو سلطة أو حتى نظير مجاملة فاضحة سعيا لتأمين مكانه أو مكانته !!

خلاصة القول فى هذا الجانب ..
أن المجتمع العربي إذا أراد البناء الصحيح والصريح فى طريق الحرية السياسية والاجتماعية , فعليه أن يبادر سريعا بإسقاط كل هؤلاء المتلونين أيا كانت أقدارهم وأيا ما كان حسن الظن بهم فى سابق الأيام , بعد أن ثبت بالتجربة أنهم لا يستحقون ذرة واحدة من الإحترام عندما تبدلوا من النقيض إلى النقيض فى أيام معدودات على الأصابع !
بل إن بعضهم يُظهر نفسه هذه الأيام كزعيم للثورة التى قامت , والحرية التى جاءت , ولله فى خلقه شئون !!
وإلى اللقاء مع بقية القضايا ..

الهوامش :
[1] ـ المحاضرة منشورة ومطبوعة فى كتيب عن دار الشروق المصرية
[2]ـ راجع موضوع ( الأزهر والحركة السلفية ) ـ شبكة العز الثقافية